خطوات التعافي النفسي للأطفال الذين تعرضوا للتحرش كما يكشفها خبير تربوي

خطوات التعافي النفسي للأطفال الذين تعرضوا للتحرش كما يكشفها خبير تربوي

أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أن التحرش الجنسي بالأطفال يُعتبر من أخطر الانتهاكات النفسية التي قد تؤثر على حياة الطفل بشكل دائم، حيث يمكن أن تؤدي هذه التجارب إلى اضطرابات نفسية أو عقلية، بالإضافة إلى فقدان الطفل ثقته بنفسه والآخرين.

وفي تصريحات له اليوم الأحد، أوضح شوقي أن الأسرة تتحمل مسؤولية كبيرة في مساعدة الطفل على تجاوز آثار هذه الصدمة النفسية، وذلك من خلال اتباع مجموعة من الإجراءات التربوية والعاطفية التي تسهم في دعم الطفل وتحقيق تعافيه الكامل.

وأشار الخبير التربوي إلى أن الخطوة الأولى تبدأ باحتواء الطفل عاطفيًا وتهيئة بيئة آمنة يشعر فيها بالحب والدعم، دون إصدار أحكام أو توجيه أسئلة مؤلمة، كما ينبغي تشجيعه على ممارسة الهوايات والأنشطة التي يفضلها لما لها من دور فعَّال في استعادة ثقته بنفسه وإحساسه بالإنجاز.

ونصح شوقي بعدم التطرق إلى تفاصيل الحادثة أو الإشارة إليها بأي شكل؛ لتجنب إثارة الذكريات المؤلمة، مشيرًا إلى أهمية التفكير في نقل الطفل إلى مدرسة جديدة أو تغيير البيئة المرتبطة بالحادثة إذا كان ذلك ممكنًا.

وشدد الخبير التربوي على ضرورة بقاء الطفل وسط أشخاص مقربين وعدم تركه وحيدًا لفترات طويلة، مع التخلص من أي أدوات أو ملابس كانت مرتبطة بالحادثة واستبدالها بأخرى جديدة.

وأكد شوقي أهمية إشراك الطفل في الأحاديث العائلية وأخذ رأيه في الأمور المنزلية كوسيلة فعّالة لاستعادة ثقته بنفسه، مشيرًا إلى ضرورة تجنب الإفراط في حمايته حتى لا يشعر بوجود أمر غير طبيعي في حياته.

ودعا الخبير التربوي إلى مكافأة الطفل عن أي إنجاز أو سلوك إيجابي يقوم به سواء داخل المدرسة أو خلال الأنشطة اليومية، بالإضافة إلى تنظيم رحلات قصيرة أو تغيير مكان الإقامة إذا لزم الأمر لتجديد طاقته النفسية والابتعاد عن كل ما يذكره بالواقعة.

واختتم شوقي بالتأكيد على أن تعافي الطفل من آثار التحرش هو عملية تستغرق وقتًا وتحتاج لصبر وجهد من الأسرة، داعيًا لتوفير الدعم النفسي المناسب خلال تلك الفترة حتى يستعيد الطفل استقراره العاطفي والنفسي.

قد يعجبك أيضا :-