
لم يكن إحراج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضيفه رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا يوم الأربعاء الماضي مجرد محاولة لإثبات صحة مزاعمه الزائفة حول ما يتعرض له البيض في البلد الأفريقي من “إبادة جماعية” بل كان استمراراً لمحاولات ترامب لإحراج المدافعين عن غزة والمطالبين بحقوق الشعب الفلسطيني بالأكاذيب والتضليل.
تعتبر جنوب أفريقيا من أبرز دول العالم دعماً للفلسطينيين، ليس فقط بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية الوحشية الأخيرة على قطاع غزة، ولكن منذ عقود طويلة، حيث وجهت جنوب أفريقيا اتهامات لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية العام الماضي بالإبادة الجماعية لسكان القطاع بأكمله، وطلبت من المحكمة أن تأمر إسرائيل بوقف الحرب، وأكدت الرئاسة الجنوب أفريقية أن الأدلة تظهر كيف انتهكت حكومة إسرائيل اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال تعزيز تدمير الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة وقتلهم جسدياً بمجموعة متنوعة من الأسلحة المدمرة وحرمانهم من الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
ورغم أن مزاعم ترامب بشأن ما يتعرض له البيض في جنوب أفريقيا ليست جديدة وقد أثارها مراراً وتكراراً منذ ولايته الأولى، إلا أن الرئيس الأمريكي استهدف بريتوريا بشكل خاص منذ عودته إلى البيت الأبيض وكثف حدة المزاعم المزيفة ضدها ومنع المساعدات عنها، بل منح إدارته عدداً من البيض الجنوب أفريقيين صفة لاجئين للولايات المتحدة بينما تشن حملة ضد المهاجرين حتى الشرعيين في البلاد.
ترامب ونظيره الجنوب أفريقي خلال مشاهدة مقاطع الفيديو التي ثبتت فبركتها.
يتضح التضليل الذي استخدمه البيت الأبيض في محاولة لمحاصرة رئيس جنوب أفريقيا من التقرير الذي نشرته وكالة رويترز والذي أكد أن المقالات المطبوعة التي تم الاستناد إليها خلال لقاء ترامب ورامافوزا والتي قال فيها الرئيس الأمريكي إنها تتحدث عن قتل البيض في جنوب أفريقيا كانت مأخوذة من مقطع فيديو نشرته الوكالة رويترز في الثالث من فبراير الماضي ويظهر عاملين في المجال الإنساني ينقلون أكياس جثث في مدينة غوما الكونغولية عقب اشتباكات دامية مع متمردين مدعومين من رواندا.
اقرأ أيضاً..
مقاطع مفبركة.. جارديان تكشف تضليل ترامب لإحراج رئيس جنوب أفريقيا.
كما عرض ترامب خلال الاجتماع مقطع فيديو زعم أنه يُظهر قبوراً جماعية لمزارعين بيض وقال إنها “مواقع دفن”.
غير أن التحقيقات أظهرت أن اللقطات تم تصويرها على طريق سريع يربط بين بلدتي نيوكاسل ونورماندين في جنوب أفريقيا وتُظهر موقعاً تذكارياً مؤقتاً وليس قبوراً حقيقية حسبما ذكرت صحيفة “ذا جارديان” البريطانية.
محاصرة الزعماء في البيت الأبيض أصبحت سمة متكررة في ولاية ترامب الثانية خاصة لمن يتبنون مواقف معارضة لرؤيته وهو ما فعله مع ملك الأردن الملك عبد الله الثاني أثناء زيارته لواشنطن في فبراير الماضي بينما كان يروج فيه ترامب لخطته بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وتهجير سكانه منه إلى مصر والأردن.
لا يفوتك..
رويترز تقر بنقلها تصريحاً مضللاً على لسان ملك الأردن خلال لقائه بترامب.
- ترامب يحذر "أبل" بزيادة الرسوم الجمركية إلى 25% ويكشف عن الأسباب
- إيطاليا تعتمد نصًا جديدًا للمساعدات الإنسانية إلى غزة
- الصحة العالمية تحذر من انهيار النظام الصحي في غزة مع تزايد الأعمال العدائية
- بعد مواجهة البيت الأبيض تعرف على جذور قضية العنصرية بين البيض والسود
- حماس تكشف عن مخططات الاحتلال لإنشاء معسكرات اعتقال في جنوب قطاع غزة تحت ستار المساعدات