بئر غرس في المدينة المنورة.. الماء الذي أحبه الرسول الكريم وأوصى باستخدامه

بئر غرس في المدينة المنورة.. الماء الذي أحبه الرسول الكريم وأوصى باستخدامه

على أطراف المدينة المنورة، وبين الأزقة الهادئة التي تشهد عبق التاريخ، تقف بئر قديمة لم ينجح الزمن في طمس ملامحها ولا في إطفاء روحها إنها بئر غرس، المكان الذي شرب منه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأوصى أن يُغسَّل من مائها بعد وفاته.

حين تقف أمام بئر غرس، لا ترى أمامك مجرد حفرة في الأرض بل نافذة مفتوحة على زمن النبوة ويُقال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب ماءها ويشرب منه بانتظام بل أوصى أن يُغسل جسده الطاهر بمائها وكأنه يُشير إلى نقاء هذا المورد وصفائه وارتباطه العميق بذكريات لا يعرفها إلا من عايش المدينة المنورة في بداياتها.

وتقع البئر في حي العوالي جنوب شرقي المسجد النبوي الشريف ولا تزال محافظة على موقعها الأصلي وإن غيّر الزمن ملامح ما حولها.

وما يجعل بئر غرس استثنائية ليس عمقها ولا هندستها بل تلك اللحظة التي شرب فيها النبي من مائها وقال عنها: “نِعْمَ البِئْرُ غَرْسٌ، هيَ مِن عُيُونِ الجَنَّةِ، وَمَاؤُهَا أَطْيَبُ المَاءِ”

وقد بدأت مشاريع تطويرية لتأهيل الموقع منها تنظيف البئر وتزويدها بلوحات تعريفية وتسهيل الوصول إليها للزائرين.

بئر غرس اليوم محاطة بأسوار بسيطة ومبان حديثة تطوّقها من كل جانب لكنها ما زالت تحتفظ بذلك الهدوء الذي يشبه السكون الذي يسبق الدعاء.

وحين تزورها تشعر بشيء داخلك يُهدهدك كأنك تقف عند بوابة من الزمن ويخطر ببالك: “هل شرب النبي من هنا؟ هل نظر إلى هذه المياه كما أنظر إليها الآن؟”

ويقول الناس الذين يعرفونها إنك إذا تأملت البئر طويلاً ستسمع حكاياتها ستشعر أن الحجر يتحدث وأن الماء يحمل رسائل لا تُقال بالكلمات إذ إنها بئر تنبض بالمعنى وبالبساطة وبالتواضع وبالحبّ النبوي.

سنوات طويلة مرّت كانت فيها بئر غرس منسية مغطاة بالتراب لا يزورها أحد إلا بعض المحبين أو الباحثين في السيرة لكنها اليوم بدأت تستعيد بعضًا من اهتمامها ضمن جهود المملكة العربية السعودية لإحياء المعالم النبوية إذ تم تنظيف البئر وتزويدها بلوحات تعريفية وتهيئة المنطقة المحيطة بها لتكون مزارًا روحانيًا لمن أراد أن يعيش لحظة قُرب من النبي صلى الله عليه وسلم ولو من بعيد.

قد يهمك أيضاً :-