أيمن سلامة: قرار نقابة الأطباء بوقف الطبيب المشعوذ يعكس حرصها على حماية أخلاقيات المهنة

قال الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي إنه في خطوة حازمة تعكس التزامها الراسخ بحماية مهنة الطب السامية وأخلاقياتها النبيلة، أصدرت نقابة الأطباء قرارًا تاريخيًا بتوقيف طبيب عن ممارسة المهنة لمدة عام كامل، وذلك على خلفية ارتكابه مخالفات جسيمة لقواعد المهنة الطبية والقسم الذي أقسمه، وتجاوزه الخطوط الحمراء ببث إشاعات ومعلومات مركبة لا تمت لتخصصه بصلة عبر شاشات الفضائيات.
وأشار سلامة إلى أن هذا القرار الشجاع، الذي يأتي في سياق جهود النقابة الدؤوبة لمكافحة الدجل والشعوذة والتصدي للممارسات غير المسؤولة التي تسيء إلى صورة الأطباء وتهدد سلامة المجتمع، يمثل رسالة قوية وواضحة لكل من تسول له نفسه استغلال ثقة الجمهور والعبث بصحتهم ومعتقداتهم. إن النقابة، بوصفها الحارس الأمين لهذه المهنة الإنسانية، لن تتوانى عن تطبيق القانون بحذافيره على كل من يخالف ميثاق الشرف الطبي ويضلل الرأي العام.
وشدد الدكتور أيمن سلامة على إن بث الإشاعات والمعلومات المغلوطة، خاصة تلك المتعلقة بالشأن الصحي، يشكل جريمة في حق المجتمع، لما لها من تداعيات خطيرة على الوعي العام وصحة الأفراد. فكيف إذا صدرت هذه “السموم” من شخص يفترض فيه أن يكون موضع ثقة واحترام؟ إن استغلال المنصات الإعلامية لنشر الخرافات والأوهام، وتقديم معلومات زائفة في غير التخصص، يعد خرقًا سافرًا لأخلاقيات المهنة ومسؤولياتها تجاه المجتمع.
واستدرك قائلاً: “لكن، ومع تقديرنا الكامل لجهود نقابة الأطباء في تطهير الصفوف وحماية المهنة، فإن المسؤولية لا تقع عليها وحدها. فاليوم، تتجه الأنظار أيضًا وبقوة نحو تلك “البؤر الإعلامية” التي فتحت أبوابها مشرعة لهؤلاء “الدجالين” و”المشعوذين” ليطلوا منها على الجمهور، يبثون سمومهم ويشعلون نار الفتنة في مجتمع هش”.
وأوضح أن هذه الفضائيات، التي يفترض فيها أن تكون منابر للتنوير ونشر الوعي الصحيح، تحولت في كثير من الأحيان إلى ساحات لترويج الخرافات والأوهام، بحثًا عن نسب مشاهدة زائفة وأرباح سريعة على حساب صحة ووعي المشاهدين. إن السماح لهؤلاء الأشخاص غير المؤهلين بالظهور وتقديم معلومات طبية مغلوطة يمثل تدليسًا واضحًا على الجمهور، ومساهمة مباشرة في نشر الجهل والتخلف.
وأكد أن قرار نقابة الأطباء هو بمثابة صفعة قوية في وجه كل من تسول له نفسه العبث بصحة المجتمع واستغلال ثقته. ولكن المعركة ضد الدجل والشعوذة لم تنتهِ بعد. فالمسؤولية الآن ملقاة على عاتق الجميع لوقف هذا النزيف المعلوماتي وحماية مجتمعنا من براثن الجهل والتضليل. إنها دعوة صريحة لوقف “بث السموم” من تلك الفضائيات التي تستغل حاجة الناس إلى المعلومة لترويج الخرافة والوهم.
وفي إطار هذه الجهود، ينبغي على المجتمع أيضًا تعزيز الوعي الصحي من خلال التعليم والتثقيف، وتوجيه الأفراد نحو مصادر المعلومات الموثوقة. إن الوعي العام هو السلاح الأقوى في مواجهة المعلومات المغلوطة، ولذا يجب أن نتعاون جميعًا على نشر الحقائق وتعزيز المعرفة، لضمان صحة وسلامة المجتمع.