طهران: الصواريخ هي محور الخلاف مع واشنطن وليس الملف النووي

قال مسؤول إيراني مطلع على المحادثات النووية مع التي تستأنف غداً السبت (26 نيسان/أبريل 2025) إن إيران ترى أن برنامجها الصاروخي هو العقبة الأكبر في المناقشات وليس تخصيب اليورانيوم.
واتفق الجانبان الإيراني والأمريكي خلال محادثاتهما في روما قبل أيام على البدء في وضع إطار لحل الخلاف القائم منذ فترة طويلة بشأن برنامج طهران النووي، مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف إيران ما لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وأضاف المسؤول أن المفاوضين الإيرانيين غادروا روما وهم على قناعة بأن الولايات المتحدة قبلت موقف طهران بأنها لن تنهي برنامجها لتخصيب اليورانيوم بالكامل أو تتنازل عن كل اليورانيوم الذي خصبته بالفعل، لكنه أشار إلى أن برنامجها الصاروخي لا يزال يشكل نقطة خلاف رئيسية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو هذا الأسبوع إن إيران سيتعين عليها وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل بموجب الاتفاق واستيراد أي يورانيوم مخصب تحتاجه لتشغيل محطة بوشهر، وهي المحطة النووية الوحيدة العاملة لديها.
ووصف المسؤول الإيراني هذا التعليق بأنه “موقف إعلامي جديد”، ولكنه لن يسهم في إحراز تقدم في المفاوضات. وذكر المسؤول أن “نقطة الخلاف الوحيدة المتبقية في المناقشات العامة والتفاهمات المتبادلة هي مسألة الصواريخ”.
وأكد المسؤول موقف إيران الثابت بأنها لن تقدم أي تنازلات أخرى بخصوص برنامجها الصاروخي تتجاوز تلك المتفق عليها في اتفاق سابق أبرم في عام 2015، قائلا إن القدرات الدفاعية الإيرانية “غير قابلة للتفاوض”.
وأحجمت وزارة الخارجية الأمريكية عن التعليق. ولم يرد البيت الأبيض حتى الآن على طلبات للتعليق.
وتخشى دول غربية من أن يؤدي برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم إلى إنتاج مواد تمكنها من تصنيع رأس نووي، وعبرت عن قلقها من أن تكون إيران تسعى إلى تطوير صاروخ باليستي قادر على حمل رأس نووي.
وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص فقط لتوليد الكهرباء وغير ذلك من الاستخدامات المدنية، وإنها تخصب اليورانيوم لاستخدامه وقودا في هذه الأغراض. وتنفي إيران سعيها إلى صنع صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وتقول إن قدراتها الدفاعية غير قابلة للتفاوض في أي محادثات بشأن برنامجها النووي.
“بادرة حسن نية”
ذكرت وسائل إعلام رسمية أن محادثات السبت ستعقد بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عبر مسؤول عُماني سينقل الرسائل بينهما في مسقط.
وستكون هذه هي الجولة الثالثة من المحادثات التي انطلقت في وقت سابق من الشهر الجاري في سلطنة عُمان، ثم انتقلت في جولتها الثانية إلى روما، قبل عودتها لعُمان غداً.
وأبدى وزير الخارجية الإيراني اليوم الجمعة استعداده للقاء، وقال إنه يرى فرصة للتوصل إلى اتفاق.
وخلال ولايته الأولى التي بدأت عام 2017، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني السابق المبرم في عام 2015، والذي فرض قيوداً على برنامج التخصيب الإيراني إلى جانب نظام للمراقبة مقابل تخفيف العقوبات. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران سرعت وتيرة تخصيب اليورانيوم منذ ذلك الحين.
ووضع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يؤيد اتفاق عام 2015، قيوداً على برنامج الصواريخ الإيراني.
وقال المسؤول إن موقف إيران المتمثل في عدم تجاوزها بنود اتفاق عام 2015 ومتطلبات القرار يعني أنها “ستمتنع عن صنع صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية كبادرة حسن نية فقط”.
وقال عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين إن الجهود التي بذلتها دولهم لإثارة موضوع برنامج الصواريخ الإيراني في محادثات متقطعة خلال الأشهر القليلة الماضية قوبلت بالرفض المتكرر من مسؤولين إيرانيين أصروا على أنه غير قابل للتفاوض. وأضاف الدبلوماسيون أن دولاً أوروبية اقترحت على المفاوضين الأمريكيين أن يتضمن الاتفاق الشامل قيوداً تمنع إيران من امتلاك القدرة على وضع رأس نووي على صاروخ باليستي.
خ.س/ف.ي (رويترز)