خبراء وإعلاميون يناقشون التسهيلات الضريبية: رؤية شجاعة وحالمة تعزز المجتمع الضريبي وتنعش بيئة الاستثمار

التسهيلات الضريبية والتطبيق على أرض الواقع
اطلعت على فلسفة وتفاصيل حزمة التسهيلات الضريبية التي أعدتها وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية، ووجدت معظم النقاط جيدة وإيجابية.
لكن السؤال الذي ظل يشغلني دائمًا هو: كيف يمكن أن نترجم كل ذلك على أرض الواقع؟
إن فلسفة حزمة التسهيلات تنطلق من قناعة واضحة بضرورة مد جسور الثقة والشراكة بين مصلحة الضرائب ومجتمع رجال الأعمال والممولين بصفة عامة.
وقد أحصيت 20 إجراءً لتوسيع القاعدة الضريبية وتحفيز الالتزام الطوعي، منها نظام ضريبي متكامل لأي مشروعات أو أنشطة لا تتجاوز إيراداتها 20 مليون جنيه سنويًا، ووضع حد أقصى مقابل التأخير لا يتجاوز أصل الضريبة، وتشجيع غير المسجلين على التسجيل، وفتح صفحة جديدة معهم، وآليات ميسرة لتسوية المنازعات الضريبية، واستحداث آليات للتصالح، ورد ضريبة القيمة المضافة ومنظومة متطورة للمقاصة المركزية، والتوسع في نظام الفحص بالعينة، وتشكيل مجلس استشاري لتوحيد الفتاوى الضريبية، وتعزيز دور وحدة دعم المستثمرين لتلقي الشكاوى والمستندات إلكترونيًا، وإلغاء الإقرارات غير المؤيدة مستنديًا بصورة مرحلية، وتشكيل جهات محايدة لقياس مدى رضا الممولين عن الخدمات الضريبية لضمان التطوير المستدام.
وما سبق يعد أبرز الإجراءات لتوسيع القاعدة الضريبية ومن الواضح أنها جميعًا جيدة بل لا أبالغ إذا قلت إنها مثالية لكن مرة أخرى فإن السؤال الجوهري هو: كيف نطبق ذلك على أرض الواقع وكيف تصل هذه الرسالة إلى الجميع ولماذا لا تصل هذه الإجراءات المثالية إلى عموم الممولين؟ وهل لاتزال الثقة مفقودة بين المصلحة والممول؟ للموضوعية ومن خلال أرقام التحصيل التي تتزايد سنويًا وتسهم بمعدلات ضخمة في تمويل الميزانية فإن مصلحة الضرائب ووزارة المالية حققتا قفزات ونجاحات نوعية في السنوات الماضية ورغم ذلك ما زالت هناك ثغرات ينبغي العمل على سدها عبر المزيد من الجهود لإعادة الثقة الكاملة مع كل الممولين الصغار والكبار والنزول إلى أرض الواقع لإقناع صغار الموظفين في مصلحة الضرائب بالمرونة والواقعية في التعامل مع مجتمع الأعمال
والأهم من كل ذلك أن تقوم بقية الوزارات والمؤسسات بدورها في الاقتصاد القومي بدلًا من أن تكون مصلحة الضرائب هي المصدر الأساسي فقط لإيرادات الموازنة العامة للدولة.
عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة «الشروق»
ثقة وشراكة
تحفيز وتشجيع الصناع والمستثمرين وبناء جسور الثقة والشراكة مع مجتمع الأعمال ككل أحد أهم الأولويات للدولة بتوجيهات مستمرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي وبجهود كبيرة ومقدرة من وزارة المالية في إطار مسار إصلاحي اقتصادي مبشر رغم التحديات والأزمات العالمية المتوالية.
مبادرات وتسهيلات أطلقتها الدولة ممثلةً في وزارة المالية وجهاتها التابعة داعمة للصناع والمستثمرين ومشجعة لريادة الأعمال والقطاع الخاص وجذب المزيد من الاستثمارات وتساهم جميعها في دفع عجلة التنمية الاقتصادية إلى الأمام.
نشهد مرحلة جديدة من التعاون البناء ومد جسور الثقة والشراكة والمساندة بين مصلحة الضرائب ومجتمع الأعمال بإجراءات للتيسير على الممولين وإغلاق الملفات القديمة بآليات مرنة وتوسيع القاعدة الضريبية بتحفيز الالتزام الطوعي.
المرحلة الجديدة مبشرة للغاية بإجراءاتها وآلياتها المُيسَّرة سواءً في تسوية المنازعات الضريبية أو التصالح في المخالفات فضلًا عن المنظومة المتطورة للمقاصة المركزية والتي تسمح للممولين بالتسويات الإلكترونية بين مستحقاتهم ومديونياتهم للحكومة وهذا الأمر تحديدًا- المقاصة- طالب به ممثلو مجتمع الأعمال في كثير من الفعاليات الاقتصادية.
الاستدامة والاستمرارية في التطوير والمتابعة أعتبرها من بين أهم ما يميز المرحلة الجديدة في التعامل مع مجتمع الأعمال خاصةً مع تعزيز دور وحدة دعم المستثمرين والجهات المحايدة لقياس مدى رضا الممولين عن الخدمات الضريبية وبوابة تلقي الشكاوى إضافة إلى الأدلة الإرشادية لحقوق وواجبات المستثمرين والحوافز والتسهيلات.
عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة
رؤية شجاعة وحالمة توسِّع دائرة المجتمع الضريبي
عندما عدت من الخارج عام 1980 بعد قرابة خمس سنوات عملًا فى قطر لأتسلم مهام مدير «ديسك» الرياضة فى مكتب جريدة «الشرق الأوسط» السعودية بالقاهرة قبل الانتقال إلى «الأهرام» سارعت بالتوجه إلى مأمورية الضرائب لفتح ملف إيراد عام وقال لي أصدقاء: «إنت رايح برجليك للضرائب.. رايح تبلغ عن نفسك؟» فأجبت: «طوال فترة عملى لم ينظر رئيسى إلى الساعة وقت حضورى؛ لأننى لم أتأخر يومًا عن موعد بدء العمل. ومنذ عام 1980 حتى اليوم أتعامل مع الضرائب بالمنطق نفسه فلا أقبل أن يسألنى إنسان: لماذا لم تؤدِ واجبك؟».
فى أيام الدراسة لم أتخلف عن أداء الواجب المدرسى وفى ممارسة العمل المهني لم أتخلف عن أداء واجباتي تجاه المؤسسة أو الوطن حتى لا أتعرض للسؤال: «لماذا تأخرت عن واجبك؟». هل ذلك هو احترام النفس واحترام الواجب والقانون؟ هل هو الخوف من القانون؟ هل تطور الأمر إلى حب القانون؟
ربما تلك مسألة خاصة بعلاقتي بوطني وهي علاقة بدأت منذ الطفولة وتأثرت بتكويني السياسي والثقافي وأختصرها فى تعريف بسيط وهو أننى أحب مصر كما كانت وكما هي وكما ستكون. وبقدر ما تربيت على قيمة الوطن وواجباتي السياسية والاجتماعية نحوه بقدر ما امتدت تلك العلاقة إلى صورة راسخة لاحترام القانون حتى لا يسألني أحد: لماذا تخالف أو لماذا لم تؤدِ واجبك؟
الشعب المصري العظيم له مواقفه الوطنية الصادقة وتتجلى تلك المواقف فى الأزمات والحروب فنحن أبناء جيل صمد فى حرب 1967 وبكينا للهزيمة كما بكينا فرحًا بنصر أكتوبر 1973 ولم تختلف علاقتي بالضرائب كواجب وطنى وقانوني منذ ممارستي للعمل فى امتداد طوعى لدوري كمواطن يعززه الشعور بنعمة الرزق الطيب لمساندة من هم بحاجة إلى المساعدة.
مع بداية طرح رؤية وزارة المالية لتحفيز الاستثمار وتطوير العلاقة بين الضرائب والمواطن أساسها الثقة والشراكة اتصل بى صديقى المحاسب المسئول عن مراجعة إقرارى السنوى مهنئًا ومبشرًا ببداية جديدة بين المواطن والضرائب عامرة بالتسهيلات وتخفيف الأعباء والإجراءات والمعاملات وتقوم على الثقة المتبادلة وعلى تشجيع غير المسجلين ضريبيًا على التسجيل فى إطار توسيع القاعدة الضريبية بتحفيز الالتزام الطوعى وذلك عبر 20 إجراءً تتعامل مع مسدد الضريبة كشريك حقيقى فى التنمية فمصر تحتاج بشدة للصناعة والزراعة والاستثمار كى تتحول لنمر أفريقى وهو أمر مستحيل دون بنية تحتية متكاملة يساهم فيها مجتمع الضرائب لتحقيق التعليم الجيد والعلاج الطبي الجيد والخدمات الحياتية الجيدة مثل الطرق والمواصلات والتوظيف ليتحول البلد من عقود الاستهلاك لعقود الإنتاج وهكذا قفزت اليابان وكوريا الجنوبية وأوروبا وأمريكا والهند والصين نحو النهضة بكامل أطرافها.
رسالة وزارة المالية تتمثل فى التيسير وبناء الثقة بين مسددى الضرائب والدولة حيث تقوم هذه الرؤية الجريئة والحالمة أيضًا بمشاركة الذين هم خارج إطار دائرة الضرائب بميثاق يضمن الحماية والتشجيع والتيسير للمستثمرين وأصحاب الأعمال بجانب الطبقة المتوسطة التى كانت ذات زمن طبقة واحدة وهى فئة الموظفين وقد أصبحت اليوم طبقة عريضة تضم 15 طبقة مهنية متنوعة.
حان وقت أداء الواجب نحو الوطن ونحو أسرتك وأبنائك ونحو أجيال قادمة سوف تذكر وتُسجل دور هذا الجيل فى تحقيق حلم نهضة الأمة المصرية.
حسن المستكاوى كاتب صحفى وناقد رياضى مصرى
بداية لنظام ضريبى كفء
“التسهيلات الضريبية” تعد بداية جديدة لنظام ضريبي كفء وعادل وشامل يعالج الاختلالات الأساسية فى الهيكل الضريبي القائم مما يسهم بشكل كبير بالإصلاح المالي المنشود إذ تعتبر الإيرادات الضريبية أحد أهم العوامل المؤثرة على القدرات الاقتصادية للدولة لما لها من تأثير واسع النطاق على أداء جميع القطاعات الفاعلة بالمجتمع.
بالإضافة لتأثيرها المباشر على مسار الاستثمار القومي بشقيه المحلي والأجنبي فإنها تمثل عامل أساسي لتحديد قدرة الدولة على إدارة النشاط الاقتصادي وتحقيق الأهداف التنموية للبلاد حيث توفر موارد مالية تستطيع الدولة استخدامها للقيام بأدوارها المنوطة بها عبر الإنفاق العام.
عبد الفتاح الجبالي رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى
“إحنا ولاد النهارده”
- مجتمع الأعمال يثني على حزمة التسهيلات الضريبية الجديدة
- الضرائب تعزز شراكات مع مجتمع الأعمال وتقدم دعماً استثنائياً في بداية مرحلة جديدة
- اكتشف مفهوم السلع الاستهلاكية القابلة للتلف السريع وإمكانية استبدالها
- اكتشف إجراءات ممارسة نشاط التأمين متناهي الصغر وفقًا للقانون الجديد
- نجاح مصري يبرز ثقة مؤسسات التصنيف العالمية في الاقتصاد الوطني