مجلس الشيوخ يتناول خطة الحكومة لمواجهة التطرف الديني

مجلس الشيوخ يتناول خطة الحكومة لمواجهة التطرف الديني

يناقش مجلس الشيوخ خلال جلسته العامة يوم الأحد، برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، طلب مناقشة موجه لوزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى، مقدم من النائب علاء مصطفى وأكثر من عشرين عضواً، بشأن استيضاح سياسات الحكومة حول تعزيز ثقافة التسامح في مصر في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم.

تتجلى ظاهرة التطرف الديني في مصر بأشكال متعددة، منها التطرف الفكري الذي يقوم على تبني أفكار متعصبة تكفر المخالف وتبرر العنف باسم الدين. كما يظهر التطرف السلوكي في صورة أعمال عنيفة أو تحريض على الكراهية، بينما يتمثل التطرف المؤسسي في وجود جماعات أو كيانات تنشر أفكارًا متطرفة وتشجع على العنف.

وفي هذا السياق، أشار النائب إلى أن جذور التطرف الديني في مصر تنبع من عدة عوامل متداخلة، منها الجهل الديني الذي يجعل البعض عرضة للتأثر بالأفكار المتشددة. كما أن الفقر والبطالة توفر بيئة خصبة لنمو الأفكار المتطرفة، خاصة بين الشباب. ويلعب الخطاب الديني المتطرف الذي يسيء فهم النصوص الدينية ويشجع على الكراهية والعنف دوراً بارزاً في تغذية هذه الظاهرة. ولا يمكن تجاهل التأثيرات الخارجية لجماعات وتنظيمات متطرفة تسعى لنشر أفكارها عبر مختلف الدول.

لمواجهة التطرف وتعزيز التسامح، تُبذل جهود كبيرة على عدة مستويات حكومية تتضمن تنظيم حملات توعوية للتصدي للخطاب المتطرف ونشر الوعي الديني الصحيح. بالإضافة إلى ذلك، يتم تطوير المناهج الدراسية لتعزيز قيم التسامح والاحترام للآخرين، فضلًا عن محاربة المحتوى المتطرف على الإنترنت.

من ناحية أخرى، يتطلب العمل الميداني تكثيف الجهود لمواجهة الفكر المتطرف بشكل مباشر. ويتم ذلك من خلال تحصين النشء والشباب عبر مساجد الأوقاف بالتعاون مع العلماء والأئمة المتميزين والواعظات المتميزات.

جدير بالذكر أن دار الإفتاء المصرية تلعب دورًا بارزًا في معالجة قضايا التطرف والإرهاب. وقد دشنت مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة عام 2014 كأداة رصدية وبحثية لخدمة المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى في مجال الفتوى. كما تم تدشين مرصد الإسلاموفوبيا عام 2015 لرصد ظاهرة الخوف من الإسلام ومعالجتها وتقديم التصورات الضرورية لمواجهتها وتصحيح المفاهيم والصور النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين خارج البلاد.

أكد النائب أن مكافحة التطرف لا تقتصر فقط على المؤسسات الرسمية بل تشمل الأسرة والمجتمع أيضًا. فغرس قيم التسامح والاحترام للآخر منذ الصغر ونشر ثقافة الحوار والنقاش البناء يعدان أمرين ضروريين لتحصين أفراد المجتمع ضد الأفكار المتطرفة.

كما أكد أن تحقيق نجاح ملموس في مكافحة التطرف وتعزيز ثقافة التسامح يتطلب اتخاذ خطوات عملية مثل تحسين جودة التعليم الديني ونشر الوعي الديني الصحيح وتعزيز مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب. كذلك يُعتبر تفعيل دور الإعلام عنصرًا مهمًا سواء من خلال نشر ثقافة التسامح أو محاربة خطاب الكراهية والعنف عبر كافة المنصات الإعلامية.

سنوافيكم بكل جديد حال صدور أي تفاصيل إضافية.

قد يهمك أيضاً :-
قد يعجبك أيضا :-