سعر الذهب اليوم يشهد ارتفاعاً ملحوظاً محلياً وعالمياً مع تساؤلات حول توقيت الشراء

شهدت أسعار الذهب حالة من الارتفاع الملحوظ في مستهل الأسبوع على المستوى العالمي، حيث تجاوز سعر الأوقية 3225 دولاراً، بينما محلياً في مصر سجلت الأسعار فوق 4570 جنيهاً.

أسعار الذهب اليوم في مصر:

• عيار 21 يسجل 4570 جنيها
• عيار 18 يسجل 3917 جنيها

تتزايد التساؤلات في السوق المصري حول مدى ملاءمة التوقيت الحالي لشراء الذهب، وذلك في ظل ارتفاع الأسعار والتقلبات المستمرة التي تشهدها الأسواق العالمية، ورغم حالة التردد التي تسود بين شريحة من المستهلكين، إلا أن خبراء السوق يؤكدون أن شراء الذهب لا يزال خيارًا مناسبًا بشرط أساسي وهو الاحتفاظ به لفترة لا تقل عن عام، فالذهب بطبيعته ليس أداة للربح السريع بل هو وعاء آمن للادخار طويل الأجل خاصة في أوقات الأزمات والتوترات العالمية مثل تلك التي نمر بها حالياً، ووفقًا للمحللين فإن من يخطط للاحتفاظ بمشترياته من الذهب لمدة تتجاوز 12 شهرًا سيكون لديه فرصة للاستفادة من تحركات السوق المرتبطة بالتقلبات العالمية والضغوط التضخمية ومشتريات البنوك المركزية وصناديق الاستثمار.

أداء قوي منذ بداية العام

اللافت أن أسعار الذهب سجلت أداءً متميزًا منذ بداية عام 2025 مدعومة بعدة عوامل أبرزها تصاعد التوترات الجيوسياسية واستمرار السياسات النقدية التيسيرية في عدد من الاقتصادات الكبرى، وقد عزز هذا الأداء القوي شهية المستثمرين حول العالم وأعاد الذهب إلى صدارة الأصول الآمنة بارتفاع تجاوز 28% قبل أن يتراجع إلى حوالي 24% تقريباً.

وكشف تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي اليوم عن تراجع ملحوظ في إقبال المصريين على شراء الذهب خلال الربع الأول من عام 2025، حيث بلغ إجمالي المشتريات نحو 11.1 طن بانخفاض نسبته 16% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024 والتي سجلت خلالها المشتريات حوالي 13.2 طن، كما انخفضت بنسبة 8.3% مقارنة بالربع الرابع من العام الماضي الذي بلغت فيه المشتريات نحو 12.1 طن.

الذهب.. مرآة للتقلبات العالمية

ورغم هذا الأداء الإيجابي فإن التوقعات بشأن أسعار الذهب تظل رهن التطورات العالمية إذ ترتبط حركة المعدن النفيس بعوامل كثيرة على رأسها أسعار الفائدة الأميركية وحركة الدولار وتوجهات البنوك المركزية إضافة إلى الأزمات الجيوسياسية المفاجئة.

ومن أبرز العوامل الداعمة لسعر الذهب تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين رغم التوصل إلى اتفاق مؤقت خاصة بعد فرض واشنطن مؤخراً رسوماً جمركية جديدة على واردات صينية بمليارات الدولارات ثم إلغائها، وهذا التصعيد يعزز المخاوف بشأن النمو العالمي مما يدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة وعلى رأسها الذهب خوفاً من عودة التصعيد على المدى الطويل.

في ضوء هذه المعطيات يرى محللون أن السوق لا يزال مواتيًا للشراء خاصة لمن يبحث عن تحصين مدخراته على المدى المتوسط إلى الطويل ولكن يجب عدم الشراء بكامل السيولة النقدية عند نقطة سعرية محددة بل ينبغي شراء الذهب مع كل هبوط، أما بالنسبة لمن يخطط للمضاربة قصيرة الأجل فعليه أن يأخذ بعين الاعتبار حجم التقلبات المحتملة وأن الذهب قد لا يكون الخيار الأمثل في هذه الحالة خاصة في الظروف الحالية للسوق المصري.