
ثمن وزير خارجية بلغاريا جورج جورجييف دور مصر الذي اكتسبته على مر السنين بفضل نهجها المسؤول والمعتدل وحكمتها في التعامل مع الأزمات الإقليمية وسمعتها الطيبة كركيزة أساسية للاستقرار، مؤكدا أن الحرب الحالية في غزة ليست استثناءً.
وأعرب جورجييف – في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة، قبيل مغادرته القاهرة – عن تقدير بلاده بشدة لدور مصر المحوري في تعزيز الاستقرار الإقليمي، مشيدا بجهودها الدؤوبة لتحقيق السلام، فضلا عن الجهود المستمرة التي تبذلها الدبلوماسية المصرية في تهدئة التوترات ومنع امتدادها الإقليمي وتأمين وقف إطلاق النار بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
كما أعرب عن امتنانه للدور المحوري الذي لعبته مصر في إطلاق سراح الرهائن، من بينهم رهائن بلغاريون كانوا محتجزين سابقًا في غزة واليمن، مقدما الشكر للدعم الذي قدمته المؤسسات والسلطات المصرية في هذا الصدد والذي لا يُقدر بثمن.
وأكد جورجييف أن مصر حافظت في السنوات الأخيرة على دورها وعززته كشريك استراتيجي حيوي ليس فقط لبلغاريا بل للاتحاد الأوروبي ككل؛ وكان قرارنا المشترك برفع مستوى علاقاتنا الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في مارس 2024 خير دليل على ذلك، مشيرا إلى أنه تم فتح فصل جديد في الحوار السياسي بانعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون في فبراير 2024.
وأوضح أن اللجنة المشتركة للتعاون مثلت انطلاقًا ناجحًا لآلية تعاون ثنائية جديدة برئاسة وزيري الخارجية، حيث حدد الوزراء المشاركون وكبار المسؤولين خارطة طريق لتعاون مثمر في مجالات رئيسية مثل الدفاع والنقل والترابط والاقتصاد والصناعة والابتكار، لافتا إلى الجولة الأخيرة من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية التي عقدت في أبريل الماضي.
وأعرب عن تطلع بلاده باهتمام إلى انعقاد الدورات المقبلة للجنة التنسيقية المشتركة في صوفيا واللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي في القاهرة هذا العام؛ مثمنا التواصل المنتظم والعلاقات الإيجابية بين الرئيسين المصري والبلغاري، موضحا أن عقد هذه الدورات سيضع أساسًا متينًا للزيارة المرتقبة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى صوفيا.
وذكر أنه تحدث مرتين إلى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية منذ توليه منصبه؛ مبينا أن زيارته الحالية لمصر دليل إيجابي آخر على الأهمية التي يوليها كلا البلدين للحفاظ على الحوار السياسي الوثيق والبنّاء.
وعن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي قال جورجييف إن بلغاريا بصفتها دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي تُساهم بنشاط في صياغة وتنفيذ السياسة الخارجية المشتركة للاتحاد الأوروبي بما فيها أدواته ووسائله المختلفة لدعم الشركاء حول العالم، مؤكدا الاهتمام بالارتقاء بتعاوننا الثنائي مع القاهرة ليعكس العمق الاستراتيجي للعلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي.
وأفاد بأن مجالات التعاون الرئيسية مع مصر تشمل الطاقة والتجارة والصناعة والاستثمار والنقل والترابط ومكافحة الإرهاب والأمن ومكافحة الهجرة غير الشرعية وتنقل العمالة والأمن الغذائي والبحث والتطوير وغيرها، موضحا أن مصر تعتبر شريكا موثوقا وأساسيًا ونشيد بدورها المحوري في الشؤون الإقليمية وتُوفر هذه العلاقة المُطوَّرة إطارا استراتيجيا يُمثِّل مرجعًا لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فضلا عن ذلك تُقدِّم رؤيةً وتوجها مشتركا لبناء علاقات ثنائية أوثق وأكثر ديناميكية.
وعن الدعم الأوروبي لمصر أشار جورجييف إلى أن مبلغ 4 مليارات يورو يعد جزءًا من حزمة أوسع نطاقًا ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تصل قيمتها إلى 7.4 مليار يورو ويشمل ذلك عملية مساعدة مالية كلية قصيرة الأجل بقيمة مليار يورو تم صرفها بالفعل ومساعدة مالية كلية طويلة الأجل بقيمة 4 مليارات يورو.
وأكد أن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز استقرار الاقتصاد الكلي مع دعم أجندة إصلاح محلية بالتنسيق مع برنامج صندوق النقد الدولي الجاري؛ ومن المتوقع أن يتم صرف مبلغ الأربعة مليارات يورو من القروض الميسرة على ثلاث دفعات كل دفعة منها مشروطة بتحقيق تقدم مُرضٍ في تنفيذ الإصلاحات التي يدعمها صندوق النقد الدولي معربا عن ثقته التامة بنتيجة العملية المشتركة بين المؤسسات وتطلعه إلي صرف شرائح المساعدة المالية بنجاح.
وعن التجارة مع مصر أكد جورجييف حرص بلاده على استكشاف فرص جديدة وتوسيع شراكاتنا القائمة حيث بلغت التجارة الثنائية مستوى قياسي العام الماضي حيث بلغت 81ر1 مليار دولار بزيادة قدرها حوالي 41% مقارنة بالعام السابق من بينها صادرات مصرية لصوفيا بقيمة 378 مليون دولار.
وأعرب عن تفاؤله إزاء الوجود المتزايد لشركات تكنولوجيا المعلومات وخدمات التعهيد البلغارية في مصر بالإضافة إلى الاهتمام المتزايد بالاستثمار والإنتاج في قطاعات مثل تصنيع الأغذية والزراعة والمنسوجات مشيرا إلي أن بلغاريا نجحت في ترسيخ مكانتها كرابع أكبر مُصدّر للقمح عالي الجودة إلى مصر حيث زادت صادراتها بنسبة تقارب 60% مقارنة بعام 2023 – من 285 ألف طن إلي ما يقرب من 452 ألف طن بقيمة تزيد عن 110 مليون دولار.
كما تشارك بلغاريا بنشاط في مبادرة “مسارات التضامن” لتسهيل صادرات الحبوب عبر طرق بديلة وذلك بالتعاون مع رومانيا وتركيا ضمن الجهود الرامية إلى إزالة الألغام وتأمين ممرات البحر الأسود وضمان وصول الإمدادات الغذائية الحيوية إلى أفريقيا بما فيها مصر بأسعار عادلة.
وعن المساعدات لقطاع غزة قال إن بلاده قدّمت 200 ألف يورو في أبريل 2024 لدعم الشعب الفلسطيني هناك وذلك من خلال جمعية الهلال الأحمر المصري والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية مضيفا أننا أعلنا خلال مشاركتنا بمؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية تقديم مساعدات إضافية بما يشمل مساهمات طوعية لمنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الإنسانية العاملة هناك عام 2025.
وأكد أن بلاده تدعم الخطة العربية لإعادة إعمار غزة وتأمل بصدق أن تُنفّذ بنجاح وتؤكد التزامها الكامل بدعم جميع الجهود الدولية الرامية لتحقيق سلام وأمن واستقرار دائمين فى المنطقة.
- وزير الخارجية والهجرة يلتقي سكرتير عام الأمم المتحدة السابق
- وزير الخارجية يتواصل هاتفياً مع نظيره الهولندي لبحث الأوضاع في غزة
- ماكرون يثني على المساعي المصرية والقطرية والأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة
- مصر تعبر عن إدانتها لقرار الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية
- الخارجية تؤكد عدم المساس بدير سانت كاترين والمواقع الأثرية المرتبطة به