غزة تحتفل بالجمعة العظيمة من بين الأنقاض، بإيمان يتحدى اليأس “صور”

غزة تحتفل بالجمعة العظيمة من بين الأنقاض، بإيمان يتحدى اليأس “صور”

وفى مشهد يدمى القلوب، أحيا المسيحيون الأرثوذكس فى قطاع غزة ذكرى الجمعة العظيمة فى كنيسة القديس برفيريوس، أقدم كنائس القطاع، وسط أجواء يسودها الحزن والوجع العميق، ولم تمنع أصوات القصف المتواصل وأزيز الطائرات، ولا مشاهد الدمار التى تحيط بالكنيسة من كل جانب، المؤمنين من التجمع والتضرع، حاملين صلواتهم وآلامهم إلى السيد المسيح المصلوب.

تفاصيل الاحتفال الحزين

وخيم الصمت الحزين على أرجاء الكنيسة المزينة برموز الآلام وصلبان بسيطة، والوجوه كانت شاحبة وعيون المصلين دامعة، لتعكس حجم الفقد والمعاناة التى يعيشها أهالى غزة.

وأقيمت الصلوات والتراتيل الخاصة بيوم الجمعة العظيمة بصوت خافت ومؤثر، تخللتها لحظات صمت عميق للتأمل فى معنى الصلب والفداء، ويؤكد المصلون على أهمية التمسك بالإيمان والأمل فى هذه الظروف الصعبة، مشيرين إلى أن آلام المسيح هى رمز لآلام البشرية جمعاء، وأن القيامة حتمًا ستأتى بعد هذا الظلام.

ولوحظ الحضور المحدود للمصلين مقارنة بالأعوام السابقة، وذلك بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة والنزوح المستمر للسكان، وتركت آثار الحرب والدمار بصماتها الواضحة على محيط الكنيسة، حيث شوهدت مبان مدمرة وشوارع مهجورة، مما زاد من الشعور بالحزن والأسى.

وسيطرت مشاعر الحزن العميق والأمل المتشبث بالإيمان على وجوه المصلين رافعين أيديهم لطلب القوة من المسيح، مؤكدين أن إيمانهم هو سندهم الوحيد، ويصلون من أجل السلام، ومن أجل وقف هذا النزيف، ومن أجل عودة الحياة إلى طبيعتها فى غزة.

ووجهت الكنيسة رسالة إلى العالم بضرورة التحرك العاجل لوقف الحرب وحماية المدنيين، مؤكدة على أن استمرار العنف لن يجلب سوى المزيد من الدمار والمعاناة، ودعت إلى التضامن الإنسانى وتقديم الدعم العاجل لأهالى غزة.

وتُعد كنيسة القديس برفيريوس من أقدم الكنائس فى مدينة غزة، وتعود بتاريخها إلى قرون مضت، ما يجعلها معلمًا دينيًا وتاريخيًا بارزًا، وقد سبق أن تعرضت هذه الكنيسة للقصف فى العام الماضى أثناء احتماء عدد من المدنيين داخلها.

تُعتبر هذه الاحتفالات بمثابة تذكير دائم بأن الأمل لا يزال موجودًا حتى في أحلك الظروف، وأن الإيمان يمكن أن يكون منارة للسلام والطمأنينة. في وقت يتعرض فيه المجتمع لعواصف من الأزمات، يبقى التمسك بالقيم الروحية والإنسانية هو السبيل للتغلب على المحن.

قد يهمك أيضاً :-
قد يعجبك أيضا :-