أسبوع حافل بالاجتماعات والاتفاقيات لدعم السياحة والآثار

تحدث المشاركون في الاجتماع الرابع لوزراء السياحة بالدول الأعضاء في منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي (D-8) عن أهمية القطاع السياحي الخاص كعمود فقري لصناعة السياحة، مشيرين إلى دور الحكومة المصرية في تحسين البنية التحتية وتعزيز مناخ الاستثمار والترويج الخارجي، بالإضافة إلى التنظيم والرقابة لضمان جودة الخدمات وتحقيق تنافسية عادلة.

وفي ختام فعاليات الاجتماع، تم اعتماد “إعلان القاهرة” الذي يهدف إلى تعزيز التعاون السياحي بين الدول الأعضاء لعام 2025، حيث تضمن الإعلان مجموعة من البنود المهمة التي تشمل الالتزام بتنفيذ الاستراتيجية الشاملة الخاصة بالمنظمة حول السياحة، مع التأكيد على الدور المحوري للذكاء الاصطناعي وتأثيره على تطوير قطاعات السياحة والتراث والثقافة في هذه الدول.

جدير بالذكر أن الإعلان يشجع أيضًا على إنشاء منصة إلكترونية مخصصة للترويج والتسويق للمنتجات السياحية والحرف اليدوية والمنتجات المحلية. كما تم الترحيب باختيار مدينة أنطاليا التركية لتكون أول “مدينة سياحية للعام” لعام 2025 وفقًا للمعايير المعتمدة.

على صعيد آخر، أقام وزير السياحة والآثار مأدبة عشاء بالمتحف المصري الكبير تكريمًا للمشاركين في الاجتماع، حيث أكد الوزير خلال المأدبة على أهمية قطاع السياحة كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي للدول الأعضاء. ودعا الوزير إلى تكثيف الجهود لتعزيز التكامل السياحي بين دول المنظمة عبر إطلاق مبادرات مشتركة وتسهيل حركة السائحين والاستثمار في البنية التحتية مع التركيز على السياحة المستدامة.

التقى وزير السياحة والآثار أيضًا بوزير الثقافة والسياحة التركي لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجالات السياحة والآثار. وقد تناول اللقاء إمكانية تنظيم ورشة عمل بمصر تجمع ممثلي القطاع السياحي الخاص من الجانبين لدفع الحركة السياحية وتعزيز فرص الاستثمار المشترك، بالإضافة إلى الحديث عن الساحل الشمالي ومدينة العلمين الجديدة كمقصد سياحي واعد.

كما التقى الوزير بسكرتير عام منظمة D-8 لمناقشة الاستعدادات الفنية والتنظيمية للاجتماع الرابع لوزراء السياحة. وكان قد استضافت مصر القمة الحادية عشرة لمنظمة D-8 في ديسمبر الماضي بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت رئاسة الرئيس المصري.

في سياق متصل، ترأس وزير السياحة والآثار اجتماع مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار حيث تمت مناقشة نسبة النمو في حركة الزيارة بالمتاحف والمواقع الأثرية وسبل تحسين الخدمات المقدمة للزوار. وتم الموافقة على عدد من القرارات منها السماح بدخول المتاحف المفتوحة مجانًا للمصريين يوم 18 مايو بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف باستثناء بعض المتاحف الكبرى.

من ناحية أخرى، ترأست نائب وزير السياحة والآثار الاجتماع الخامس لكبار المسئولين الحكوميين للدول الأعضاء بمنظمة D-8 حيث ناقشت قضايا الاستدامة البيئية والتحول الرقمي واستعرضت أبرز محاور الإستراتيجية الحالية لوزارة السياحة والتي تتضمن تشجيع الاستثمارات.

في تطور آخر، كشفت بعثة أثرية مصرية عن بقايا تحصينات عسكرية ووحدات سكنية جنود وخندق يدل على وجود قلعة أخرى بمنطقة تل أبو صيفي بشمال سيناء خلال موسم حفائرها الحالي. ويساهم هذا الكشف في توضيح خريطة الدفاعات المصرية القديمة ويؤكد أن سيناء كانت دائمًا بوابة مصر الشرقية وحصنها الأول.

وقد تم العثور أيضًا على تصميم معماري مميز للبوابتين الشرقية للقلعتين البطلمية والرومانية المكتشفتين سابقًا بالموقع إضافةً إلى طريق مرصوف يمتد من خارج البوابة الشرقية للقلعة الرومانية وصولاً إلى قلب الموقع بطول يتجاوز 100 متر وعرض 11 متر.

وفي خطوة تعزز مكانة المتحف المصري الكبير كمركز إقليمي ودولي للبحث العلمي والتدريب في مجال الآثار، وقع الرئيس التنفيذي للمتحف وثيقة تعاون مع هيئة التعاون الدولي اليابانية (جايكا) تشمل إجراء أبحاث متخصصة وترميم وصون المجموعات الأثرية وتنظيم برامج تدريبية لتبادل الخبرات. تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع الاستعدادات النهائية لافتتاح المتحف المقرر في 3 يوليو المقبل.

ويُسلط الضوء أيضًا على دور العامل القديم ومكانته الرفيعة ضمن الحضارة المصرية القديمة تكريمًا له ولجهوده المبذولة لبناء المجتمع وتقدم الاقتصاد. وفي زيارة خاصة لمنطقة أهرامات الجيزة، أعرب وزير الثقافة والسياحة التركي عن إعجابه بعراقة الحضارة المصرية القديمة وبعبقرية بناء الأهرامات ونحت تمثال أبو الهول خلال جولة قام بها داخل المنطقة الأثرية.

كما استقبل المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية وفدين رسميين من تايلاند ورومانيا حيث قاموا بجولة داخل قاعات المتحف المختلفة وأبدوا إعجابهم بأسلوب العرض والمقتنيات الفريدة التي يحتوي عليها المتحف.

ما زلنا نتابع التطورات وسنحدثكم أولًا بأول حول أي تفاصيل جديدة قد تطرأ قريبًا.