الانفجارات الشمسية تثير النقاش.. ما حقيقتها وتأثيراتها على كوكبنا؟

أثارت تداعيات الانفجارات الشمسية المنتظر وصولها للأرض غدًا الجمعة حالة من الجدل حول تأثيراتها على درجات الحرارة حيث يعتقد البعض أن هذه الانفجارات ستؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرات سلبية على الإلكترونيات بينما يرى آخرون أن هذه المعلومات غير دقيقة.

أكد الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة في منشور له عبر صفحته الشخصية “فيسبوك” أن حجم الضرر الناتج عن الانفجارات الشمسية يزداد إذا كانت الأرض في مسار الإشعاعات الشمسية مباشرة، وقد حدث ذلك بشكل كبير عام 1859 حيث كانت تلك العاصفة الجيومغناطيسية الأشد في التاريخ المسجل وبلغت ذروتها في 1-2 سبتمبر 1859 مما أدى إلى ظهور عروض ضوئية قطبية قوية وحدوث حرائق.

نوه شراقي بأن الحماية الشخصية من التوهج الشمسي تتطلب اتباع بعض النصائح الصحية خاصة لكبار السن خلال ارتفاع درجات الحرارة مثل تقليل النشاط البدني والراحة وتجنب الإجهاد في أيام العواصف الجيومغناطيسية بالإضافة إلى الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية.

قال ماجد أبو زاهرة من الجمعية الفلكية بجدة إن الانفجارات الشمسية والانبعاثات الإكليلية المعروفة بتأثيرها على المجال المغناطيسي للأرض تؤدي إلى اضطرابات في الاتصالات والأقمار الصناعية وبعض أنظمة الطاقة الكهربائية، لكن هذه الظواهر لا تسبب زيادة مباشرة أو فورية في درجة حرارة سطح الأرض.

أوضح أبو زاهرة أن درجة حرارة الأرض تتأثر بشكل أساسي بعوامل مناخية محلية وإقليمية مثل أنظمة الضغط الجوي والتيارات الهوائية والرطوبة، مشيرًا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية يعود لهذه العوامل الجوية وليس للانفجارات الشمسية.

لفت أبو زاهرة إلى أن الشمس هي المصدر الرئيسي للحرارة على كوكب الأرض، لكن التغيرات في إشعاعها خلال الانفجارات الشمسية تكون صغيرة جدًا ومؤقتة ولا تؤدي إلى تقلبات حادة في درجات الحرارة الأرضية خلال أيام أو أسابيع.

وأشار أبو زاهرة أيضًا إلى أنه خلال الانفجارات الشمسية تزداد كمية الإشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث من الشمس لفترة قصيرة جدًا تتراوح بين ثوانٍ ودقائق، لكن هذه الزيادة لا تؤثر بشكل ملحوظ على كمية الطاقة التي تصل إلى سطح الأرض ولا تسبب تغيرات كبيرة في درجات الحرارة.

وأوضح أبو زاهرة أن الانفجارات الشمسية تؤثر بشكل رئيسي على الطبقات العليا من الغلاف الجوي مثل الأيونوسفير والستراتوسفير ويمكن أن تسبب تسخينًا مؤقتًا لهذه الطبقات ولكن هذا التأثير لا ينتقل بشكل مباشر إلى سطح الأرض ليغير درجات الحرارة اليومية أو الموسمية.

تابع بأن التغيرات في نشاط الشمس على مدى سنوات أو عقود تؤدي إلى تأثيرات ضئيلة على مناخ الأرض ودرجات الحرارة بشكل عام لكنها لا تسبب ارتفاعات مفاجئة أو حادة كما يُشاع أحيانًا.