هل أصبحت المواجهة بين “قسد” ودمشق أمرًا لا مفر منه؟

بدأت القوات الحكومية السورية في إقامة عدة نقاط عسكرية على أطراف سد تشرين في ريف حلب الشرقي. وكان الجيش السوري قد أرسل صباح اليوم الاثنين (28 نيسان/أبريل 2025) تعزيزات عسكرية من مدينة باتجاه سد تشرين الذي يبعد عن المدينة حوالي 120 كيلو متراً.
وقالت مصادر محلية في مدينة منبج شرقي حلب، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): “وصلت تعزيزات عسكرية وباشرت بإقامة نقاط عسكرية على أطراف السد من الجهة الغربية ولم تقع أي اشتباكات أو تبادل قصف حتى الآن، وربما يتم تسليم السد بشكل كامل للإدارة السورية.”
وأعتبر مراقبون سوريون دفع وزارة الدفاع السورية قوات إلى سد تشرين ربما تكون خطوة تصعيدية بعد إخلال قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بالاتفاق الذي وقع في شهر مارس/آذار الماضي، وأن إرسال قوات إلى السد مؤشر على بدء معركة تم تأجليها للسيطرة على السد، وهو ما يشير إلى أن الاتفاق الموقع تم إيقافه بعد بيان اجتماع الأحزاب الكردية في مدينة القامشلي أول أمس السبت.
وشهد محيط سد تشرين الذي يقع حوالي 30 كيلو متر جنوب شرق مدينة منبج اشتباكات عنيفة خلال الأشهر الأربعة الماضية، لكن الاتفاق الذي تم توقيعه بين الحكومة السورية و(قسد) منتصف شهر مارس/آذار الماضي أوقف الاشتباكات ودخلت فرق فنية إلى السد تمهيداً لتسليمه للحكومة السورية ودخول الأمن العام السوري لحماية السد لكن قوات قسد أوقفت الاتفاق وبقيت عناصر من قواتها.
وتوصلت الحكومة المركزية السورية الشهر الماضي إلى اتفاق مع قوات قسد التي تنتشر في مدينة حلب، يشمل وقفا لإطلاق النار ودمج القوة الرئيسية المدعومة من الولايات المتحدة هناك في الجيش السوري. وتم التوقيع على الاتفاق من جانب الرئيس المؤقت أحمد الشرع ومظلوم عبدي، قائد قسد التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة.
وفي السياق الداخلي في سوريا، ذكرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” اليوم الاثنين أن التنظيم قتل خمسة مقاتلين أكراد خلال هجوم في محافظة دير الزور بشرق سوريا. وأكد فرهاد شامي المتحدث باسم التنظيم لرويترز مقتل خمسة أفراد في الهجوم الذي وصفه بأنه أحد أعنف الهجمات ضد القوات منذ فترة.
وسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على مدينة دير الزور في 2014 لكن الجيش السوري استعادها عام 2017. وفرض التنظيم حكمه الإسلامي المتشدد على الملايين في سوريا والعراق لسنوات. وأعلن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية إقامة “دولة خلافة” على ربع مساحة سوريا والعراق عام 2014 قبل أن يُقتل في غارة نفذتها قوات خاصة أمريكية في شمال غرب سوريا عام 2019 مع انهيار التنظيم. ويحاول التنظيم في الآونة الأخيرة استعادة نشاطه في الشرق الأوسط والغرب وآسيا.
توقيف قائد جيش الإسلام المنضوي في وزارة الدفاع السورية في دبي
أعلن “جيش الإسلام”، أحد الفصائل المسلحة المنضوية في السلطة السورية الانتقالية، توقيف قائده عصام بويضاني قبل أيام في مطار دبي، من دون أن تتضّح أسباب التوقيف، بينما اعتصم عشرات من أنصاره الإثنين في دمشق مطالبين بإطلاق سراحه.
ويتزعم بويضاني منذ العام 2015 “جيش الإسلام”، وهو فصيل إسلامي بارز قاتل ضد حكم بشار الأسد، وكان معقله الأبرز في الغوطة الشرقية قرب دمشق حتى العام 2018، قبل أن ينتقل الى محافظة إدلب (شمال غرب) بعد سيطرة القوات السورية آنذاك على الغوطة. وإثر إطاحة الأسد، كان جيش الإسلام في عداد الفصائل التي انضوت ضمن وزارة الدفاع، بعد إعلان حلّ كافة الفصائل المسلحة.
وأكّد مصدران مقرّبان من بويضاني لوكالة فرانس برس الإثنين “توقيفه الخميس من جانب سلطات مطار دبي قبل مغادرته دولة الإمارات التي دخلها مستخدماً جواز سفر تركي”. وقال أحد المصدرين “حتى الآن، لا نعلم سبب التوقيف، ولم نتلقّ ردّاً واضحاً”، مضيفاً “أبلغتنا الحكومة السورية أنها تواصلت مع دولة الإمارات، لكنها لم تتلق جواباً بعد.”
وأوضح أن بويضاني كان “في زيارة شخصية للإمارات، تلبية لدعوة من أحد أصدقائه السوريين المقيمين فيها”، مرجّحاً ألا تكون زيارته منسّقة مع الحكومة السورية.
ولم تتمكّن فرانس برس من الحصول على تأكيد من الإمارات التي كانت أول دولة خليجية استأنفت علاقاتها في السنوات الأخيرة مع الرئيس المخلوع بشار الأسد، وزارها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع الشهر الحالي.
وبناء على سياستها القائمة على عدم التسامح مع الإسلام السياسي، تراقب الإمارات بريبة القيادة الجديدة في دمشق، وتتخوّف من نفوذ تركيا، الحليف الأبرز للسلطات السورية الجديدة، بحسب محللين.
خ.س/ ص.ش (د ب أ، رويترز، أ ف ب)