ارتفاع أسعار أجهزة الألعاب في الجيل الحالي وأسباب ذلك

ارتفاع أسعار أجهزة الألعاب في الجيل الحالي وأسباب ذلك

تعتاد جماهير أجهزة الألعاب على أن أسعار الأجهزة تنخفض عادة مع تقدم عمر الجيل، حيث يتم إنتاج وحدات أقل تكلفة وأصغر حجماً لضمان مساحات أكبر للشحن، إلا أن الوضع في الجيل الحالي يأتي على النقيض تماماً. فمنذ إطلاق أجهزة Xbox Series X|S في عام 2020، لم تشهد أسعارها أي تخفيضات سعرية دائمة باستثناء العروض المؤقتة.

وعلى العكس من ذلك، شهدت الأسعار ارتفاعات ملحوظة في أوقات وظروف صعبة، وكان أبرزها ما حدث الأسبوع الماضي عندما قامت شركة مايكروسوفت برفع أسعار أجهزة Xbox في سوقها الرئيسي بالولايات المتحدة، وهو أمر غير معتاد. وقد تراوحت هذه الارتفاعات بين 80 إلى 100 دولار تقريباً حسب كل طراز.

نشر موقع متخصص مقالاً معمقاً تناول فيه الأسباب الكامنة وراء تكلفة أجهزة الجيل الحالي مثل Xbox Series X|S وغيرها. ووفقاً للمقال، هناك عوامل واضحة وأخرى خفية تؤثر على هذه الأسعار. ومن أبرز هذه الأسباب:

  • التضخم: حيث يؤثر الارتفاع العام في الأسعار على تكلفة المكونات والتصنيع.
  • أزمة الإمدادات: الناتجة عن تداعيات جائحة كورونا والتي أثرت بشكل كبير على توفر المكونات وسلاسل الإمداد.
  • السياسة التجارية غير المتوقعة: خاصة تلك التي كانت سائدة خلال إدارة ترامب.
  • رغبة المصنعين في التخلي عن سياسة بيع الأجهزة بأسعار مدعومة: حيث كانت الشركات تبيع الأجهزة بخسارة أو بهامش ربح قليل لتعويض ذلك من بيع الألعاب والإكسسوارات.

جدير بالذكر أن هناك سبب إضافي يمنع خفض الأسعار ويساهم في عدم ظهور نماذج من طرز Slim أو مصغرة لهذا الجيل، وهو ما يُعرف بـ “تباطؤ وتيرة تحسين وتصغير الرقائق والمعالجات” بشكل ملحوظ مقارنة بالعقود الماضية.

لماذا كانت أسعار أجهزة الألعاب تنخفض في الأجيال السابقة؟

كان السبب الرئيسي لانخفاض الأسعار سابقاً هو التقدم المستمر في عمليات تصنيع الرقائق (Shrinking Process)، مما أتاح تصنيع الرقائق بدقة أصغر حجماً (نانومتر أقل)، مما يجعلها أرخص وأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة وأقل إنتاجاً للحرارة. كما أن صغر حجم الجهاز يعني عدم استهلاك مساحات أثناء الشحن، فبدلاً من دفع تكاليف وضع 100 جهاز ألعاب في حاوية واحدة، أصبح بالإمكان وضع 130 صندوق جهاز بنفس التكلفة.

كان تأثير هذا التقدم واضحاً بشكل خاص في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الثانية، حيث أتاحت الشركات فرصة لإنشاء إصدارات Slim أكثر إحكاماً مع الاستغناء عن المكونات غير الضرورية أو دمجها بكفاءة أكبر بفضل تطور التكنولوجيا. فعلى سبيل المثال، كان PlayStation 2 Slim مختلفاً بشكل كبير عن الجهاز الأصلي، ونفس الأمر ينطبق على أجهزة PS3 التي صدرت منها ثلاث نسخ آخرها جهاز PS3 Super Slim.

بالإضافة إلى تصغير حجم وحدة المعالجة المركزية (CPU) ووحدة معالجة الرسوميات (GPU) والذاكرة، تم إزالة منفذ IEEE 1394 واستخدام محول طاقة خارجي وإجراء تغييرات أخرى ساهمت في خفض سعره من 299 دولار عند الإطلاق إلى 129 دولار عام 2006 ثم إلى 99 دولار عام 2009.

أما جهاز Xbox 360 فلم يتغير شكله الخارجي كثيراً، لكن الرقائق الداخلية تحولت تدريجياً من عملية تصنيع بدقة 90 نانومتر إلى 45 نانومتر. وهذا أدى إلى انخفاض استهلاك الطاقة من 203 واط إلى 133 واط مما سمح بتقليل حجم الهيكل وجعل اللوحات الأم وأنظمة التبريد والمكونات الأخرى أرخص وبالتالي انخفض السعر أيضاً.

الوضع الحالي مع أسعار أجهزة الألعاب

حالياً أصبح الوضع معكوس تماماً؛ فلا يستطيع المصنعون خفض أسعار الأجهزة بسبب تباطؤ التطور التقني في تصنيع الرقائق بينما لا تزال التحديات مثل التضخم والمشاكل الأخرى قائمة. كل هذا يدفع مايكروسوفت وسوني لزيادة أسعار الأجهزة حتى بعد مرور حوالي أربع سنوات على إطلاقها.

صحيح أن سوني ومايكروسوفت أجرتا بعض التعديلات الطفيفة على المكونات الداخلية لأجهزة PlayStation 5 وXbox Series منذ إطلاقها، لكن بما أن تصغير حجم الرقائق أصبح أقل شيوعاً وأكثر تكلفة للتنفيذ فإن الفوائد الناتجة عن هذه التعديلات أصبحت أقل بكثير الآن. وحتى وقت قريب كان يمكن اعتبار الحفاظ على أسعار ثابتة خلال ذروة تضخم لم تشهدها الأسواق منذ أربعين عاماً بمثابة نوع من خفض الأسعار بشكل غير مباشر ولكن الآن ومع ارتفاع التكاليف بشكل مباشر لم يعد هذا التبرير متاحاً.

للتذكير أصبحت النسخة الأساسية من جهاز Xbox Series X تكلف الآن 599.99 دولار بدلاً من 499.99 دولار بينما سيبلغ سعر جهاز Xbox Series S بسعة 512 جيجابايت نحو 379.99 دولار بدلاً من 299.99 دولار في الولايات المتحدة.

قد يهمك أيضاً :-
قد يعجبك أيضا :-