سفير مصر في أثينا يؤكد أن زيارة الرئيس السيسي لليونان تمثل تحولاً نوعياً في العلاقات السياسية والاقتصادية

سفير مصر في أثينا يؤكد أن زيارة الرئيس السيسي لليونان تمثل تحولاً نوعياً في العلاقات السياسية والاقتصادية

أكد سفير مصر لدى أثينا، السفير عمر عامر، أن زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليونان تمثل بداية مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث سيتم إطلاق مجلس التعاون الأعلى الذي سيساهم في تعزيز مستوى التعاون المشترك ويضيف بعداً جديداً للعلاقات الاستراتيجية بأبعادها المختلفة.

وفي حديثه لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة الزيارة، أشار السفير عامر إلى أن العلاقات المصرية اليونانية تشهد تحولاً نوعياً على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مستندة إلى تاريخ طويل من التعاون بين الشعبين المصري واليوناني، بالإضافة إلى القرب الجغرافي الذي أثر بشكل كبير على مسار العلاقات وجعلها نموذجاً يُحتذى به بين الدول.

كما أوضح أن الروابط التاريخية والقرب الجغرافي بين البلدين تتيح الفرصة لاستشراف المزيد من آفاق التعاون الواعدة في مجالات متعددة عبر آليات تعاون جديدة، وأحدثها “مجلس التعاون رفيع المستوى” الذي تستضيف دورته الأولى اليونان خلال زيارة الرئيس السيسي.

ووصف السفير العلاقات المصرية اليونانية بأنها شراكة استراتيجية شاملة تحمل الكثير من الفرص لتعميق وتطوير مجالات التعاون الثقافي. جدير بالذكر أن رئيس الوزراء اليوناني “كيرياكوس ميتسوتاكيس” اختار مصر لتكون أول دولة يزورها في منطقة الشرق الأوسط بعد إعادة انتخابه في يوليو 2023، مما يعكس حرص اليونان على توسيع آفاق العلاقات الثنائية.

وأشار إلى عدد من الزيارات التي تمت مؤخراً مثل مشاركة رئيس الوزراء اليوناني في قمة القاهرة للسلام أكتوبر 2023 والمشاركة في القمة المصرية الأوروبية المصغرة التي شهدت إطلاق اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي.

كما سلط الضوء على الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية والتي أسهمت في دعم أواصر العلاقات الثنائية، منها توقيع اتفاق تمويل دراسات الجدوى لمشروع الربط الكهربائي GREGY والذي يمثل خطوة إيجابية نحو التنفيذ الفعلي للمشروع. بالإضافة إلى مشروع مشترك بين “هيئة قناة السويس” ومجموعة شركات “V-Group” اليونانية لمكافحة التلوث وتقديم خدمات جمع المخلفات من السفن العابرة للقناة.

وحول آخر تطورات مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان، أكد أنه يعد مشروعاً استراتيجياً للطاقة النظيفة ويعزز أمن الطاقة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر. ومن المقرر أن تصدر مصر الطاقة النظيفة بمقدار 3 ميجا وات إلى اليونان ومن ثم إلى دول أوروبية أخرى مثل البرتغال وإيطاليا عبر كابل بحري يمتد بطول 954 كم.

كما نوه بإدراج المشروع ضمن قائمة المشروعات ذات المنفعة المشتركة للاتحاد الأوروبي مما سيمكن المفوضية الأوروبية من تقديم منح لتغطية نصف تكاليف المشروع المقدرة بأكثر من 4 مليارات يورو. وقد تم توقيع اتفاق مؤخراً بين البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والشركة المنفذة للمشروع لتمويل دراسات الجدوى الخاصة به.

وعن منتدى غاز شرق المتوسط ودوره في تعزيز الشراكة بين مصر واليونان، أكد أنه يمثل منصة إقليمية مهمة للتعاون في مجال الطاقة وأن كلا البلدين كان لهما دور مؤسس فيه منذ عام 2018. وقد ساهم المنتدى بشكل كبير في تعزيز التعاون خاصةً فيما يتعلق بنقل واستيراد الغاز الطبيعي.

وفي سياق متصل، أفاد السفير بأن حجم التبادل التجاري بين مصر واليونان شهد زيادة ملحوظة حيث بلغ 2 مليار يورو لعام 2024 مقارنة بـمليار و925 مليون يورو لعام 2023 مع فائض لصالح مصر بلغ 344 مليون يورو. أما بالنسبة للاستثمارات فقد بلغت الاستثمارات اليونانية في مصر حوالي 256 مليون دولار حتى فبراير 2025 بينما بلغت الاستثمارات المصرية في اليونان نحو 38 مليون يورو.

وشدد على أهمية زيارة وفد رجال الأعمال اليونانيين لمصر يناير الماضي للمشاركة في منتدى رجال الأعمال الثلاثي والتوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون الثلاثي بين غرف التجارة للدول الثلاث. كما ستشهد زيارة الرئيس السيسي توقيع عدد من مذكرات التفاهم الجديدة تشمل مجالات الثقافة والشحن التجاري وتكنولوجيا المعلومات.

وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية، نوه السفير بالتنسيق المستمر بين البلدين وأهمية الدعم الذي تقدمه اليونان لمصر داخل الاتحاد الأوروبي. واعتبرت اليونان أن لمصر دوراً حيوياً لدعم الاستقرار الإقليمي خاصةً فيما يتعلق بملفي ليبيا وغزة حيث تُثمن جهود القاهرة المبذولة لحل الأزمات المتعددة بالمنطقة.

وعلى صعيد الجالية المصرية باليونان، سلط الضوء على دورها كحلقة وصل لتعزيز التواصل الثقافي والفني بين الشعبين. كما أشار إلى مبادرة “إحياء الجذور.. نوستوس” التي تهدف لتعزيز الروابط الثقافية والإنسانية بينهم وتعكس نجاح الدول الثلاثة في توفير مسار قانوني للهجرة الشرعية ونقل العمالة المصرية للعمل بالقطاع الزراعي باليونان.

وحول مستقبل التعاون الثلاثي مع قبرص، أكد السفير أهمية الآلية الثلاثية التي تم طرحها عام 2014 وعقدت أول اجتماعاتها بالقاهرة وهي تعكس خصوصية العلاقة بينهم وتساهم بشكل فعال بالتشاور حول القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. وقد أكدت البيانات الختامية للقمم أهمية المواقف المصرية باعتبارها تعبير عن إرادة إقليمية واسعة تتوافق مع شركاء غربيين وأوروبيين.

واختتم السفير عمر عامر بالإشارة إلى أهمية انعقاد الدورة العاشرة للقمة الثلاثية الأخيرة والتي استضافتها مصر يوم الثامن من يناير الماضي وما عكسه ذلك من اهتمام الدول الثلاث بالتنسيق والتشاور فيما بينها وسط التطورات المتسارعة والتحديات العديدة التي تواجه المنطقة.

سنوافيكم بكل جديد حال صدور أي تفاصيل إضافية.

قد يهمك أيضاً :-
قد يعجبك أيضا :-