
ضربات الشمس تُعتبر من الحالات الشائعة خلال فصل الصيف، خاصة في المدن الحارة مثل مكة المكرمة، ووفقاً لتصريحات متحدث المركز الوطني للأرصاد فإن المؤشرات الأولية لصيف هذا العام في السعودية ستكون ساخنة للغاية، كما كشفت وزارة الحج والعمرة عن الأماكن التي تكثر فيها الإصابات بضربات الشمس، ومن بينها الطواف في أوقات الظهيرة والمسعى خلال فترات الازدحام الشديد وارتفاع الحرارة، بالإضافة إلى مشعر عرفات وقت الظهيرة ومنى في أماكن الذبح والجمرات بسبب طول المسافة والازدحام عند الرمي.
وأشارت وزارة الصحة إلى أن أبرز أعراض ضربات الشمس تشمل ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، بالإضافة إلى حرارة واحمرار ورطوبة الجلد وضربات القلب السريعة والقوية، كما قد يعاني المصاب من الصداع والدوار والغثيان وفقدان الوعي ورؤية أو سماع أشياء غير موجودة بالواقع (هلوسة)، ويتم التعامل مع هذه الحالة عبر الاتصال بالإسعاف فوراً وتحريك المصاب إلى مكان بارد والمساعدة على خفض درجة حرارة الجسم باستخدام الكمادات الباردة والماء البارد مع تجنب إعطاء المصاب أي سوائل للشرب.
استشاري الباطنة والأمراض الصدرية الدكتور بدر الحارثي أكد لـ«سلاش ويب» أن الفئات الأكثر عرضة لخطر ضربة الشمس خلال الحج تشمل كبار السن والأطفال والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب أو الكلى، حيث إن هؤلاء غالباً ما يواجهون صعوبة في تنظيم حرارة أجسامهم مما يجعلهم أكثر عرضة للجفاف، كذلك الأشخاص الذين يعانون من السمنة والمشاركين في الحج لأول مرة.
وأضاف أن بعض الأدوية مثل المدرات البولية تزيد من احتمال الإصابة خلال موسم الحج، إذ تصل درجات الحرارة في مكة المكرمة ما بين 45-48 درجة مئوية مما يزيد من الإجهاد الحراري، لذا نصح هذه الفئات بشرب كميات كافية من الماء وتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة وأخذ فترات راحة منتظمة وطلب الرعاية الطبية فور ظهور أعراض ضربة الشمس، مشيراً إلى أن نسبة الشفاء تصل لأكثر من 90% حال التشخيص والعلاج المبكر.
أخصائي جراحة المخ والأعصاب الدكتور أحمد رمزي عقل عرّف ضربة الشمس بأنها حالة ناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الجسم بسبب التعرض لدرجات حرارة عالية أو ممارسة نشاط بدني لفترة طويلة تحت ظروف حرارية مرتفعة، وهناك مراحل عدة للإصابة الحرارية حيث تُعتبر ضربة الشمس هي الأخطر والأكثر شيوعاً خلال أشهر الصيف.
وأوضح أن ضربة الشمس تحدث عندما ترتفع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت) وتتطلب رعاية طبية طارئة؛ وإذا لم تُعالج فقد تُلحق ضرراً سريعاً بالدماغ والقلب والكلى والعضلات ويزداد الضرر كلما تأخر العلاج مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات خطيرة أو الوفاة.
الدكتور رمزي بيّن الأعراض المرتبطة بضربة الشمس والتي تتمثل في ارتفاع درجة حرارة الجسم بحيث تعتبر الدرجة 40 مئوية أو أكثر العلامة الرئيسية لهذه الحالة إضافةً إلى تغييرات نفسية وسلوكية قد تشمل الارتباك والهياج وتداخل الكلام والانفعال والهذيان والنوبات والغيبوبة وتغير نمط التعرق بحيث يكون الجلد ساخناً وجافاً عند اللمس.
كما أشار إلى ضرورة طلب المساعدة الطبية فور وجود شك بحصول ضربة شمس ولتخفيف الأعراض يجب تبريد الشخص المصاب أثناء انتظار العلاج الطارئ بوضعه في الظل أو داخل المنزل وإزالة الملابس الزائدة ويمكن وضعه في حوض ماء بارد أو دش بارد أو استخدام خرطوم مياه الحديقة لرشه بالماء البارد.
الأخصائي في الصحة العامة بإدارة التوعية الصحية بفرع وزارة الصحة بمنطقة مكة المكرمة فواز عبدالكريم الزهراني عزا الإجهاد الحراري إلى فقدان الجسم الماء والأملاح نتيجة التعرق الزائد الناتج عن التعرض لطقس شديد الحرارة مع بذل مجهود بدني كبير مما يؤدي لارتفاع شديد في حرارة الجسم.
وتتمثل أعراض الإصابة بالإجهاد الحراري بالتعب والتعرق الشديد والضعف العام والدوار والصداع والغثيان والعطش وقد تزداد ضربات القلب وتسارعها وقد يصاب الشخص بالجفاف وينخفض معدل التبول نتيجة فقدان السوائل.
الزهراني صنّف ضربة الشمس بأنها حالة أكثر خطورة من الإجهاد الحراري وقد تؤدي للوفاة إذا لم تعالج فوراً حيث تحدث نتيجة التعرض المباشر لدرجات حرارة مرتفعة مما يرفع حرارة الجسم لأكثر من 40 درجة مئوية.
قد تحدث ضربة الشمس بعد الإصابة بالإجهاد الحراري وتمتاز بارتفاع شديد في درجة الحرارة واضطرابات بالوعي يمكن أن تؤدي لفقدان كامل للوعي؛ موضحاً الفرق بين الضربة والإجهاد الحراري يتمثل بملاحظة المصاب ففي حالة الضربة تكون البشرة ساخنة وجافة ومحمرّة مع ارتفاع واضح لدرجة الحرارة بينما عند الإجهاد تكون البشرة باردة وشاحبة ويتصبب المصاب عرقاً مع اتساع بؤبؤ العين وانعدام الحرارة وضعف جسدي ووهن.