أستاذ قانون: الدعوات لتفجير الأقصى جريمة إنسانية ومصر تتحمل مسؤولية تاريخية

أستاذ قانون: الدعوات لتفجير الأقصى جريمة إنسانية ومصر تتحمل مسؤولية تاريخية

فى تحليل خاص لهذا الموقف المصرى الحازم، أكد الدكتور مهران، أن البيان المصرى يأتى متسقًا مع ثوابت السياسة المصرية التاريخية تجاه القضية الفلسطينية والدفاع عن المقدسات، مضيفا أن هذا الموقف المصرى الحازم يأتى فى وقت حرج تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، ليؤكد مجددًا على دور مصر المحورى فى الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وحرصها الدائم على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس.

وأوضح مهران، أن موقف مصر ليس مجرد إدانة دبلوماسية روتينية، بل هو تعبير عن مسؤولية تاريخية وأخلاقية تجاه مقدسات الأمة، خاصة المسجد الأقصى الذى يمثل قبلة المسلمين الأولى ومسرى النبى محمد صلى الله عليه وسلم.

وأضاف أن الخطير فى الأمر أن هذه الدعوات تأتى فى ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى، وهى لم تعد مجرد تصريحات هامشية من متطرفين، بل أصبحت تمثل تيارًا متناميًا داخل المجتمع الإسرائيلى، تدعمه أحيانًا شخصيات فى الحكومة الإسرائيلية نفسها.

وأشار أستاذ القانون، إلى أن البيان المصرى يحمل بين طياته رسائل مهمة للمجتمع الدولى، مؤكدًا أن مصر حين تتحدث بهذه اللهجة الحازمة، فهى لا تتحدث فقط باسمها كدولة، بل باعتبارها صوتًا محوريًا فى العالمين العربى والإسلامى، ورمزًا للاعتدال والحكمة فى المنطقة.

وشدد على أن دعوات تفجير المسجد الأقصى وقبة الصخرة تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى واتفاقية لاهاى لحماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة، واتفاقية جنيف الرابعة، فضلًا عن قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التى تؤكد وضع القدس الخاص.

ولفت إلى أن المسجد الأقصى وقبة الصخرة ليسا مجرد أماكن عبادة، بل هما جزء من التراث الإنسانى العالمى، وأى اعتداء عليهما يمثل جريمة ضد الإنسانية وضد التاريخ والحضارة.

وعن دعوة مصر للمجتمع الدولى للتحرك بصورة فورية، بين مهران أن مصر تدرك جيدًا أن صمت المجتمع الدولى على مثل هذه الدعوات التحريضية يشجع على المزيد من التطرف، ويهدد ليس فقط الوضع فى القدس، بل استقرار المنطقة بأكملها.

ونوه إلى أن الدعوة المصرية للمجتمع الدولى ليست مجرد نداء دبلوماسى، بل هى مطالبة بتحمل المسؤولية وفق ميثاق الأمم المتحدة الذى يلزم جميع الدول باحترام حقوق الإنسان وحماية المقدسات الدينية.

وحذر الخبير الدولى من أن استمرار هذه الدعوات التحريضية دون رادع قد يشعل فتيل حرب دينية فى المنطقة، لا يمكن التنبؤ بعواقبها الوخيمة على الأمن والسلم الدوليين.

وأشاد بتأكيد مصر على ضرورة حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس، موضحًا أن هذا التأكيد يعكس إدراك مصر العميق للطبيعة المتعددة الأديان لمدينة القدس، وأهمية الحفاظ على هويتها التاريخية كمدينة للتعايش بين الأديان.

وفى ذات السياق شدد الدكتور مهران على أن الموقف المصرى يجسد روح القانون الدولى الذى يؤكد على احترام المقدسات وحماية التراث الثقافى والدينى للشعوب، ويمثل صوت العقل والحكمة فى مواجهة دعوات التطرف والكراهية التى تهدد بإشعال المنطقة.

جدير بالذكر أن وزارة الخارجية المصرية قد أصدرت بيانًا قويًا أعربت فيه عن بالغ استنكارها وإدانتها للدعوات التحريضية المتطرفة من منظمات استيطانية إسرائيلية، والتى تدعو إلى تفجير المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة، مشددة على رفضها الكامل لما تعكسه تلك الدعوات من استفزاز بالغ لمشاعر المسلمين حول العالم.

هذا الموقف المصرى يعكس أيضًا التزام القاهرة الدائم بالعمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، حيث أن تعزيز الحوار البناء بين جميع الأطراف يعد أمرًا ضروريًا لتحقيق تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية. ومن خلال هذا التحليل، يتضح أن مصر لا تكتفى بإطلاق التصريحات، بل تعمل جاهدًة على تعزيز الجهود الدولية لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.

قد يهمك أيضاً :-
قد يعجبك أيضا :-