
كتبت -داليا الظنيني:.
.
حذّر الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من المخاطر الناتجة عن التمييز غير العادل بين الأبناء في توزيع العطايا والهبات، حيث أكد أن بعض الممارسات مثل تخصيص كل الممتلكات للذكور وحرمان البنات تمامًا تؤدي إلى خلق مشاعر العداوة والبغضاء بين الأشقاء، وقد تستمر آثارها السلبية طوال الحياة.
.
التمييز الجائر وأثره على العلاقات الأسرية
.
وأوضح أمين الفتوى خلال حديثه مع الإعلامية زينب سعد الدين في برنامج “فتاوى الناس” الذي يُبث على قناة الناس، أنه لا يزال هناك بعض العادات في بعض القرى وصعيد مصر التي تُقصي البنات تمامًا حتى من الهبات أثناء حياة الأب وكأنهن ارتكبن ذنبًا لكونهن إناث وهذا أمر غير جائز شرعًا بل يزرع الكراهية بين الأبناء ويجعل البنت تشعر بالظلم تجاه أخيها الذي يبدو أنه استحوذ على حقها بغير وجه حق.
.
أهمية العدل في توزيع الهبات
.
وأضاف الشيخ عويضة أن العدالة بين الأبناء في توزيع العطايا مستحبّة، ولكن عندما يصل الأمر إلى حرمان البنات بالكامل فإننا نتحدث عن جور واضح وقطع صلة رحم وهذا ما يجب التنبيه عليه، موضحًا أنه إذا أراد الأب أن يمنح هبة فعليه أن يراعي التوازن بين أبنائه ولا يحرم بنتًا أو يميز ذكرًا دون سبب مشروع.
.
الحالات الاستثنائية للتفاضل
.
وأشار إلى أن هناك حالات معينة يجوز فيها التفاضل بين الأبناء مثل وجود مرض أو عجز أو صغر سن أو بر زائد، قائلاً إنه إذا كانت البنت أرملة وتحتاج للمساعدة أو كان الابن صغيراً لا يزال في مراحل التعليم أو أحد الأبناء بارّ بأبيه ويخدمه فمن حق الوالد تخصيص شيء له لكن دون ظلم لبقية الأبناء وهذا جائز شرعًا.
.
ضرورة الشفافية والمصارحة
.
وشدد الشيخ عويضة على أهمية الشفافية والمصارحة بين الآباء وأبنائهم عند توزيع الهبات، موضحاً أنه ينبغي على الوالد ألا يخفي معلومات حول منح قطعة أرض لابنه أو إعطاء ذهب لابنته بل يجب إبلاغ الجميع بذلك حتى تبقى النفوس صافية وتستمر المودة بينهم.
.
دعوة للرحمة والعدل
.
وتابع قائلاً إننا نوصي الآباء بأن ينظروا بعين الرحمة والعدل لأبنائهم وأن يكتبوا ما يرونه مناسباً ولكن دون ظلم فالهبة ليست تركة وهي جائزة طالما أنها تتم في حياة الأب بشرط تحقيق العدالة أو وجود عذر مشروع لذلك.
.
.
.
اقرأ أيضاً:.
.
.