تجربة اليابان في دمج الابتكار بقطاع الصناعة تتصدر استعراضات “معلومات الوزراء”

تجربة اليابان في دمج الابتكار بقطاع الصناعة تتصدر استعراضات “معلومات الوزراء”

فى إطار اهتمام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء برصد وتحليل التجارب الدولية المتعلقة بالشأن المصرى، سلط المركز الضوء على التجربة اليابانية فى دمج الابتكار بقطاع الصناعة، حيث تعكس كلمة الابتكار باللغة اليابانية معنى أعمق من المعنى اللغوى التقليدى؛ فهي تشير إلى إعادة التجديد التكنولوجى وإعادة التنظيم الإدارى، إذ يعنى الابتكار لديهم استخدام التكنولوجيا وطرق التفكير المتقدمة لإنتاج مواد ومنتجات جديدة تهدف إلى خلق قيمة مضافة وإحداث تأثير ملموس فى المجتمع.

أوضح التقرير أنه نتيجة للمشكلات المجتمعية التى تعانى منها اليابان، مثل ارتفاع معدلات الشيخوخة وتراجع النمو السكانى، فقد استهدفت تسخير الذكاء الاصطناعى للتغلب على هذه التحديات، وقد أدركت ذلك مبكرًا وحققت نموًا ملحوظًا فى هذا المجال، ومن المتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعى فى اليابان إلى 27.12 مليار دولار بحلول عام 2032 مقارنة بنحو 3.89 مليارات دولار فى 2022 بمعدل نمو مركب قدره 21.43% خلال الفترة من 2022 إلى 2032.

وأشار التقرير إلى أنه وفقًا لمؤشر الابتكار العالمى الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية لعام 2024، احتلت اليابان المركز الثالث عشر من بين 133 دولة مسجلة 54.1 نقطة، وتجدر الإشارة إلى أن اليابان حافظت على موقعها ضمن الدول الرائدة عالميًا منذ عام 2021.

ولفت التقرير الانتباه إلى تميز اليابان فى المؤشرات الفرعية الخاصة بالأعمال الإبداعية حيث تحتل المركز السادس عالميًا، وهو ما يقيس مدى المعرفة التى تتمتع بها العمالة وربط بيئة الأعمال بأحدث الابتكارات والقدرة على استيعاب المعرفة التكنولوجية مما ينعكس إيجابياً على المخرجات الأكثر ابتكاراً.

أوضح التقرير أن نتائج هذه الدراسة تتماشى مع ما هو معروف عن اليابانيين من قدرة على الابتكار والدقة؛ فهم يتمتعون بثقافة قوية للابتكار، وتشير الدراسات إلى أن التنمية الصناعية فى اليابان خاصةً بالقطاع التكنولوجى كانت نتيجة لتفوقهم فى الحرف اليدوية التراثية التى أسهمت بدور كبير في إنتاج منتجات دقيقة ومعقدة تشكل أساس الصناعات فائقة التكنولوجيا.

هذا ما جعل اليابان وخاصة طوكيو ويوكوهاما تحتلان المركز الأول ضمن أهم 15 تجمعاً عالمياً للعلوم والتكنولوجيا لعام 2024 وفق بيانات مؤشر الابتكار العالمى حيث تعد تجمعات العلوم والتكنولوجيا أحد العناصر الأساسية المكونة لهذا المؤشر الذى يعتمد على معايير مثل نشاط تسجيل براءات الاختراع ونشر المقالات العلمية وتوثيق المناطق الجغرافية التي تضم عددًا من المخترعين والمبدعين لعدد مائة تجمع.

أوضح التقرير أنه انطلاقاً من التعريف الذى تتبناه اليابان لمفهوم الابتكار أطلقت استراتيجية متكاملة للابتكار عام 2022 ترتكز على أهمية دمج الابتكار بالمجتمع مستهدفة وصول المجتمع لمرحلة جديدة من النمو تتجاوز مرحلة الثورة الصناعية الرابعة سعياً منها للتغلب على المشكلات الرئيسية كشيخوخة السكان وتباطؤ معدل النمو السكاني مقدمة نموذجاً يمكن أن يفيد العالم وفق استراتيجيتها التي ترتكز على ثلاثة محاور أساسية كما يلي.

وأشار التقرير إلى أن الاستراتيجية اليابانية أسهمت بشكل كبير في دفع جهود البحث والتطوير لدرجة أنها أصبحت خطة للحكومة اليابانية وتم بموجبها زيادة قيمة مخصصات العلوم والتكنولوجيا بالموازنة العامة لليابان لتحتل المركز السادس عالمياً في نسبة الإنفاق على البحث والتطوير من إجمالى الناتج المحلى الإجمالى وفق بيانات مؤشر الابتكار العالمي الصادر عام 2024.

أوضح التقرير أن اليابان اعتمدت في تنفيذ الاستراتيجية المتكاملة للابتكار على دعم الشركات الناشئة حيث أطلقت الحكومة برنامجاً لدعم الشركات الصغيرة والناشئة كجزء من مبادرة حكومية وزارية تحت إشراف مجلس الوزراء لتعزيز جهود البحث والتطوير لدى هذه الشركات.

أضاف التقرير أنه وفقاً للتجربة اليابانية فالعبرة ليست فقط بالإنفاق الحكومى العام على البحث والتطوير ولكن الأهمية تكمن في تشجيع كبرى الشركات الصناعية لاستثمار مجهوداتها في مجالات البحث والتطوير لدى الشركات الناشئة مما يعزز القدرة التنافسية لهذه الأخيرة ويعود بالنفع العام.

وأشار التقرير إلى الجهود التى تقوم بها اليابان لنقل الممارسات التكنولوجية المتقدمة للدول النامية والأقل دخلاً سواء كان ذلك عبر التعاون الثنائى أو المؤسسات الدولية المختلفة بما يسهم في تعزيز قدراتها التنموية .

أضاف التقرير أنه مما تم استعراضه يتضح أن تجربة اليابان في دعم الابتكار بدأت كجهود محلية لمعالجة تحديات داخلية مدفوعة بثقافة الابتكار لديها ونبذ ثقافة الفشل وانتهت بتأكيد دورها كمصدر لنقل التكنولوجيا والتمكين التكنولوجي للدول النامية والأقل دخلاً مما يجعلها نموذجاً فريداً يحتذى به في دعم ثقافة الابتكار ومساندة الآخرين عبر نقل التكنولوجيا .

ومن أهم الدروس المستفادة من هذه التجربة:

قد يهمك أيضاً :-