تقرير: ترامب لم يؤيد خطة إسرائيلية لمهاجمة إيران نوويًا

تقرير: ترامب لم يؤيد خطة إسرائيلية لمهاجمة إيران نوويًا

نقلت صحيفة نيويورك تايمز يوم الأربعاء (16 أبريل/نيسان 2025) عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية وآخرين أن الرئيس دونالد ترامب تخلى عن خطة إسرائيلية لضرب مواقع نووية إيرانية، وذلك لصالح التفاوض مع طهران لوضع قيود على .

وبحسب الصحيفة فقد وضعت إسرائيل خططًا لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية الشهر المقبل، وكان من شأن هذه الخطط أن تتطلب مساعدة أمريكية. لكن بعض مسؤولي الإدارة الأمريكية أبدوا شكوكًا.

تضيف الصحيفة أن ترامب تخلى عن هذا الخيار العسكري في الأسابيع الأخيرة لصالح التفاوض على اتفاق مع طهران للحد من ، وفقاً لمسؤولين في الإدارة الأمريكية وآخرين مطلعين على المناقشات.

واتخذ ترامب قراره بعد أشهر من الجدل الداخلي حول ما إذا كان ينبغي مواصلة الدبلوماسية أو دعم إسرائيل في السعي إلى كبح قدرة إيران على صنع قنبلة نووية، في وقت أُضعفت فيه إيران عسكرياً واقتصادياً.

خلافات في الإدارة الأمريكية

وسلط النقاش الضوء على خلافات بين مسؤولين في الحكومة الأمريكية وبين مساعدين آخرين أكثر تشككاً في أن الهجوم العسكري على إيران يمكن أن يدمر الطموحات النووية الإيرانية ويجنبها حرباً أكبر، بحسب ما قالت الصحيفة الأمريكية. وأسفر ذلك عن إجماع تقريبي، في الوقت الراهن، ضد العمل العسكري، مع استعداد إيران على التفاوض.

يذكر أن الرئيس الأمريكي كان قد قال في العاشر من الشهر الجاري إن الولايات المتحدة ستتخذ موقفًا في حال فشلت المحادثات في التوصل إلى اتفاق.

وحسب الصحيفة فقد كان المسؤولون الإسرائيليون قد وضعوا خططًا لمهاجمة المواقع النووية الإيرانية وكانوا مستعدين لتنفيذها، وأنهم في بعض الأحيان كانوا متفائلين بأن الولايات المتحدة ستوافق على تنفيذها. وكان الهدف من المقترحات، وفقًا لمسؤولين مطلعين عليها، هو إعاقة قدرة طهران على تطوير سلاح نووي لمدة عام أو أكثر.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن جميع الخطط تقريبًا كانت تتطلب مساعدة الولايات المتحدة ليس فقط للدفاع عن إسرائيل من الانتقام الإيراني، بل أيضًا لضمان نجاح الهجوم الإسرائيلي، مما يجعل الولايات المتحدة جزءًا أساسيًا من الهجوم نفسه.

وتواصل الصحيفة الأمريكية أن ترامب في الوقت الراهن اختار الدبلوماسية على العمل العسكري. ففي ولايته الأولى، مزق الاتفاق النووي الإيراني الذي تفاوضت عليه إدارة أوباما. لكن في ولايته الثانية، وحرصاً منه على تجنب الانجرار إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط، فتح باب المفاوضات مع طهران، ومنحها مهلة بضعة أشهر فقط للتفاوض على اتفاق حول .

قال نتنياهو إن أي اتفاق مع إيران لن ينجح إلا إذا سمح للأطراف الموقعة “بدخول المنشآت وتفجيرها وتفكيك جميع المعدات، تحت إشراف أمريكي وتنفيذ أمريكي”.

ترامب أبلغ إسرائيل بقراره

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أبلغ ترامب إسرائيل بقراره بأن الولايات المتحدة لن تدعم أي هجوم. وناقش الأمر مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال زيارته لواشنطن الأسبوع الماضي، حيث استغل اجتماعًا في المكتب البيضاوي للإعلان عن بدء الولايات المتحدة محادثات مع إيران.

وفي بيانٍ باللغة العبرية عقب الاجتماع، قال نتنياهو إن أي اتفاق مع إيران لن ينجح إلا إذا سمح للأطراف الموقعة “بدخول المنشآت وتفجيرها وتفكيك جميع المعدات، تحت إشراف أمريكي وتنفيذ أمريكي”.

وتقول الصحيفة إن معلوماتها تستند إلى محادثات مع عدد من المسؤولين المطلعين على الخطط العسكرية السرية لإسرائيل ومناقشات سرية داخل إدارة ترامب. وقد تحدث معظم الأشخاص الذين تمت مقابلتهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة التخطيط العسكري.

ولطالما خططت إسرائيل لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، حيث تدربت على عمليات القصف وحسبت حجم الضرر الذي يمكن أن تُلحقه بمساعدة أمريكية أو بدونها، وفق الصحيفة الأمريكية.

فشل الدفاعات الإيرانية وضعف جبهات المساندة

وازداد الدعم داخل الحكومة الإسرائيلية لشن ضربة بعد أن تعرضت إيران لسلسلة من الانتكاسات العام الماضي. فخلال الهجمات على إسرائيل في أبريل، عجزت معظم الصواريخ الباليستية الإيرانية عن اختراق الدفاعات الأمريكية.

وتعرض حزب الله، الحليف الرئيسي لإيران، لضربة عسكرية إسرائيلية العام الماضي. وأدى سقوط حكومة الرئيس في سوريا لاحقًا إلى القضاء على حليف لحزب الله وطهران، وقطع طريقًا رئيسيًا لتهريب الأسلحة من إيران.

كما دُمرت أنظمة الدفاع الجوي في إيران وسوريا، إلى جانب المنشآت التي تستخدمها إيران لإنتاج وقود الصواريخ، مما شل قدرة البلاد على إنتاج صواريخ جديدة لبعض الوقت.

وتقول الصحيفة إنه في البداية، وبناءً على طلب نتنياهو، أطلع كبار المسؤولين الإسرائيليين نظراءهم الأمريكيين على خطة كانت ستجمع بين غارة كوماندوز إسرائيلية على مواقع نووية تحت الأرض وحملة قصف، وهو جهد كان الإسرائيليون يأملون أن تشارك فيه طائرات أمريكية.

لكن مسؤولين عسكريين إسرائيليين قالوا إن عملية الكوماندوز لن تكون جاهزة قبل أكتوبر/تشرين الأول. وتشير الصحيفة إن أن نتنياهو أراد تنفيذ الخطة بسرعة أكبر، وبدأ المسؤولون الإسرائيليون بالتحول إلى اقتراح حملة قصف موسعة تتطلب أيضًا مساعدة أمريكية، وفقًا لمسؤولين مطلعين على الخطة.

وتقول الصحيفة إن بعض المسؤولين الأمريكيين كانوا، في البداية على الأقل، أكثر انفتاحًا على دراسة الخطط الإسرائيلية. وناقش الجنرال مايكل إي. كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، ومايكل والتز، مستشار الأمن القومي، كيف يمكن للولايات المتحدة أن تدعم هجومًا إسرائيليًا، إذا أيد ترامب الخطة، وفقًا لمسؤولين مطلعين على المناقشات.

وعقدت الولايات المتحدة وإيران في السبت الماضي، وذلك للمرة الأولى خلال تولي ترامب للرئاسة بما في ذلك خلال ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021. ووصف البلدان المحادثات بأنها “إيجابية” و”بناءة”. ومن المقرر عقد جولة ثانية يوم السبت المقبل. ورجح مصدر مطلع أن يتم عقد اللقاء في روما.

وتنفي إيران باستمرار أن تكون تسعى لامتلاك أسلحة نووية، لكنها عززت قدراتها النووية منذ انسحاب ترامب من اتفاق العام 2015، حسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

قد يعجبك أيضا :-