اليمن: الحوثيون يعلنون زيادة عدد القتلى جراء الغارات الأمريكية

أعلنت اليوم الجمعة (18 أبريل/ نيسان 2025) ارتفاع حصيلة القتلى على ميناء رأس عيسى النفطي، الخاضع لسيطرة الحوثيين، إلى 74 قتيلا.
وأفادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، نقلا عن وزارة الصحة التي تديرها جماعة أنصار الله الحوثية، بمقتل 74 شخصا على الأقل وإصابة 171 آخرين في قصف الميناء الواقع غربي اليمن. ولم يتسن التحقق من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة. وقالت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، في منشور على منصة إكس، إن الغارات، التي نفذت في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، استهدفت القضاء على مصدر رئيسي لإيرادات الحوثيين، يسهم في “تمويل عملياتهم العسكرية”. وأضافت القيادة المركزية الأمريكية أن “الهدف من هذه الغارات هو تقويض المصدر الاقتصادي لقوة الحوثيين، الذين يواصلون استغلال أبناء وطنهم والتسبب في معاناتهم الشديدة”. ولم تقدم القيادة المركزية الأمريكية أرقاما بشأن أعداد الضحايا.
وفي وقت سابق اليوم الجمعة أعلنت جماعة الحوثي ارتفاع ضحايا الغارات الأمريكية على ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة غربي اليمن إلى 245 قتيلا وجريحا.
وتعد هذه الغارات الهجوم الأكثر دموية المعروف حتى الآن ضمن الحملة الجديدة للرئيس دونالد ترامب ضد الحوثيين. وتوعدت الولايات المتحدة بمواصلة الضغط حتى يوقفوا الهجمات على سفن في البحر الأحمر.
يبعد ميناء رأس عيسى 55 كيلومترا شمالي مدينة الحديدة الساحلية في اليمن، وتبلغ سعته التخزينية ثلاثة ملايين برميل. وقالت مصادر إن ضرائب استيراد الوقود تجلب مئات الملايين من الدولارات سنويا لإدارة الحوثيين.
صور أقمار صناعية
وأظهرت صور أقمار اصطناعية -حللتها وكالة أسوشيتد برس (أ ب)- دبابات ومركبات مدمرة في ميناء يمني تعرض لغارات جوية أمريكية، مع تسرب النفط إلى مياه البحر الأحمر. وكشفت الصور الصادرة عن شركة “بلانت لابز بي بي سي” الأضرار في ميناء رأس عيسى، الخاضع لسيطرة الحوثيين في اليمن.
ولم تعلق القيادة المركزية الأمريكية على ما نشرته وزارة الصحة عن الضحايا. وقالت القيادة المركزية على منصة إكس في وقت سابق “الهدف من هذه الضربات هو إضعاف مصدر القوة الاقتصادية للحوثيين، الذين يواصلون استغلال مواطنيهم وإلحاق الأذى بهم”.
وسبق أن استهدفت الولايات المتحدة وإسرائيل الميناء لأنه يعتبر مركزا لإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ وهجمات على السفن. وأمر الرئيس الأمريكي الشهر الماضي بتكثيف الضربات على الحركة المتحالفة مع إيران في أكبر تصعيد في الشرق الأوسط منذ توليه منصبه في يناير / كانون الثاني 2025.
توقف هجمات الحوثيين خلال هدنة غزة
وأعلن الحوثيون الجمعة تبنيهم هجمات على إسرائيل وحاملتي طائرات أمريكيتين، متوعدين بـ “مزيد من عمليات التصدي والاستهداف”، غداة الهجوم على الميناء النفطي. وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في كلمة أثناء تظاهرة في صنعاء إنهم نفذوا “عمليةً عسكريةً استهدفتْ هدفاً عسكرياً في محيطِ مطارِ بن غوريون في منطقةِ يافا (…) وذلك بصاروخٍ باليستيٍّ”، كما نفذوا “عملية عسكرية مزدوجة استهدفت حاملتي الطائراتِ الأمريكيتين رومان وفينسون والقطع الحربية التابعة لهما في البحرين الأحمرِ والعربي وذلك بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة”.
وأشار إلى أنه “الاستهدافُ الأولُ للحاملةِ فينسون منذُ وصولِها إلى البحرِ العربي”، كما توعد سريع بـ”المزيدِ من عملياتِ التصدي والاستهدافِ والاشتباكِ والمواجهةِ” رغم استمرار الغارات الأمريكية القاتلة.
بدوره أعلن الجيش الإسرائيلي مرة جديدة صباح الجمعة اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، ما أدى إلى انطلاق صافرات الإنذار في “عدة مناطق”.
ويسيطر الحوثيون على مناطق واسعة من اليمن على مدى نحو عقد. وشنوا منذ نوفمبر / تشرين الثاني 2023 عشرات الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على سفن عابرة للبحر الأحمر، ويقولون إنهم يستهدفون سفنا مرتبطة بإسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.
وتوقفت الجماعة عن شن الهجمات خلال وقف إطلاق النار الذي دام نحو شهرين في القطاع. ورغم توعد الحوثيين باستئناف الهجمات بعد أن عاودت إسرائيل هجومها على قطاع غزة الشهر الماضي، فإنهم لم يضربوا أهدافا في البحر الأحمر منذ ذلك الحين. وقال مسؤولون حوثيون إن الاشتباكات استمرت يومين في مارس / آذار 2025 وأودت بحياة أكثر من 50 شخصا.
ومنذ منتصف مارس/ آذار 2025 أعلن الحوثيون استئناف الهجمات البحرية وحظر حركة الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر تضامنا مع غزة وفق تعبير الجماعة المتحالفة مع إيران. وفي المقابل استأنفت الولايات المتحدة الأمريكية شن غارات مكثفة على عدة محافظات واقعة تحت سيطرة الحوثيين شمال وغربي اليمن، بعد توقف استمر نحو شهرين. وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمواصلة العمليات العسكرية حتى تحقيق الأهداف المطلوبة.