
أكد الدكتور رئيس اللجنة أن اجتماع اللجنة يعكس اهتمامها بدور الإعلام كونه أحد أشكال القوة الناعمة التي يجب أن تكون حاضرة بقوة على الساحة الإفريقية، حيث يمتلك العالم العربي ميراثًا كبيرًا من الأعمال الإعلامية والفنية التي لم تُستغل بالشكل الأمثل، مما يستدعي وضع استراتيجية إعلامية تتعلق بالتعاون مع الدول الإفريقية.
من جانبه، أشار أحمد المسلماني إلى أن ماسبيرو يضم أفضل الكوادر الإعلامية، وأن أبناء المؤسسة قادرون على التحديث والمنافسة والتفوق. كما عرض رؤية الهيئة موضحًا تفاصيل خطة تطوير ماسبيرو، ومن ضمنها مشروع الأرشفة الإلكترونية للمحتوى الضخم الذي تمتلكه الهيئة والذي يُعتبر الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، وذلك بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. تهدف هذه الخطوة إلى حفظ التراث الإعلامي المهم وتمكين الهيئة من إطلاق منصة رقمية جديدة.
كما أعلن عن خطة لإنتاج مجموعة من البرامج التي ستُبث عبر “بودكاست – أفريقيا” بست لغات إفريقية أصلية، بما في ذلك اللغتين السواحيلية والهوسا، مما يعكس حرص الهيئة على تعزيز التواصل الثقافي والإعلامي مع شعوب القارة. بالإضافة إلى ذلك، تعتزم ماسبيرو العودة للإنتاج الدرامي بعد فترة انقطاع طويلة عبر إنتاج مسلسلين يتناولان سيرتي شخصيتين بارزتين هما الاقتصادي طلعت حرب والجراح العالمي الدكتور مجدي يعقوب. كما سيتم إطلاق برنامج ديني جديد يحمل اسم “رواق الإمام الليث بن سعد”، لنشر الفكر الوسطي الذي تتبناه الدولة المصرية بمشاركة مجموعة من الأئمة الكبار والشباب الجدد في إطار مبادرة “الأئمة الجدد”. سيتم بث البرنامج من مسجد الهيئة الوطنية للإعلام الذي أُطلق عليه حديثًا “مسجد الإمام الليث بن سعد”.
وفي سياق متصل، تم تأسيس أكاديمية ماسبيرو للتدريب الإعلامي للمصريين وغير المصريين خاصة الأفارقة، وقد تم تشكيل مجلس أمناء لها برئاسة الدكتورة درية شرف الدين وعضوية نخبة من الأكاديميين والإعلاميين والكتاب.
وأشار المسلماني أيضًا إلى العمل الجاري لإطلاق قناة جديدة للأطفال لمواجهة الغزو الفكري الذي لا يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا بعد إغلاق قناة “الأسرة والطفل”. ولفت الانتباه إلى أن بعض البرامج الحالية لم تعد مناسبة حيث إنها تخاطب أطفال السبعينات. كما يتم العمل على ترجمة روائع مصرية من المسلسلات إلى الهوسة والسواحلية وقد تم ترشيح خمسة مسلسلات منها أم كلثوم والإمام الليث بن سعد والأيام.
ويجري أيضًا السعي نحو التحول الرقمي عبر إطلاق برامج وقنوات رقمية لمواكبة التطور السريع في لغة الإعلام المرئي والمسموع.
وأشاد الدكتور رئيس اللجنة والنواب بما عرضه أحمد المسلماني رئيس الهيئة من رؤية وخطوات جادة نحو التطوير وحرصه على تقديم برامج ودراما عالية الجودة تليق باسم مصر.
من جهته، أكد الدكتور شريف الجبلي رئيس لجنة الشؤون الإفريقية ضرورة وضع استراتيجية وطنية موحدة للإعلام المصري في إفريقيا تستند إلى رؤية متكاملة تعيد لمصر دورها الثقافي والتنويري في القارة الإفريقية. وأشار إلى أن هناك دولاً أخرى استغلت الفراغ السابق عبر تصدير محتواها الثقافي والإعلامي مثل المسلسلات والأفلام. حيث إن بعض الدول توظف أدوات ناعمة قوية للتأثير في الرأي العام الإفريقي مما يؤكد أهمية المنصات الرقمية وتأثيرها البالغ الذي يجب الاستفادة منه لتعزيز العلاقات المصرية الإفريقية.
كما أكد النواب أهمية الوصول إلى الأجيال الجديدة من الشباب الإفريقي الذين يمثلون 60% من القوة البشرية بالقارة عبر التعرف على ثقافاتهم وأفكارهم ووضع آلية واعية لتسهيل التواصل معهم.
وشدد النواب أيضًا على ضرورة التعاون مع الجهات المعنية لتوفير التمويل اللازم للهيئة لتحقيق الأهداف المرجوة وتنفيذ الخطط والرؤى المطروحة. ويمكن تحقيق ذلك عبر استغلال وإعادة تقييم الأصول المملوكة لماسبيرو بالإضافة إلى العديد من المنح والقروض المخصصة لكافة المجالات والتي ينبغي تخصيص جزء منها لصالح ملف الإعلام والدعم والاتفاقيات ذات الصلة.
كما طالب النواب بوجود برنامج متخصص يُعرض على القنوات الإخبارية المصرية يتناول القضايا والجوانب السياسية والاقتصادية التي تعيشها الشعوب الإفريقية ويقوم بمناقشتها وتحليلها بشكل موضوعي مما يعكس اهتمام مصر بالمحيط الإفريقي ويحقق التوعية اللازمة للمواطنين حول المخاطر والتحديات المحيطة بنا. هذا سيفتح المجال لزيادة حجم التبادل التجاري بين مصر وإفريقيا والتعرف على فرص الاستثمار المتاحة فيها فضلاً عن إمكانية مساهمة الهيئة الوطنية للإعلام في تشجيع السياحة العلاجية والتعليمية.
بالإضافة لذلك، تم التأكيد على ضرورة زيادة عدد الإذاعات الموجهة والتواصل مع الإذاعات الإفريقية والتنسيق معها وإبرام بروتوكولات تعاون معها وإنتاج أعمال درامية مشتركة مع العديد من الدول الأفريقية مع مراعاة الذوق العام والثقافات الأفريقية عند وضع خريطة التعاون. كما تم التأكيد على أهمية تدريب الأشقاء الأفارقة ونقل الخبرات المصرية إليهم ووضع آلية لفتح قنوات للتواصل المستمر معهم بعد التخرج وبحث إمكانية إنشاء رابطة لخريجي ماسبيرو وكذلك العمل على إنشاء قناة تلفزيونية ناطقة باللغات الإفريقية تماشيًا مع السياسة المصرية لاستعادة مكانتها بين الدول الإفريقية.
وطالب النواب بعودة برنامج الطبعة الأولى الذي كان يقدمه الأستاذ أحمد المسلماني باعتباره أحد أقوى المحللين السياسيين في مصر.
وفي الختام، أعرب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام عن تقديره لما طرحه النواب ووعد بأن يتم دراسة هذه الآراء وتنفيذها في أقرب وقت ممكن. ودعا المسلماني أعضاء اللجنة لزيارة ماسبيرو للاطلاع على حجم العمل والجهد المبذول ولإبداء أي أفكار داعمة لتطوير المؤسسة بهدف تعزيز الوجود المصري في إفريقيا.
سنوافيكم بكل جديد حال صدور أي تفاصيل إضافية.
- خطوات فعالة لحماية حقوق الملكية الفكرية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة
- زيارة البرهان لمصر تعزز استقرار السودان وأهمية الدور المصري
- حالات تؤدي إلى إعادة توزيع المعاش وفقًا لقانون التأمينات بين الورثة والمستحقين
- نائب في مجلس الشيوخ يؤكد أن عمال مصر هم رمز البناء والتنمية وركيزة الجمهورية الجديدة
- خالد البلشى يتحدث لـ"اكسترا نيوز" عن حلمه بمهنة حرة وعدالة في الأجور واحترام شيوخ المهنة