
أكد الدكتور أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن المعهد يُعتبر أقدم جهة بحثية علمية في مصر، حيث عُرف تاريخيًا بعدة أسماء مثل مرصد حلوان أو المرصد الملكي أو المرصد الخديوي.
وأوضح شاكر خلال حديثه مع الإعلامية رانيا هاشم في برنامج “بصراحة” المذاع على قناة الحياة، أن محمد علي باشا كان يسعى لبناء إمبراطورية مصرية حديثة مستفيدًا من خلفيته الأوروبية ومعرفته بأهمية العلم، حيث أدرك أن بناء الحضارات يعتمد على العلوم الحديثة كالفيزياء والرياضيات والهندسة، وهو النهج الذي اتبعه قدماء المصريين الذين برعوا في علم الفلك.
وأشار إلى أمثلة بارزة مثل سنموت، الذي قام ببناء معبد الدير البحري وأعظم مقبرة فلكية في التاريخ، بالإضافة إلى مخطط الأبراج الفلكية (الزودياك) الموجود في دندرة والذي يُعرض حاليًا في متحف اللوفر بفرنسا كأقدم خريطة للسماء في العالم.
كما لفت شاكر إلى إعجاب الحملة الفرنسية بالزودياك رغم عدم قدرتها على نقله، حيث انتظروا حتى وصول الإنجليز الذين قاموا بنقله إلى متحف اللوفر، مؤكدًا أن علم الفلك يعد مقياسًا لتقدم الأمم.
وذكر الدكتور شاكر أن محمد علي باشا استعان برواد العلم لإنشاء المرصد، ومن بينهم علي باشا مبارك الذي وضع أسس التعليم في مصر ومحمود باشا الفلكي الذي توفي عام 1885 وكان زميلًا لعرابي باشا وإسماعيل باشا الفلكي.
وأشار إلى أن محمود باشا الفلكي هو من أعد أول خرائط مجمعة لمصر وسجل أول عشر خرائط في مصلحة المساحة، موضحًا أن المعهد بدأ نشاطه منذ حوالي 200 عام وتحديدًا في عام 1839.
وأضاف رئيس قسم الفلك أن المتحف الحالي يضم أجهزة علمية متنوعة ليست فلكية فقط بل تشمل أيضًا أجهزة للمساحة التي كانت تابعة للمرصد حتى بدايات القرن العشرين. ولفت الانتباه إلى أن أول رئيس لهيئة المساحة كان مدير مرصد حلوان سابقًا وهو كيبينج الذي توفي عام 1919 ودفن بمصر بينما كانت زوجته كاترين ولي من كبار علماء الآثار.
كما أشار شاكر إلى زيارة ثلاثة ملوك لهذا المبنى تكريمًا لمرصد حلوان، حيث كان الخديوي عباس حلمي الثاني هو الأول منهم وقد تم إعداد خريطة طابا باستخدام الأجهزة الموجودة داخل مرصد حلوان التي تقيس خطوط الطول والعرض للنجوم وتستخدم لرسم الخرائط بما فيها تحديد حدود مصر الشرقية وفق اتفاقية 1906.
وفي نفس السياق أوضح شاكر أن رئيس وزراء تركيا آنذاك الغازي مختار باشا كان سفيرًا لتركيا في مصر سابقًا وهو فلكي تمامًا كما كان رئيس الوزراء محمود باشا الفلكي وزيرًا وعلي باشا مبارك وزير تنظيم. ويؤكد ذلك أهمية علم الفلك كأساس لعلوم الهندسة والمساحة والفيزياء ودراسة النجوم.
اقرأ أيضًا:
- مدبولي يطلق مصنع شين شينج لإنتاج مواسير الدكتايل باستثمارات تصل إلى 150 مليون دولار
- قبل العيد.. قرار عاجل عن التموين يسعد الملايين وتنفيذه يبدأ خلال ساعات كهدية من الحكومة للمواطنين
- اليوم.. "مدبولي" يطلق مشروعي "شين شينج" و"هيات إيجيبت" في السخنة باستثمارات تصل إلى 210 ملايين دولار
- الخميس يشهد تحولًا في محطات مصر.. أسعار البنزين والسولار 13/5/2025 في مصر تثير الدهشة
- كواليس الزيارة الأولى لوزير الكهرباء إلى شمال القاهرة بعد التغييرات الأخيرة