الأهلي يعود من جديد.. كيف تمنحك كرة القدم فرصة للانتقام

شهدت مدينة الأمير فيصل بن فهد الرياضية بالعاصمة الرياض لحظات درامية لا تُنسى، حيث تفاعل المشجعون مع أحداث مؤلمة في السابع والعشرين من يونيو لعام 2022، عندما هبط فريق أهلي جدة إلى دوري الدرجة الثانية للمرة الأولى في تاريخه، مما أدى إلى حالة من الصدمة والغضب بين الجماهير التي تجمعت لمساندته.

في خضم هذه الأزمة، غادر الرئيس ماجد النفيعي منصبه مبكرًا بعد أن حقق الفريق نقطة واحدة فقط في أول جولتين بدوري يلو، ليحل محله وليد معاذ بشكل مؤقت حتى يتم انتخاب رئيس جديد للنادي.

واجه الأهلي رحلة شاقة في دوري يلو تحت قيادة المدرب بيتسو موسيماني، الذي تولى المهمة بهدف إعادة الفريق إلى مكانه الطبيعي. ومع دخول الرئيس التنفيذي يزن الشريف على الخط وتعاقده مع المدرب الألماني ماتياس يايسله والنجوم الجدد، بدأت آمال الجماهير تتجدد.

لكن سرعان ما واجه يايسله انتقادات حادة من قبل الجماهير التي طالبت برحيله عبر وسم #اقاله_ماتياس_مطلب، متهمة إياه بالفشل وانعدام الخبرة. تفاقمت هذه الانتقادات بعد خروج الفريق من كأس خادم الحرمين الشريفين الموسم الماضي وخسارته أمام الجندل في البطولة ذاتها هذا الموسم.

على الرغم من ذلك، قاد يايسله الفريق للتأهل إلى دوري أبطال آسيا باحتلال المركز الثالث في الدوري السعودي. لكن النتائج المحلية كانت غير مستقرة مما أثار القلق حول مستقبله كمدرب للفريق.

وفي الشتاء الماضي، أظهر المدرب حماسه وطلب دعم الإدارة بلاعبين جدد. وسط هذه الأجواء المتوترة، ظهرت تقارير إعلامية تشير إلى تفاوض الأهلي مع المدرب الإيطالي ماسيميليانو أليجري مما زاد الطين بلة.

لكن الجماهير انحازت للمدرب وأبدت دعمها له مما ساهم في تقريب وجهات النظر بين الطرفين خلال اجتماع عُقد في يناير الماضي. تم تجديد الثقة فيه ودعمه بلاعبين جدد مما أدى لتحسن الأداء والنتائج بشكل ملحوظ حيث أصبح الأهلي الأكثر حصداً للنقاط في القسم الثاني من الدوري بـ26 نقطة من أصل 36 نقطة ممكنة.

وفي النهاية، تحولت دموع الحزن التي شهدتها جماهير الأهلي قبل 1041 يومًا إلى فرحة عارمة بعد تحقيق الإنجاز التاريخي بالفوز بكأس آسيا للمرة الأولى في تاريخ النادي. يُشار إلى أن هذا التحول يعكس قوة الإرادة والتصميم لدى اللاعبين والجهاز الفني وجماهير النادي التي وقفت بجانبهم رغم كل التحديات.