ترامب يدعو للسماح لسفن بلاده بالعبور مجاناً عبر قناتي بنما والسويس

ترامب يدعو للسماح لسفن بلاده بالعبور مجاناً عبر قناتي بنما والسويس

حضّ الرئيس الأميركي السبت على جعل عبور السفن الأميركية في قناتَي بنما والسويس مجانا، طالبا من وزير خارجيّته ماركو روبيو معالجة هذه القضية “فورا”.

وبعد أشهر من تكرار رغبته في السيطرة على قناة بنما، يصبّ الرئيس الأميركي حاليا تركيزه على قناة السويس، وهي طريق نقل إستراتيجي آخَر للتجارة العالمية.

وكتب ترامب على منصته الاجتماعية تروث سوشل “يجب السماح للسفن الأميركية، العسكرية والتجارية على السواء، بالمرور بحرّية عبر قناتَي بنما والسويس. هاتان القناتان ما كانتا لتوجَدا لولا الولايات المتحدة الأميركية”. وأضاف “طلبتُ من وزير الخارجية ماركو روبيو تولي” هذه القضية.

ضغوط لا تتوقف على بنما

وحتى قبل تولّيه منصبه في 20 كانون الثاني/يناير، صعّد ترامب الضغط على بنما، متوعّدا بـ”استعادة” القناة التي بنتها الولايات المتحدة والتي افتُتحت عام 1914 وظلت تحت السيادة الأميركية حتى عام 1999.

وتعبر قناة بنما أضيق جزء من المضيق بين أمريكا الشمالية والجنوبية، مما يسمح للسفن بالتنقل بسرعة أكبر بين المحيطين الأطلسي والهادي. ويمر عبر القناة حوالي 40 بالمئة من حركة الحاويات الأمريكية سنويا.

وأتمت الولايات المتحدة بناء القناة في أوائل القرن العشرين، لكنها منحت السيطرة على الممر المائي المهم استراتيجيا إلى بنما في عام 1999. وأكد ترامب مرارا رغبته في “استعادة” القناة. وقبل توليه منصبه في يناير/كانون الثاني، صرح للصحفيين بأنه لا يستبعد استخدام القوة الاقتصادية أو العسكرية لاستعادة السيطرة على القناة.

والولايات المتحدة والصين هما المستخدمتان الرئيسيّتان للقناة التي تمر عبرها 5% من التجارة البحرية العالمية. وفي بداية نيسان/أبريل، حصلت واشنطن على إذن من بنما لنشر قوات عسكرية أميركية في محيط هذا الممر المائي الاستراتيجي.

وحصل ترامب مؤخرا على تنازل مهم في مطالبه بزيادة النفوذ الأمريكي على قناة بنما. بموجب اتفاق مع بنما، سيسمح للولايات المتحدة بنشر جنود حول الممر المائي المهم جنبا إلى جنب مع القوات البنمية للمساعدة في تأمين سيادة القناة. وكانت بنما والولايات المتحدة قد أعلنتا سابقا أنهما تتفاوضان على اتفاق لتأمين مجانية وأولوية المرور عبر قناة بنما للسفن الحربية الأمريكية.

والطلب يمتد إلى قناة السويس!

أما قناة السويس فكانت تُشكّل حوالى 10% من التجارة البحرية في العالم، إلى أن بدأ بعض المراقبين في اليمن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل وإنهم يفعلون ذلك “تضامنا” مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وربطت قناة السويس منذ افتتاحها عام 1869 بين البحرين الأبيض المتوسط، ووفرت أقصر طريق شحن بين آسيا وأوروبا. الممر المائي هو أحد أهم الطرق التجارية في العالم وأحد المصادر الرئيسية للدخل في مصر.

وبدأ بناء قناة السويس في عام 1859 تحت إشراف الدبلوماسي والمهندس الفرنسي فرديناند دي ليسبس. وعمل عشرات الآلاف من العمال المصريين في ظروف وحشية لمدة 10 سنوات حتى اكتمالها.

وتدخّلت الولايات المتحدة إلى جانب دول أخرى لمحاولة تأمين هذا الممرّ البحري. لكنّ حركة العبور فيه تراجعت، ما أدّى إلى تراجع كبير في مصادر العملة الأجنبيّة بالنسبة إلى القاهرة التي تشهد أزمة اقتصادية حادة.

قد يعجبك أيضا :-