رويــز يناقش اختيار الحكام الأجانب لمباريات القمة وتطوير المنظومة والمشاركة في كأس العالم

تحدث أوسكار رويز، رئيس لجنة الحكام، عن تطوير المنظومة والأخطاء التحكيمية بعد فترة قصيرة من توليه المسؤولية.

حيث تولى رويز رئاسة لجنة الحكام في شهر فبراير الماضي.

وأجرى حوارًا مطولًا مع الموقع الرسمي لاتحاد الكرة تناول فيه العديد من الملفات المتعلقة بالتحكيم المصري.

وكل ما يلي على لسان رويز:

“نعم، لم يمضِ على عملنا سوى ثلاثة أشهر فقط، ويمكن القول إنها ثلاثة أشهر من العمل الجاد حيث حاولنا تصحيح بعض الأوضاع التي كانت تعاني من خلل سابق وقد استجاب الحكام بشكل جيد وظهرت مواهب جديدة لكن هذا لم يأتِ من فراغ بل هو ثمرة العمل في الملعب والنقاش بعد كل مباراة مع الحكام وتنظيم الندوات معهم بالإضافة إلى الدعم الذي قدمه لنا الاتحاد المصري لكرة القدم ولكن هذا لا يعني أن المهمة قد انتهت بل علينا الاستمرار في العمل”.

“الأخطاء ستبقى موجودة لأن كرة القدم رياضة تعتمد على تفسيرات ذات طابع شخصي، ما يعتبره أحدهم ركلة جزاء قد لا يراه الآخر كذلك، وهل هي لمسة يد أم لا ولكننا طورنا، لقد وضعنا خطة عمل تشمل جميع أنحاء مصر ولا تقتصر فقط على حكام الدوري الممتاز بل تشمل أيضًا حكام دوري المحترفين على أمل أن تظهر نتائج هذا الجهد في المستقبل”.

“لكن الأهم من كل ذلك هو العمل الجاد لتحقيق النتائج لأن الورقة والقلم وحدهما لا يحققان النتائج بل يجب أن نعمل في الملعب ويجب أن نقوم بالمناقشات بعد المباريات ومراقبة الحكام وضمان جاهزيتهم البدنية وعندها فقط ستظهر النتائج المرجوة”.

كيف ترى عدم ثقة أندية القمة في الحكام المصريين وطلب حكام أجانب لمبارياتهم؟: “ينص قانون المسابقات أو لوائح كرة القدم المعتمدة هنا في مصر على إمكانية طلب حكام أجانب وهذا أمر نحترمه من جميع الجوانب، لجنة الحكام في الاتحاد المصري لكرة القدم تعمل من أجل أن يصيب الحكام المصريون في قراراتهم وينالوا ثقة الأندية وبرأيي لا يوجد أي ضمان بأن يكون الحكم الأجنبي أو المصري فعالًا بنسبة مئة بالمئة فجميع حكام العالم معرضون للخطأ ولكن الثقة بالحكام المصريين والمصداقية تُكتسب من خلال القرارات الصائبة داخل أرض الملعب”

“أنا أؤمن بأن هناك كفاءات كبيرة للحكام المصريين تتم دعوتهم لإدارة مباريات في تونس ودول أخرى مثل الكويت وهذا أمر طبيعي في البلدان التي تسمح لوائحها بجلب حكام من الخارج ومع ذلك يجب علينا أن نرسّخ الثقة وأن نقنع الآخرين بجودة التحكيم المصري نعم هناك بعض القصور كما هو الحال في جميع أنحاء العالم ومن وجهة نظرنا لا يوجد ما يسمى فرق كبيرة فجميع أندية الدوري الممتاز مهمة جدًا ويجب علينا أن نضمن العدالة لجميع الفرق سواء في الدوري الممتاز أو حتى المحترفين ونحن نحترم الآراء المخالفة لتوجهنا وعلى الحكام المصريين تقديم مستوى تحكيمي متميز”.

ما هي معايير اختيار الحكام؟: “المعايير التي تعتمدها لجنة الحكام تبدأ أولاً بالكفاءة التحكيمية أي الجودة الفنية للحكم كما نأخذ بعين الاعتبار حالته البدنية والنفسية بحيث يكون الحكم قادرًا على مواجهة الضغوط وبطبيعة الحال نراجع أيضًا بعض الإحصاءات السابقة مثل عدم تعيين الحكم ذاته في مباريات لنفس الفريق أو سبق وأن حدثت معه مشكلة في مباراة سابقة فنحن نقيّم هذه الأمور بعناية”

هل تعمل لجنة الحكام باستقلالية أم هناك أي تدخل؟: “لا لا وبصراحة أشعر بارتياح كبير تجاه هذه الآلية (استقلالية اللجنة) خاصة منذ الاجتماع الأول الذي ترأسه هاني أبو ريدة رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة حيث أكد حينها أن لجنة الحكام لجنة مستقلة وأنهم لا يسمحون لأي أطراف بعيدة عن قسم التحكيم ولجنة الحكام بالتدخل في عمل اللجنة أو تعيين الحكام نحن مستقلون في قراراتنا فلا ننظر إلى ألوان القمصان ولا إلى أي عوامل أخرى بل نحكم فقط وفق المعايير التحكيمية البحتة وفي هذا السياق أشعر بفخر ورضا كبيرين تجاه اللجنة التنفيذية للاتحاد المصري لكرة القدم لأنها احترمت استقلال لجنة الحكام”

“أعتقد أن تقنية الفيديو في مصر كما هو الحال في جميع أنحاء العالم ستظل دائمًا محل جدل ونقاش سواء بسبب التدخل أو عدم التدخل في بعض الحالات ومع ذلك فقد واصلنا العمل لتطوير الأداء لا سيما فيما يتعلق بزمن المراجعة بحيث تكون أسرع وبالطبع فعالة وفي الوقت ذاته صحيح أن البروتوكول لا يحدد زمنًا دقيقًا للمراجعة لكننا نحرص على أن تكون المراجعة قائمة على تقييم دقيق وخلال وقت معقول ومن المهم أن تعلم الجماهير والمشاهدون أن تقنية الفيديو لا تُستخدم لمراجعة كل شيء بل تقتصر فقط على أربع حالات محددة وفق البروتوكول وهي البطاقات الحمراء وركلات الجزاء والأهداف وحالات الخطأ في هوية اللاعب فأحيانًا يطالب البعض بمراجعة جميع اللقطات لكن هذا غير ممكن لأن البروتوكول لا يسمح بذلك ولكن مستقبلًا نعمل على تحسين الأداء وعلينا دائمًا تحسين الأداء ولهذا السبب نجتمع مع حكام الفيديو قبل المباريات ونناقشهم ونحلل الحالات بعد المباريات بهدف رفع مستوى الكفاءة داخل غرفة تقنية الفيديو يجب أن ندرك أن تقنية الفيديو جاءت لتساعد التحكيم وليس لتكون مثالية أو معصومة من الخطأ”.

كيف ترى وتتعامل مع عقوبات الحكام؟: “أُقر بأنني لست على دراية كاملة بالتشريعات العمالية في مصر وهو أمر أساسي ينبغي معرفته لأن أي عقوبة قد تخلق إشكالاً قانونيًا أو عماليًا ما نقوم به نحن هو عدم فرض عقوبات مباشرة بل نتجنب تعيين الحكم الذي ارتكب خطأ جسيمًا في مباراة ما ونُبعده عن إدارة المباريات لمرة أو مرتين أو ثلاث حسب الحالة لكنني لا أؤمن بسياسة التشهير أو الإعلان عن العقوبة فنحن نبلغ الحكم بأنه تم استبعاده أما نشر ذلك على الملأ فهو بمثابة تعريضه للضغط والتجريح وهذا لا أوافق عليه نعم هناك دول تتبع هذا النهج لكنني لا أتبناه لأنني لا أريد تحميل الحكم عبء العقوبة علنًا عندما يُستبعد من المباريات”

ما أسباب غياب الحكام المصريين عن كأس العالم 2022 وما خطتك حول ذلك الأمر؟: “هذا السؤال ينبغي توجيهه إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) والاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لكن الأمر المؤكد هو أننا نستعد للحكام وسنواصل تأهيلهم وتجهيزهم بما يتماشى مع فلسفة الفيفا ومتطلبات الاتحاد الإفريقي والتي يبحثون عنها لدى الحكام أما اختيار الحكام للمنافسات الدولية فهي مسؤولية تقع على عاتق هذين الكيانين الكبيرين عالم كرة القدم”

“مهمتنا هي إعداد الحكم ليكونوا على مستوى هذه المتطلبات وبعد ذلك ستكون الكلمة للجنة حكًّم كاف أو لجنة حكم الفيفا وفق ما يرونه مناسباً بشأن أهلية وكفاءة هؤلاء ونحن نؤمن بأن القدرات موجودة هنا ونطمح إلى مواصلة التطوير أولاً لصالح كرة القدم المصرية ثم بعد ذلك ستكون الهيئات الدولية هي التي تقيم ما إذا كان لدى الحكامين المصريين الكفاءة والإمكانات التي تؤهلهم للمشاركة بالبطولات الدولية..... .

“كرة القدم بمصر تُعد ذات أهمية كبيرة لإفريقيا والعالم فقد تأهلت منتخباتها إلى نهائيات كأس العالم كما تأهل المنتخب الأولمبي وشارك بالدورات الأولمبية الأخيرة إضافة إلى مشاركة الأندية المصرية الكبرى بكأس العالم للأندية وكل هذا يتزامن مع ضرورة تطوير التحكيم بشكل موازٍ لهذا التقدم الكروي وقد أكد أبو ريدة أهمية دعم وتطوير التحكيم بجميع أنحاء مصر عبر تمكين الشباب ورعاية المواهب التحكيمية الصاعدة وتأسيس جيل جديد مؤهل للمستقبل ولهذا يجب وجود برنامج شامل ومتكامل لتطوير التحكيم وهو ما قمنا بإعداده وتقديمه للجنة التنفيذية بالاتحاد للموافقة عليه والمضي قدمًا بتنفيذه”.