بعد التراجع الكبير.. هل فقد الذهب جاذبيته وسيستمر في الانخفاض خلال الفترة المقبلة؟

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية والعالمية منذ الأمس، حيث انخفض السعر العالمي للذهب بنسبة 3.39% ليصل إلى حوالي 3234 دولار للأونصة، مع تراجع قدره 90 دولار وفقًا لآخر تحديث من وكالة بلومبرج، بينما بلغ سعر عيار 21 نحو 4585 جنيهًا للجرام.

انخفاض ملحوظ في أسعار الذهب

كما سجل سعر الذهب في مصر انخفاضًا بمقدار 120 جنيهًا منذ نهاية تعاملات أول أمس وحتى الآن، حسب ما أفاد به نادي نجيب سكرتير عام شعبة الذهب سابقًا لسلاش ويب. وقد انتهت تعاملات يوم الأحد بسعر 4710 جنيهات لجرام الذهب عيار 21، بينما وصل السعر حاليًا إلى 4590 جنيهًا، مما يعني انخفاضًا بنحو 120 جنيهًا خلال اليوم ونصف.

تحليل أسباب التراجع

قال هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية لسلاش ويب، إن الانخفاض السريع في الأسعار جاء نتيجة مباشرة للأخبار المتعلقة بمبادرة تهدئة بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما أثر على الأسواق العالمية بتقليص مؤقت في سعر الذهب. وأوضح ميلاد أن هذه الحركة تعتبر “وقتية”، متوقعاً أن يستعيد الذهب قيمته ويواصل الصعود مجددًا نظرًا لأنه لا يزال يعد ملاذاً آمناً للقيمة وسط التقلبات الاقتصادية العالمية.

بينما أشار لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية خلال حديثه مع “سلاش ويب” إلى احتمالية استمرار تراجع سعر الذهب حتى يصل إلى حوالي 3000 دولار للأوقية. كما عزز منيب وجهة نظره بأن الانخفاض الحاد يعود لتخفيف التوترات بين الصين والولايات المتحدة والذي دفع الأسعار للتراجع.

التأثير على السوق المحلي

وذكر منيب أن سعر الذهب بدأ العام عند مستوى 2600 دولار للأوقية وارتفع حتى وصل إلى 3500 دولار بسبب تصاعد التوترات التجارية ولكنه عاد الآن للانخفاض مع استقرار الأوضاع. وأوضح أيضًا أنه مع كل انخفاض عالمي بمقدار دولار واحد ينعكس ذلك بانخفاض محلي يصل تقريباً إلى 1.60 جنيه لعيار 24 و1.40 جنيه لعيار 21 سواءً كانت هناك ارتفاع أو انخفاض.

تراجعت أسعار الذهب بعد إعلان الولايات المتحدة والصين عن اتفاق لتقليل الرسوم الجمركية المتبادلة، مما أدى لارتفاع الدولار وضعف جاذبية المعدن الأصفر الذي يعتبر ملاذاً آمناً بحسب وكالة “رويترز”. ومن المحتمل أن تبقى الأسعار متقلبة على المدى القريب ولكن الرسوم الجمركية المرتفعة لا تزال تؤثر سلباً على النمو الاقتصادي وقد تضطر البنوك المركزية إلى خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر لاحقاً هذا العام، كما قد تستغل تلك البنوك هذا الانخفاض لتعزيز استثماراتها.