خالد حنفي: تعاون استراتيجي عربي – صيني لمواجهة التحديات

بحث الدكتور خالد حنفي مع رئيس المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية CCPIT، رين هونغبين، في سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين العالم العربي والصين، لا سيما في المجالات والقطاعات الواعدة، خصوصاً في التكنولوجيا المتقدمة والاقتصاد الرقمي وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، بالإضافة إلى قطاعات الصناعة والاقتصاد البرتقالي وريادة الأعمال والابتكار وغيرها من المجالات الحيوية التي تسهم في تحقيق الرؤى والأهداف للوصول بالعلاقات العربية – الصينية إلى مستويات الشراكة الاستراتيجية.
.
وأثنى على التعاون البارز والوثيق بين اتحاد الغرف العربية والمجلس الصيني لتعزيز وتنمية التجارة الدولية CCPIT، لافتاً إلى أن قطاع السياحة يعتبر من القطاعات التي يمكن الاستفادة منها لرفع مستوى التعاون السياحي، حيث تعتبر مقاطعة هاينان من المقاطعات السياحية الرئيسية في الصين، كما تعتبر المنطقة العربية ذات إرث ثقافي وحضاري وسياحي جاذب، مما يساهم في رفع حجم السياح الصينيين الوافدين إلى المنطقة العربية وكذلك السياح العرب الذين يزورون الصين.
.
ورأى أن هناك أهمية لتعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وذلك بما يحقق الأهداف الاستراتيجية والتطلعات المنشودة، ليس فقط في المشاريع المتصلة بالثورة الصناعية الرابعة، بل من أجل بناء جسور التواصل الثقافي والحضاري بين الجانبين العربي والصيني.
.
وأوضح الدكتور خالد حنفي أن البلدان العربية التي أيدت مبادرة الحزام والطريق منذ اليوم الأول لإطلاقها، جاهزة لتنفيذ المشاريع التنموية الواعدة في هذه المبادرة، ولا سيما في مجال النقل واللوجستيات، بما يحول المشاريع الاستثمارية الطموحة إلى مشاريع منفذة على أرض الواقع، تمتد من البلدان العربية إلى البلدان الأفريقية ودول الآسيان وصولاً إلى دول الاتحاد الأوروبي ودول أمريكا الجنوبية.
.
ولفت أمين عام الاتحاد إلى أن العالم العربي شريك استراتيجي هام بالنسبة إلى الصين، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين 400 مليار دولار، ومن الممكن رفع هذا الرقم إلى 600 مليار دولار، إذا صدقت النوايا وعملنا سوياً في إطار تحقيق المصالح المتبادلة والمنافع المشتركة.
.
وأوضح أنه في إطار الواقع الجيوسياسي المستجد، في ظل الحرب التجارية الدائرة اليوم، نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على 128 دولة حول العالم، فإن البلدان العربية متفهمة للمتغيرات الجيوسياسية، ولأجل ذلك بدأت البلدان العربية بتنويع شراكاتها التجارية والاقتصادية مع دول العالم، ولا سيما مع الصين التي تمتلك فوائض مالية ضخمة يمكن توظيفها في أماكن مختلفة حول العالم، ومنها البلدان العربية، وذلك من خلال ضمانات سيادية ومشاريع يشارك فيها القطاع الخاص العربي والصيني عبر استثمارات ضخمة تعود بالنفع على الجانبين.
.
وثمن رئيس المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية، الرؤى والأفكار التي اقترحها أمين عام الاتحاد في سبيل تقوية وتعزيز العلاقات الاقتصادية العربية-الصينية، لافتاً إلى أن مقاطعة هاينان، من خلال موقعها الجغرافي الاستراتيجي وما تمتلكه من مقدرات وطموحات، يمكن أن تكون نقطة البداية نحو تحقيق التطلعات لبناء علاقات وشراكات استراتيجية مع العالم العربي.
.
واعتبر أن العلاقات العربية-الصينية أثبتت على مر السنوات أنها علاقات قادرة على التطور والاستدامة، بفضل الإرادة المشتركة والدعم المؤسسي، لاسيما من خلال التعاون والتنسيق الاستراتيجي القائم بين المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية CCPIT واتحاد الغرف العربية، الذي يلعب دوراً محورياً في توسيع آفاق الشراكات مع الشركاء الاستراتيجيين، وفي مقدمهم الصين.
.
كذلك التقى أمين عام الاتحاد الدكتور خالد حنفي، محافظ مقاطعة هاينان، ليو شياومنغ، حيث رأى خلال اللقاء أنه في ظل الظروف السياسية والجيوسياسية التي يمر بها العالم اليوم، تجعلنا نفكر بشكل أكبر في بناء شراكة استراتيجية عربية-صينية من أجل مواجهة تحديات الحرب التجارية العالمية التي افتعلتها الولايات المتحدة الأمريكية.
.
وأوضح أنه في إطار الحديث عن تعزيز التعاون التجاري والاستثماري مع مقاطعة هاينان، فلا بد من التطرق إلى محورين رئيسيين: المحور الأول له صلة بالسياحة، بينما المحور الثاني يتعلق بالاستثمار، وينبثق من هذين المحورين المشاريع التي تجعل من مقاطعة هاينان وجهة سياحية بالنسبة إلى البلدان العربية. أما بالنسبة للاستثمار، فهناك الكثير من المشاريع الاستراتيجية التي يمكن تنفيذها في مقاطعة هاينان من الجانب العربي. وبيّن أنه لتعميم هذين المحورين كان هناك مقترح مبدئي لإنشاء مركز لريادة الأعمال والابتكار والاقتصاد البرتقالي، ومقره في مقاطعة هاينان، سيكون بمثابة منارة عالمية، وسيسهم في دعم وتمكين الشباب من الجانبين العربي والصيني عبر المشاريع الابتكارية التي ستعزز واقع الابتكار في مقاطعة هاينان.
.
ومن ناحيته، تطرق محافظ مقاطعة هاينان إلى أهمية المقترح بإنشاء مركز عربي-صيني لدعم رواد الأعمال والابتكار والاقتصاد البرتقالي، متمنياً أن يتم إنشاء هذا المركز في أقرب فرصة ممكنة، بحيث يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والشاملة للبلدان العربية والصين. وكشف عن أنه سيتم في الفترة القادمة إنشاء مطار ضخم في مقاطعة هاينان باستثمارات كبيرة، بما يجعل من هذا المطار محطة مهمة ورئيسية في إطار تعزيز الصين علاقاتها التجارية والاقتصادية مع باقي دول العالم، ومنها على وجه الخصوص البلدان العربية.
.
وأوضح أن مقاطعة هاينان تعتبر آخر مقاطعة تم إنشاؤها في الصين، وتبلغ مساحتها ما يزيد عن 5000 كيلومتر مربع، بينما يبلغ عدد السكان فيها حوالي 10 ملايين نسمة، وهناك اهتمام كبير من جانب الرئيس الصيني بأن تصبح هذه المقاطعة منطقة لوجستية محورية عبر الاستثمار فيها في مشاريع التكنولوجيا المتطورة، مما يجعلها قبلة للشركات العالمية الكبرى، ومن بينها الشركات العربية. ولفت في هذا المجال إلى أن هناك إمكانيات كبيرة للتعاون بين الصين والبلدان العربية في مجال الفضاء.
.
إن تعزيز العلاقات العربية-الصينية لا يقتصر على المجالات التجارية فقط، بل يمتد إلى التعاون الثقافي والتعليمي، مما يعزز الفهم المتبادل بين الشعوب. من خلال تبادل الخبرات والممارسات الجيدة، يمكن تحقيق نتائج إيجابية تخدم المصالح المشتركة وتساهم في بناء مستقبل مشترك أكثر ازدهاراً.
- تراجع أسعار النفط في ظل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
- الهيئة العامة للاستثمار تسعى لربط رجال الأعمال المصريين بقادة الابتكار في الصين
- محافظ البنك المركزي يلتقي وفدًا صينيًا لمناقشة التعاون المشترك
- رئيس غرفة القاهرة التجارية يلتقي رجال أعمال سعوديين
- الرئيس السيسي يشيد بالشراكة الاستراتيجية بين مصر والمجر
- سعر الذهب اليوم الثلاثاء 29 أبريل 2025 لعيار 21 بدون مصنعية 4760 جنيها
- سعر الجنيه الاسترليني يرتفع في بداية تعاملات الثلاثاء 29-4-2025
- سعر الريال السعودي مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 29 أبريل 2025
- وزير الاستثمار يعلن عن بدء منصة التراخيص الموحدة الشهر المقبل
- تغيرات سعر الذهب في بداية التعاملات المسائية