الجبال الساهرة تضيء ليالي نجد بقصص المجد

الجبال الساهرة تضيء ليالي نجد بقصص المجد

في عمق الشمال النجدي، تبرز سلسلة جبال أجا كأنها صفحات منقوشة في سفر التاريخ، حيث تحتفظ بين طياتها بأحاديث المروءة ونداء الكرم، وتنقل من جيل إلى آخر إرث حائل الذي لم تخبُ ناره منذ عصر حاتم الطائي وحتى عهد البناء والتنمية بقيادة الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز.

وفي مشهد يأخذ الأنفاس، تتحول هذه الجبال كل مساء إلى لوحة ضوئية ناطقة تبث إشارات من المجد وتخاطب الزائرين بلغة الضوء والظل، في مشروع يعد من أكثر المبادرات البصرية ابتكاراً في المشهد الجبلي السعودي. فالوجهة الجبلية التي تشكل المسرح الطبيعي لهذا العرض تمتد على مساحة خمسة كيلومترات، مزودة بـ84 عمود إنارة و1350 وحدة إضاءة تفاعلية موفرة للطاقة، موزعة على امتداد طولي يبلغ 5000 متر بارتفاعات تصل إلى 1300 متر، وتدار جميعها عبر شبكة تحكم متقدمة DMX مما يتيح رؤية هذه الجبال المضيئة من مسافة 25 كيلومتراً.

الإضاءة هنا تمثل فعلاً حضارياً يستدعي الذاكرة ويستحضر القيم، إذ يحول الصخر إلى راوٍ والجبل إلى منبر. فالضوء الذي ينساب على جسد الجبل يشبه القصيدة التي تُكتب بلغة الأرض ويستحضر بذكاء التحولات الكبرى التي عاشتها حائل من صحراء القصص والبطولة إلى حاضرة مشعة بالثقافة والحداثة.

هكذا تُضيء جبال أجا ليس فقط بالأنوار بل بهوية ثابتة وروح متجددة وجمال لا يُصنع بل يُكتشف.

بينما تتجه أنظار السائحين والزائرين نحو هذه الأعجوبة البصرية، تؤكد أجا كل ليلة أن الجبال لا تُختزل في ارتفاعها بل في عمق ما تحمله من ذاكرة وإرث ورؤية. جدير بالذكر أن هذا المشروع يأتي ضمن جهود المملكة لتعزيز السياحة الداخلية وتحسين تجربة الزوار بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030.

قد يعجبك أيضا :-