إنفيديا تنتقل من عرش الألعاب إلى ريادة ثورة الذكاء الاصطناعي

إنفيديا تنتقل من عرش الألعاب إلى ريادة ثورة الذكاء الاصطناعي

لطالما ارتبط اسم – NVIDIA ارتباطًا وثيقًا ، حيث كانت بطاقاتها الرسومية من سلسلة GeForce مرادفًا للأداء والجودة للاعبين حول العالم.

ولكن المشهد الأخير خلال السنوات الأخيرة الماضية، أخذ في التغير بشكل هادئ، حيث شهدت الشركة الأمريكية تحولًا استراتيجيًا عميقًا، ليصبح تركيزها الأساسي منصباً على الذكاء الاصطناعي (AI) ومراكز البيانات، وهو ما تتجلى آثاره بوضوح في أحدث بياناتها المالية، رغم أن ذلك لا يعكس كونها ما تزال لاعبا رئيسا في قطاع الألعاب.

أرقام قياسية تعكس التحول

إيرادات الربع الأول من السنة المالية 2026 (Q1 FY26) لشركة إنفيديا.

تُظهر ، وعبر “” والمنتهية في أبريل 2025، أن إنفيديا تسجل عائدات قياسية بلغت 44.1 مليار دولار أمريكي، بنمو مذهل قدره 12% مقارنة بالربع السابق، و69% على أساس سنوي، وهذه الأرقام ليست مجرد نمو، بل هي شهادة على قوة إنفيديا ومركزها المهيمن في سوق تكنولوجيا شديد التنافسية.

تُترجم هذه العائدات إلى أرباح إجمالية بلغت حوالي 26.7 مليار دولار أمريكي، بهامش ربح إجمالي 61%، وتعكس هذه الأرقام الكفاءة العالية للشركة وقدرتها على تحقيق قيمة مضافة ضخمة، أما صافي الربح فقد وصل إلى 18.9 مليار دولار أمريكي، بهامش ربح 43%، وهذه الهوامش العالية تدل على القوة التسعيرية لمنتجات إنفيديا والطلب الهائل عليها.

مراكز البيانات هي المحرك الأكبر للنمو

رئيس شركة إنفديا Jensen Huang المصدر REUTERS.

المحرك الرئيسي لهذا النمو الصاروخي هو قطاع مراكز البيانات Data Center، فوفقًا للبيانات، حقق هذا الفرع عائدات بلغت 39.1 مليار دولار أمريكي، مسجلًا نموًا بنسبة 10% ربع سنوي، وهذا الرقم يطغى بشكل هائل على جميع الفروع الأخرى, مؤكداً بما لا يدع مجالاً للشك أن إنفيديا أصبحت شركة ذكاء اصطناعي بالدرجة الأولى.

لقد تجاوزت عائدات مراكز البيانات عائدات قطاع الألعاب بمرات عديدة, مما يؤكد التحول الرسمي الذي بدأ منذ ما يقرب من سنتين, إن وحدات معالجة الرسوميات التي تنتجها شركة Nvidia هي العمود الفقري لتطبيقات التعلم الآلي, وهذا يجعلها المورد المفضل للشركات التي تبني وتدير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

قطاع الألعاب والقطاعات الأخرى

على الرغم من أن قطاع الألعاب لم يعد المحرك الأساسي لإيرادات إنفيديا, إلا أنه لا يزال يمثل جزءًا مهمًا من أعمالها, حيث حقق 3.8 مليار دولار أمريكي في الربع الأول من السنة المالية 2026, بنمو 48% ربع سنوي, وهذا النمو يشير إلى أن Nvidia لا تزال تستثمر وتوفر أحدث التقنيات للاعبين, مع الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة الألعاب نفسها مثل تقنية DLSS.

بالإضافة إلى ذلك, تساهم قطاعات أخرى مثل التصميم الاحترافي Professional Visualization والسيارات والتصنيع الأصلي (OEM & Other) بأجزاء صغيرة من العائدات, مما يدل على تنوع تطبيقات تقنيات إنفيديا في مختلف الصناعات.

تحديات قيود التصدير والقدرة على التكيف

من اللافت للنظر أن إنفيديا تستطيع تحقيق هذا الاستقرار والنمو القوي في عائداتها بالرغم من القيود المفروضة على تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي المتطورة إلى أسواق رئيسية مثل الصين, هذا يؤكد على قوة الطلب العالمي من أسواق أخرى بالإضافة إلى قدرة إنفيديا على التكيف مع التحديات الجيوسياسية مما يعكس مرونة استراتيجيتها وعمق قاعدة عملائها.

إن Nvidia لم تعد مجرد شركة لبطاقات الرسوميات المخصصة للألعاب, بل أصبحت قائدًا عالميًا في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. البيانات المالية الحالية لا تؤكد هذا التحول فحسب بل تُظهر أيضًا أن الشركة في وضع مالي استثنائي مدفوعة بالطلب الهائل على حلولها لمراكز البيانات والذكاء الاصطناعي, وهذا النجاح يعزز مكانة الشركة كواحدة من أهم الشركات في العالم والتي من المتوقع أن تستمر أسهمها في الارتفاع مدفوعة بالثورة المستمرة للذكاء الاصطناعي.

قد يهمك أيضاً :-