زيادة إنتاج أوبك+ في يونيو تثير تساؤلات حول مستقبل أسعار النفط

قررت منظمة “أوبك+” زيادة إنتاج النفط بمقدار 411 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من يونيو المقبل، وذلك خلال اجتماع افتراضي عُقد أمس لمراجعة ظروف السوق العالمية، وقد جاءت هذه الخطوة بشكل مفاجئ رغم تراجع أسعار النفط العالمية، مما أثار تساؤلات حول دوافع هذا القرار ومستقبل الأسعار في الفترة القادمة.

وفي هذا السياق، أشار جمال القليوبي، أستاذ وخبير البترول والطاقة، إلى أن قرار “أوبك+” بزيادة الإنتاج جاء نتيجة تغيرات غير متوقعة في سوق الطاقة العالمية، وأبرزها التوقف المؤقت لتطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية الذي أعاد بعض الحيوية لحركة التداولات والتعاقدات في الأسواق.

وأوضح القليوبي أن تقديرات منظمة “أوبك” كانت تشير سابقًا إلى أن أسعار النفط ستتجاوز حاجز الـ75 دولارًا للبرميل خلال الربع الرابع من عام 2024 بسبب وجود طلب قوي في السوق.

وأضاف أنه منذ بدء تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية في 9 أبريل الماضي، شهدت أسعار النفط تراجعًا حادًا لتصل إلى نحو 56 دولارًا للبرميل، وهو ما أثار قلقاً داخل المنظمة التي وجدت نفسها أمام مشهد ضبابي يتسم بالجمود في أسواق البورصة وتباطؤ حركة التعاقدات.

وأشار القليوبي إلى أن المنظمة كانت تواجه خيارين؛ الأول هو تصعيد تجاري عبر قرارات انتقامية قد تؤدي إلى تفاقم تباطؤ الطلب العالمي على الطاقة مع توقف بعض الصناعات وتراجع حركة التجارة والنقل، مما قد يخلق فائضاً في المعروض ويدفع الأسعار للانهيار أكثر.

وتابع بأن التوقف المؤقت لتطبيق الرسوم الجمركية أدى إلى استعادة بعض النشاط في البورصات وعادت حركة التعاقدات والبيع والشراء تدريجياً، مما أعطى مؤشرات على تعافي السوق المحتمل.

كما أكد القليوبي أن “أوبك+” اعتمدت على هذا التطور عند اتخاذ قرارها بزيادة الإنتاج بشكل محدود يُعتبر “زيادة محسوسة”، تختلف عن الزيادات الكبيرة التي كانت مقررة سابقًا.

ووفقاً لهذه الرؤية تقرر رفع الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا مع اعتبار هذه الزيادة إجراءً مرناً ومؤقتاً يتماشى مع فترة تجميد الرسوم الجمركية الأمريكية التي تمتد لـ90 يومًا.

وأكد على أنه إذا حدثت أي مستجدات أو تغييرات اقتصادية كبرى تؤثر على مستويات الطلب في السوق العالمي، فإن المنظمة ستقوم بتعديل تصوراتها بناءً على الوضع الجديد.

القرار يدعم استمرار انخفاض الأسعار

من ناحية أخرى، قال مدحت يوسف، خبير البترول ونائب رئيس هيئة البترول سابقًا إن القرار الأخير بزيادة المعروض رغم تراجع الأسعار يعني فتح الباب لمزيد من الانخفاض في أسعار النفط العالمية.

وأعرب يوسف عن دهشته من قرار “أوبك+” بزيادة إنتاج النفط بينما تشهد الأسعار العالمية تراجعاً واضحاً، معتبرًا أن هذه الخطوة تتعارض مع السياسات الاحترازية التقليدية للمنظمة التي تهدف لدعم الأسعار.

وأشار يوسف إلى أن “أوبك+” كانت تلجأ سابقاً لخفض جزئي وغير معلن للإنتاج عند هبوط الأسعار إلى مستوى 70 دولاراً للبرميل لضبط إيقاع السوق وإعادة الأسعار لمستويات تحقق مصالح الدول الأعضاء المرتبطة بخطط التنمية والسيطرة على موجات التضخم العالمية.

وأكد يوسف أن انخفاض أسعار النفط بات شبه مؤكد خلال الفترة المقبلة إذا استمرت السياسة الحالية لـ”أوبك+”.