رئيس لجنة الشؤون الدينية في مجلس الشيوخ يطرح خطة برلمانية لتعزيز الوعي المستنير لدى الشباب

أكد الدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الأوقاف بمجلس الشيوخ، أن الانضباط الفكري يسهم في تحقيق الاستقرار المجتمعي وتماسك المجتمع، وهو يعد مقدمة للتقدم والارتقاء في جميع مجالات الحياة.

جاءت هذه التصريحات خلال كلمته في الجلسة العامة لمجلس الشيوخ اليوم، حيث تم مناقشة طلبات مناقشة عامة حول “سياسات الدولة في تجديد الخطاب الديني وتعزيز التعاون المؤسسي لنشر الفكر الوسطي وبناء وعي ديني مستنير لدى النشء والشباب”.

وفي هذا السياق، اقترح رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ أن تقوم وزارة الأوقاف بإعداد برنامج علمي يهدف إلى بناء وعي ديني مستنير لدى النشء والشباب، يتناول كافة جوانب العقيدة مثل الإلهيات والنبوّات والسمعيات بما يتوافق مع ما هو معتمد في الأزهر الشريف. كما دعا إلى ضرورة مراعاة أن يكون العرض عصريًا وبلغة تناسب النشء والشباب، بالإضافة إلى استخدام أساليب إلكترونية وغيرها لمعالجة القضايا التي تهم الشباب مثل التطرف الديني واللاديني والإلحاد والشذوذ.

وشدد “عامر” على أهمية معالجة هذه القضايا بأسلوب عقلي مستنير يدرأ الشبهات ويمنع أي نفوذ لها. كما أشار إلى ضرورة توضيح أسباب الزيغ والتطرف الديني واللاديني الناتجة عن سوء الفهم وعدم وضوح الحقائق العقدية، على أن يتم بيانها لكافة الأئمة واختيار عدد منهم لعرضها وشرحها عبر المنصات الإلكترونية وندوات منظمة في الجامعات والمدارس ومراكز الشباب.

وطالب الدكتور يوسف عامر بأن تقوم الوزارة خلال فترة العطلة الصيفية بشرح هذا البرنامج العلمي في عدد معين من المساجد بجميع المحافظات لاستهداف أبناء المجتمع ودفع ما يهددهم من تيارات متطرفة.

في سياق آخر، أكد رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ أنه فيما يتعلق بمناقشة مكافحة التطرف الديني وتعزيز ثقافة التسامح في مصر وسط التطورات المتسارعة عالميًا، يجب تحديد قضايا التطرف ومناقشتها في ندوات تعقد بالمساجد والجامعات والمدارس وغيرها من المؤسسات. كما ينبغي معالجة هذه القضايا بأساليب عرض إلكترونية متنوعة.

وأشار إلى أهمية شعور الناس باهتمام وزارة الأوقاف بقضايا التطرف المتمثلة في الآراء الشاذة التي يخالف بها البعض ثوابت الدين من القرآن الكريم والسنة والإجماع. وأكد أن أحد مداخل التطرف تكمن في إشعار أبناء المجتمع بأن المهتمين بالرد على تلك الآراء هم التيار المتطرف مما يمنحهم مصداقية لدى شريحة كبيرة من الناس.

كما شدد على ضرورة وجود برنامج للوزارة يناقش تلك الآراء ويُفنّدها ويوضح الصحيح فيها لدرء ما تنشره من خلل وسد باب النفوذ أمام المتطرفين.

من جهة أخرى، نوه الدكتور يوسف عامر بأهمية دور الوقف الخيري في دعم المؤسسات العامة وتحقيق التنمية المجتمعية المتكاملة. وأكد على ضرورة تفعيل صندوق الوقف الخيري وتشجيع الناس على الوقف للإنفاق على البحث العلمي خاصةً في مجالي الطب والتكنولوجيا لضمان تنمية مال الوقف واستثماره لزيادة ريعه وبالتالي زيادة عدد المنتفعين منه.

واقترح أيضًا إعداد خطة دعوية لوزارة الأوقاف تعتمد على رصد الأمية الدينية والمعرفية والقضايا وذلك عبر الأنشطة المختلفة للوزارة بجميع المحافظات والاستفادة من الأبحاث الميدانية التي يقوم بها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية والمركز الديمغرافي وغيرهما.

وشدد الدكتور يوسف عامر على أهمية تحديد آلية لقياس أثر الأنشطة الدعوية التي تقوم بها وزارة الأوقاف لضمان استمرار التطوير وتلبية متطلبات المجتمع وحاجاته المتعلقة بالدين والدنيا.

بدوره أشاد النائب طارق عبد العزيز، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب الوفد بمجلس الشيوخ بالعلاقة المتميزة بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف. وأوضح أن هناك اعتقادًا خاطئًا قديمًا بوجود تنافس بين الأزهر والأوقاف إلا أن الوضع الحالي يشير إلى تكامل الجهود لتحقيق رغبة المصريين بتجديد المفاهيم وتجديد الخطاب الديني.

وأكد عبد العزيز أيضًا على ضرورة وجود ضابط للفتوى بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف خاصة بعد تحديد محكمة القضاء الإداري لتسعة مبادئ وآليات تجديد الخطاب الديني مشيرًا إلى الفرق بين تجديد الخطاب وتحديثه.

سنوافيكم بكل جديد حال صدور أي تفاصيل إضافية.