ديلى ميل: نظام كليمنجارو الغذائي يعزز المناعة ويطيل العمر

ديلى ميل: نظام كليمنجارو الغذائي يعزز المناعة ويطيل العمر

قالت صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، إنه تمت الإشادة بالنظام الغذائي المتوسطي منذ فترة طويلة باعتباره الطريقة الأكثر صحية لتناول الطعام، مضيفة أن هناك نظامًا غذائيًا جديدًا تم اكتشافه مؤخرًا، وهو النظام الغذائي التنزاني في كليمنجارو، الذي سمي على اسم بركان جبل كليمنجارو، ويعتمد على أطعمة مثل البامية والموز والفاصوليا، والمشروبات مثل المبيجي، المصنوع من الموز المخمر ودخن الحبوب.

وأوضحت الصحيفة أن النظام الغذائي المتوسطي يركز على الأسماك الخالية من الدهون والخضراوات الورقية الخضراء والدهون الصحية مثل الأفوكادو وزيت الزيتون، ويعود تاريخ هذا النظام الغذائي إلى اليونان القديمة وروما، والتي يطلق عليها الآن اسم المناطق الزرقاء.

المناطق الزرقاء هي أماكن تشتهر بزيادة متوسط العمر المتوقع مع انخفاض معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة وعدد كبير من الأشخاص الذين يعيشون حتى سن التسعين وما فوق.

وأضافت الصحيفة أنه رغم أن المتوسطي قد حصل على لقب أكثر الأطعمة صحية عامًا بعد عام، إلا أن المطبخ في إحدى دول أفريقيا قد يأخذ مكانه قريبًا، حيث توصل باحثون هولنديون في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن الناس في تنزانيا، التي تقع على الحافة الجنوبية الشرقية لأفريقيا على الحدود مع كينيا، يتمتعون بصحة أفضل بكثير من سكان الدول الغربية بسبب التركيز على الأطعمة التقليدية غير المصنعة.

يركز النظام الغذائي التنزاني في كليمنجارو، الذي سمي على اسم بركان جبل كليمنجارو، على أطعمة مثل البامية والموز والفاصوليا، والمشروبات مثل المبيجي، المصنوع من الموز المخمر ودخن الحبوب.

وأكد الباحثون أن الرجال الذين اتبعوا حمية كليمنجارو لديهم مستويات أقل بكثير من الالتهابات وأنظمة مناعية أقوى.

ويعتقد الخبراء الذين أجروا الدراسة أن النظام الغذائي الخالي من الأطعمة المصنعة هو الذي يحافظ على الالتهاب تحت السيطرة، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وربما يطيل العمر.

وقال الدكتور كويريجن دي ماست، المؤلف الرئيسي للدراسة وأخصائي الأمراض المعدية في المركز الطبي لجامعة رادبود في هولندا: “تسلط دراستنا الضوء على فوائد هذه المنتجات الغذائية التقليدية للالتهابات والعمليات الأيضية في الجسم”.

وفي الوقت نفسه، نُظهر مدى الضرر الذي يمكن أن يسببه النظام الغذائي الغربي غير الصحي.

وأضاف الباحثون بتجنيد 77 رجلاً تنزانيًا يتمتعون بصحة جيدة ويبلغ متوسط أعمارهم 25 عامًا، ومن بين هؤلاء، طُلب من 23 رجلاً يتبعون عادةً نظام كليمنجارو الغذائي التحول إلى نظام غذائي غربي نموذجي لمدة أسبوعين، والذي يتضمن أطعمة مثل النقانق المصنعة والخبز الأبيض والبطاطس المقلية. في غضون ذلك، اتبع 22 شخصًا ممن اعتادوا تناول وجبات غربية نظام كليمنجارو الغذائي لمدة أسبوعين، وشمل ذلك تناول الذرة والبامية والموز والفاصوليا الحمراء والأفوكادو.

وطلب من 22 آخرين ممن يتبعون النظام الغذائي الغربي أن يشربوا حصة واحدة من المبيجا كل يوم لمدة أسبوع، وتم استخدام 5 رجال حافظوا على نظامهم الغذائي الطبيعي كضوابط.

وجد الباحثون أن الأشخاص الذين تحولوا من نظام كليمنجارو الغذائي إلى النظام الغذائي الغربي كانت لديهم مستويات أعلى من البروتينات الالتهابية في دمائهم، كما كانت خلاياهم المناعية أقل فعالية في درء مسببات الأمراض.

وقال المؤلفون إن النظام الغذائي الغربي أظهر “التهابًا جهازيًا واضطرابًا في التمثيل الغذائي”، ولكن أولئك الذين تحولوا إلى نظام كليمنجارو الغذائي لاحظوا التأثير المعاكس، حيث ظلت التغيرات في مستويات الالتهاب قابلة للاكتشاف من خلال عينات الدم لمدة 4 أسابيع بعد انتهاء الدراسة، مما يشير إلى أن النظام الغذائي التنزاني كان له فوائد طويلة الأمد.

وقال الدكتور دي ماست: “إن الالتهاب هو السبب وراء العديد من الأمراض المزمنة، وهو ما يجعل هذه الدراسة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للدول الغربية أيضًا”.

مع ذلك، بينما يبدو أن لهذا النظام الغذائي تأثيرات مشابهة للنظام الغذائي المُستمد من البحر الأبيض المتوسط، إلا أن تنزانيا نفسها لا تُصنف ضمن المناطق الزرقاء، حيث يبلغ متوسط العمر المتوقع فيها 67 عامًا، بينما يبلغ 77 عامًا في الولايات المتحدة. في اليونان وإيطاليا، وهما دولتان تتبعان النظام الغذائي المتوسطي، يبلغ متوسط العمر المتوقع فيهما 82 و84 عامًا على التوالي، وتُعد كل منهما موطنًا لإحدى المناطق الزرقاء الخمس في العالم.

وبحسب أحدث البيانات، بلغ معدل الإصابة بالسرطان في تنزانيا 140 حالة لكل 100 ألف شخص في عام 2022، وهو أقل بكثير من 445 حالة لكل 100 ألف شخص في الولايات المتحدة. تسجل تنزانيا حوالي 44 ألف حالة إصابة بالسرطان سنويًا مقارنة بنحو 2 مليون حالة في الولايات المتحدة، على الرغم من أن تنزانيا لديها عدد سكان أصغر بكثير – حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 66 مليون شخص مقارنة بـ 330 مليون شخص في الولايات المتحدة.

قالت سابنا بيروفيمبا، أخصائية التغذية، إن أولئك الذين يرغبون في اتباع النظام الغذائي التنزاني يجب أن يركزوا على تناول وجبات تحتوي على الخضراوات والفواكه والبقوليات. يتضمن النظام الغذائي أيضًا أطعمة مخمرة مثل مخلل الكرنب، والتي تحتوي على البروبيوتيك الذي ثبت أنه يعزز إنتاج الأجسام المضادة لمكافحة الأمراض والمركبات المضادة للالتهابات.

تظهر هذه الدراسات أهمية العودة إلى الأنظمة الغذائية التقليدية والتركيز على الأطعمة الطبيعية، حيث يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تحسين الصحة العامة وتقليل المخاطر المرتبطة بالأمراض المزمنة. بالنظر إلى الأنماط الغذائية المتغيرة في جميع أنحاء العالم، يصبح من الضروري إعادة التفكير في خياراتنا الغذائية والاستفادة من الفوائد الصحية التي يمكن أن تقدمها الأنظمة الغذائية التقليدية.

قد يعجبك أيضا :-