ضياء رشوان: العلاقات الآسيوية لمصر أساسية لتطوير الصناعة الوطنية

أكد الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن الصناعة تمثل أحد أهم أولويات الدولة في المرحلة الراهنة، مشيرًا إلى أن ما تحقق من إنجازات في مشروعات البنية التحتية والمجالات الاجتماعية والخدمية يمهّد لانطلاقة إنتاجية شاملة تقودها الصناعات الوطنية، باعتبارها الأداة الأهم للعبور نحو مستقبل اقتصادي أفضل.

وأوضح رشوان أن الصناعة تُعد القطاع الأكثر قدرة على خلق فرص عمل دائمة ومنتجة تحقق قيمة مضافة للفرد والمجتمع، كما أنها تسهم في تحقيق التنمية المتوازنة بالمحافظات، نظرًا لاعتمادها على عناصر متوفرة في جميع أنحاء الجمهورية، من أيدٍ عاملة، ومصادر طاقة، ووسائل نقل.

وأضاف أن التصنيع هو الوسيلة الأبرز لتوفير العملات الأجنبية، وتقليص عجز الميزان التجاري، من خلال إحلال المنتج المحلي محل الواردات، وتعزيز صادرات السلع الصناعية التي لا تزال تمثل نسبة محدودة من إجمالي الصادرات المصرية.

وأكد رشوان أن الاعتماد على الذات في توفير السلع المنتجة محليًا بات ضرورة استراتيجية لتعزيز مكانة الدولة ومناعتها الاقتصادية، خصوصًا في ظل ما شهده العالم من اضطرابات في سلاسل الإمداد خلال السنوات الأربع الأخيرة.

وشدد على أن التوجه نحو التصنيع يتطلب تفعيل الشراكات الدولية، والاستفادة من شبكة العلاقات الخارجية، خاصة في مجالات نقل التكنولوجيا وتأمين المواد الخام والأسواق التصديرية، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي أصبح بمثابة “مصنع عالمي” تتشارك فيه الدول في إنتاج مكونات السلعة الواحدة.

وأشار رشوان إلى أهمية العلاقات المصرية الآسيوية في هذا السياق، مؤكدًا أن القارة الآسيوية تُعد الأقرب للتعاون المشترك مع مصر في المجال الصناعي، بفضل تجاربها الناجحة في التصنيع القائم على كثافة الأيدي العاملة، واهتمامها بالصناعات الصغيرة والمتوسطة، وهي خصائص تتماشى مع احتياجات مصر.

ولفت إلى أن الاستثمارات الآسيوية في قطاع الصناعة بمصر تُعد من بين الأنشط، سواء لتلبية احتياجات السوق المحلي أو لأغراض التصدير، خاصة إلى أفريقيا والشرق الأوسط. كما أن التكنولوجيا المستخدمة في العديد من الدول الآسيوية تناسب الظروف المصرية، وتُعد أيسر في الحصول عليها.

جاءت تصريحات رشوان خلال افتتاحية العدد الخامس عشر من دورية “آفاق آسيوية”، التي تصدرها الهيئة العامة للاستعلامات، والتي تهدف إلى إتاحة المجال للباحثين من مختلف دول العالم لنشر دراسات وبحوث في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الخاصة بالقارة الآسيوية.

وفي إطار تعزيز هذه الجهود، دعا رشوان إلى ضرورة زيادة الدعم الحكومي للصناعات الوطنية، من خلال توفير التسهيلات اللازمة للمستثمرين وتبسيط الإجراءات الإدارية، مما يسهم في جذب المزيد من الاستثمارات. كما أكد على أهمية التوعية بأهمية المنتجات المحلية ودعمها من قبل المجتمع، مما يعزز من قدرة الاقتصاد الوطني على التنافسية والازدهار.

وأضاف أن تعزيز الثقافة الصناعية بين الشباب يعتبر خطوة أساسية نحو تحقيق التنمية المستدامة، حيث يمكن للبرامج التعليمية والتدريبية أن تلعب دورًا محوريًا في تأهيل الكوادر البشرية اللازمة لدعم هذه الصناعة والارتقاء بها إلى مستويات أعلى.