الدخان الأبيض والأسود: أهم طقوس اختيار البابا الجديد للفاتيكان وما معناها؟

بعد وفاة أحد الباباوات، عن عمر يناهز 88 عاماً، يبدأ الفاتيكان في الاستعداد لاختيار بابا جديد، في عملية تتم بعد 15 أو 20 يوما من الوفاة. لكن تعيين بابا جديد يحمل معه مجموعة من الطقوس الأساسية، والدخان أو الفوماتا في الفاتيكان هو واحد منها، فماذا يعني ذلك؟

يعتبر الدخان الأبيض أو الأسود المنبعث من كنيسة سيستين دائمًا أحد أهم اللحظات وأكثرها دلالة بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية، لأنه يمثل بداية حبرية جديدة، وبداية قيادة روحية جديدة على المستوى العالمي. فالدخان هو الوسيلة التي يتم بها إعلام العالم في حال وجود بابا جديد.

وُلِد تقليد استخدام الدخان في عملية اختيار البابويين، المعروف أيضًا باسم “فوماتا”، بهدف إعلام المؤمنين خارج الفاتيكان بشكل واضح عن حالة الانتخابات البابوية. وتعود أصول هذه الممارسة إلى القرن الثالث عشر، عندما أنشأ البابا جريجوري العاشر، أثناء مجمع ليون، وثيقة Ubi periculum، وهي وثيقة أسست قواعد جديدة للاجتماعات.

ما هو لون الدخان عند وفاة البابا؟

إن الدخان المنبعث من مدخنة كنيسة سيستين له معنى خاص يعتمد على لونه. يشير الدخان الأسود إلى أنه لم يتم التوصل إلى توافق حتى الآن بشأن انتخاب رئيس جديد للكنيسة وأنه سيتم إجراء تصويت جديد. في حين أن اللون الأبيض، من جانبه، مرادف للاحتفال والفرح بالنسبة للكاثوليك، لأنه يمثل الإعلان الرسمي عن انتخاب بابا جديد.

ويقع على عاتق الكرادلة مسؤولية إعلان حكمهم على البابا الجديد من خلال لون الدخان المنبعث في الفاتيكان. كيف يتم توليد لون الدخان؟ كان لون الدخان في البداية ناتجًا عن حرق أوراق الاقتراع مع القش الرطب لإنتاج الدخان الأسود والقش الجاف لإنتاج الدخان الأبيض. ولكن هذه التقنية لم تكن فعّالة دائماً، كما في حالة انتخاب يوحنا بولس الأول في عام 1978 وبندكتس السادس عشر في عام 2005، حيث كان الدخان رمادياً، مما ولّد ارتباكاً بين المؤمنين الذين كانوا ينتظرون الإعلان.

تستمر عملية الانتخابات البابوية حتى يتم التوصل إلى توافق بين الكرادلة، مما يعكس ديناميكية وتحديات اتخاذ القرارات في الفاتيكان. في كل مرة يُنتخب فيها بابا جديد، يُعيد ذلك للأذهان أهمية التقاليد والطقوس في حياة الكنيسة الكاثوليكية، حيث يتطلع المؤمنون حول العالم إلى قيادة جديدة ورؤية جديدة تعيد إحياء الروحانية والإيمان.