Sفير روسيا في مصر: تدشين وكالة الفضاء الأفريقية يعتبر إنجازاً تاريخياً

أعرب جورجي بوريسنكو، سفير روسيا في مصر، عن خالص تهانيه للقائمين على تنظيم حفل الافتتاح والمشاركين فيه، واصفًا هذه الخطوة بأنها “إنجاز تاريخي”.

وقال السفير بوريسنكو في كلمة له بمناسبة افتتاح وكالة الفضاء الأفريقية، إن أفريقيا تشهد تزايدًا سريعًا في استكشاف الفضاء، وتتقدم “بنجاح نحو تنفيذ برنامج الفضاء الأفريقي الشامل الذي من شأنه أن يُلبي الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية للقارة”.

وأكد السفير بوريسنكو، أن روسيا، بصفتها رائدة في استكشاف الفضاء، تواصل بفخر تقاليدها الوطنية في مجال الملاحة الفضائية، من خلال بناء موانئ فضائية جديدة وصواريخ وأقمار صناعية، وتوسيع نطاق التعاون ذي المنفعة المتبادلة مع جميع الشركاء ذوي التوجهات البنّاءة. وشدد على أن بلاده ترى في انضمام أفريقيا إلى جهود استكشاف الفضاء مصلحة بالغة، معربًا عن استعدادها لتقديم “دعم شامل” للدول الأفريقية.

وتطرق السفير الروسي إلى البيان المشترك الصادر عن المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة الروسية الأفريقية في نوفمبر الماضي، والذي أكد على “ضرورة الحفاظ على الفضاء كبيئة سلمية خالصة، متاحة للاستكشاف على قدم المساواة وبدون تمييز من قبل جميع الدول المهتمة، بغض النظر عن مستوى تنميتها الاقتصادية”.

وفي سياق التعاون المستقبلي، لفت السفير بوريسنكو إلى أن “تدريب الكوادر يُمكن أن يكون مثالًا جيدًا على المجالات الواعدة التي يمكن أن تتعاون فيها روسيا وأفريقيا”، مشيرًا إلى الدور الهام للجيل الشاب في استكشاف آفاق جديدة.

وأوضح أن “الجامعات الروسية الرائدة، بما فيها تلك التابعة لـ”كوكبة روسكوزموس”، يمكن أن تُتيح للطلاب الأفارقة فرصة تلقي التعليم في المجالات التي تشتد الحاجة إليها في صناعة الفضاء العالمية”.

كما أشار إلى التعاون القائم بين روسيا والدول الأفريقية في إطار لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية، مؤكدًا على التزام الجانبين بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي.

وفي ختام كلمته، أعرب السفير الروسي عن “إيمانه الراسخ” بأن لروسيا وأفريقيا “مستقبلاً مشتركًا” في مجال الفضاء، داعيًا إلى العمل المشترك لضمان أن يكون هذا المستقبل “مشرقًا قدر الإمكان”، معتبرًا أن إطلاق وكالة الفضاء الأفريقية “خير دليل على أننا نسير معًا على الطريق الصحيح”.

إن التعاون بين روسيا وأفريقيا في مجال الفضاء يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز القدرات العلمية والتكنولوجية في القارة. كما أن هذا التعاون يفتح آفاقًا جديدة للتنمية المستدامة، حيث يمكن استخدام التقنيات الفضائية في مجالات مثل الزراعة، والرصد البيئي، وإدارة الكوارث، مما يسهم في تحسين جودة الحياة للشعوب الأفريقية.

علاوة على ذلك، فإن تعزيز الشراكات في مجال البحث والتطوير بين الجامعات والمؤسسات العلمية في روسيا والدول الأفريقية يمكن أن يؤدي إلى ابتكارات جديدة تعود بالنفع على الجميع، مما يعكس التزام الجانبين بتحقيق مستقبل أفضل.