الجنرال عبد القادر ايت وعرابي يعود لقيادة الأمن الداخلي في الجزائر وسط تحديات إقليمية متصاعدة

في خطوة مفاجئة حملت دلالات سياسية وأمنية كبيرة، أعلنت الجزائر عن تعيين الجنرال عبد القادر آيت وعرابي، المعروف بـ”الجنرال حسان”، مديرًا عامًا للأمن الداخلي، خلفًا للعميد عبد القادر حداد الذي غادر المنصب بعد أقل من عام على توليه المهمة.

مراسم التنصيب وتوجيهات صارمة

ترأس الفريق أول سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، مراسم تنصيب الجنرال حسان في مقر المديرية العامة للأمن الداخلي بالعاصمة، وخلال كلمته شدد شنقريحة على أهمية الالتزام الصارم بالمهام الأمنية الحساسة، داعيًا كوادر الجهاز إلى أداء واجبهم الوطني بأقصى درجات الاحترافية والمسؤولية.

عودة لافتة بعد سنوات من الغياب

عودة آيت وعرابي إلى المشهد الأمني تأتي بعد سنوات من التهميش على خلفية إدانته عام 2015 في قضية عسكرية مثيرة للجدل، حُكم عليه فيها بالسجن خمس سنوات بتهمة مخالفة التعليمات العسكرية وإتلاف وثائق رسمية،  لكنّه استعاد حريته لاحقًا بعد تبرئته، في قضية اعتُبرت انعكاسًا لصراع قوى داخل المؤسسة العسكرية، خاصة في ظل التوتر الذي كان سائداً بين كبار قادة الأجهزة آنذاك.

خلفية أمنية ثقيلة خلال سنوات الإرهاب

يحمل الجنرال حسان في سجله خبرة ميدانية واسعة، إذ لعب دورًا محوريًا في مواجهة التنظيمات المسلحة خلال فترة التسعينيات، وتحديدًا في محاربة “الجماعة السلفية للدعوة والقتال”، التي شكلت تهديدًا مباشرًا للدولة، ويُعتبر من القادة الأمنيين الذين كان لهم تأثير فعّال في توجيه ضربات قاصمة للإرهاب، إلى جانب مساعده السابق عبد القادر حداد، الذي تولى المنصب بعده، قبل أن يُقال دون تقديم أي توضيحات رسمية.

تحولات إقليمية ودلالات التعيين

تأتي هذه التغييرات في ظل بيئة إقليمية شديدة التعقيد، إذ تواجه الجزائر تحديات على عدة جبهات، من تصاعد التوتر مع مالي عقب حادثة إسقاط طائرة مسيّرة، إلى استمرار الجمود في العلاقات مع المغرب، فضلًا عن الهواجس الأمنية المرتبطة بالحدود الليبية، وتوتر دبلوماسي آخذ في التصاعد مع باريس.

رسالة أمنية وعسكرية واضحة

يعكس تعيين الجنرال حسان توجهًا واضحًا من القيادة العسكرية نحو إعادة الاعتبار للكوادر الأمنية ذات التجربة الواسعة، في محاولة لمواجهة التحديات المتصاعدة بأدوات أكثر فعالية، وتُقرأ هذه الخطوة على أنها إعادة تموضع داخل أجهزة الدولة، عنوانها الأبرز: “الخبرة أولًا في زمن الأزمات”.