الجيل الجديد من العلماء النوويين يظهر في الأفق

تستمر ويلات الحروب عبر الزمن، حيث يبدو أن النزاعات المسلحة تظل وسيلة لتقليص الأعداد البشرية، إذ يلجأ المتنافسون إلى هذه الأداة في سعيهم للبقاء، رغم ما ينتج عنها من فقدان للأمان والاستقرار. منذ الحرب العالمية الثانية، أصبح أي نزاع يثير المخاوف من عودة حرب عالمية قد تكون مدمرة، خاصة مع امتلاك العديد من الدول للأسلحة النووية التي أنهت تلك الحرب. وفي ظل وجود هذا السلاح الفتاك بيد دول تتصارع مع بعضها البعض، يبقى السؤال مطروحًا حول كيفية إنهاء احتمالية وقوع حرب عالمية ثالثة.
يُشار إلى أن استخدام الأسلحة النووية لا يخضع لأي قوانين رادعة تمنع أو تحد من استخدامها في الحروب. ومع تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، يمكن أن يظهر تجاذب بين القوى العظمى حسب نوع الأسلحة المستخدمة؛ فالهند تعتمد على السلاح الأمريكي بينما تعتمد باكستان على السلاح الصيني. ومن هنا نجد أنفسنا أمام أربع دول نووية تؤثر في مجريات الأمور.
من ناحية أخرى، إذا نظرنا إلى نظام الحكم في كلا البلدين، نجد أن الهند دولة ديمقراطية بينما تحكم باكستان من قبل العسكريين. وهذا الاختلاف قد يؤثر على طبيعة العلاقات بينهما. بالإضافة إلى ذلك، تتجاوز الهند المليار ومائتي مليون نسمة، مما يجعل قوتها البشرية تفوق بكثير ما تمتلكه باكستان. كما أن كلاً من الدولتين تشترك في قارة واحدة (القارة الهندية) ومحيط بحري واحد (المحيط الهندي)، مما يزيد من تعقيد الوضع.
جدير بالذكر أن أي صراع مسلح بين هاتين الدولتين سيؤدي إلى انعكاسات خطيرة على بقية الدول المجاورة التي تعتمد بشكل رئيسي على منتجاتهما. كما ستؤدي الحرب أيضًا إلى ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة الارتباك لدى دول الجوار حول الاتجاه الذي يجب عليها اتخاذه. وهذا الميل قد يؤدي بدوره إلى توسيع نطاق النزاع إعلاميًا.
وفي السياق ذاته، يبدو أن قواعد العالم قد اختلت بعد الحرب العالمية الثانية، حيث لم تعد قرارات مجلس الأمن ملزمة كما كانت سابقًا. والدليل على ذلك هو استمرار الحروب والنزاعات دون استجابة لقرارات المجلس. كما أن الوسائل التقليدية لإنهاء الأزمات أصبحت غير فعالة؛ فلا تأتي المفاوضات إلا بعد انهيار مقدرات الأطراف المتحاربة وتكون الحلول الناتجة عن ذلك هشة وغير مستقرة.
أما بالنسبة للاتفاقيات بين الهند وباكستان فهي معلقة بسبب قضية الإرهاب التي تتغير أشكالها وأسبابها وفق الرغبات السياسية لكسر الآخر. إن حياة الشعوب لا تسعى للاستقرار بل تساهم في زيادة أعداد الضحايا نتيجة الحروب المستمرة. القلة من القادة الذين يدركون بأن الحرب تؤدي إلى فناء البشر والبلدان هم فقط الذين يتجنبون محرضات النزاع المسلح، بينما هناك آخرون يجدون متعتهم في إشعال الحروب وتدمير الأرض والبشر معًا.
أخبار ذات صلة.
- السعودية تعبر عن ترحيبها بقرار وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان
- مصادر «سلاش ويب» تكشف عن وصول 220,000 حاج مع تصدر إندونيسيا القائمة والمدينة تستقبل العدد الأكبر
- اختتام تمرين "علم الصحراء 2025" بمشاركة القوات الجوية الملكية السعودية
- تقارير جديدة تكشف أن 90% من نشاط التنظيمات الإرهابية يعتمد على الرسائل النصية
- قيادات الإعلام والاتصال في منظومة الإسكان يزورون سلاش ويب وسعودي جازيت ويلتقون برئيس التحرير