ما هي العوامل التي أدت إلى تراجع مؤشرات البورصة خلال تداولات اليوم؟ خبراء المال يوضحون

تباينت آراء خبراء سوق المال خلال حديثهم مع “سلاش ويب” حول الأداء السيئ الذي شهدته البورصة اليوم، حيث أشار البعض إلى أن الاكتتابات الحالية أدت إلى سحب سيولة ضخمة من السوق، مما تسبب في هبوط المؤشر نتيجة الضغوط البيعية المكثفة من المؤسسات، بينما ربط آخرون هذا الهبوط بمعلومات غير معلنة عن اقتراب طرح حكومي جديد، ما جعلهم يستعدون مسبقًا كما صرح بذلك عدد من الخبراء لـ “سلاش ويب”.

سجل المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية EGX30 انخفاضًا بنسبة 1.08% ليصل إلى مستوى 31427 نقطة عند ختام جلسة اليوم الأحد، كما تعرض رأس المال السوقي لخسائر بلغت 19 مليار جنيه ليصل إلى 2.239 تريليون جنيه مقابل 2.258 تريليون جنيه في نهاية جلسة الخميس الماضي.

ضغوط بيعية

أوضحت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، أن الأداء السلبي لجلسة اليوم جاء نتيجة الضغوط البيعية المكثفة من المؤسسات سواء كانت أجنبية أو محلية أو عربية، بينما اقتصر الشراء على المستثمرين الأفراد فقط.

وأشارت رمسيس إلى أن السوق يشهد مؤخرًا صدور نتائج أعمال عدد من الشركات بالتزامن مع طرح بعض الاكتتابات الخاصة بزيادة رؤوس أموال شركات قائمة، وهو ما يؤثر بشكل كبير على السيولة المتاحة في السوق مشددة على أن “الاكتتابات تسحب سيولة ضخمة من السوق خاصة وأن المستثمر يُطلب منه دفع مبالغ كبيرة مقابل الحصول على أسهم جديدة”.

كما نبهت إلى أن بعض حقوق الاكتتاب تُعرض بأسعار منخفضة للغاية مما يفقد المستثمرين الثقة في السوق لافتة إلى أنه “حق الاكتتاب لبعض الأسهم يتداول بثلاثة قروش فقط رغم أن سعر السهم قد يكون أعلى بكثير مما يخلق حالة من الاستياء ويجعل البعض يشعر بأنها ‘نصابة’ حسب تعبيرها”.

ترقب طرح حكومي

قال هيثم عبد السميع، رئيس قسم التحليل الفني بشركة أسطول لتداول الأوراق المالية، إن جلسة اليوم لم تشهد أسبابًا واضحة لتبرير هذا التراجع، مشيرًا إلى أنه حتى على مستوى التكهنات لا توجد إشارات قوية تفسر ما حدث موضحا أنه “كل ما يمكن وصفه هو نوع من الترقب”.

وأضاف عبد السميع أن هذا الترقب يرتبط باستمرار الدولة في تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية والذي يعد جزءاً من خطة إصلاح السوق عبر إدراج عدد من الكيانات الكبرى موضحًا أن المؤسسات المصرية بدأت تكوين سيولة استعدادًا للطروحات المنتظرة مثل بنك القاهرة.

وقد تعاقد “صندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية” و”جهاز مشروعات الخدمة الوطنية” للقوات المسلحة مع بنكي الاستثمار “إي إف جي هيرميس” و”سي آي كابيتال” لترويج وتغطية اكتتاب لطرح خمس شركات حكومية بالبورصة خلال العامين الحالي والمقبل وفق بيان صادر عن مجلس الوزراء المصري في أبريل الماضي. وأوضح البيان أن الشركات التي سيتم طرحها تشمل “وطنية”، و”شل أوت”، و”سايلو الغذائية”، و”صافي”، و”الشركة الوطنية للطرق”، وهي جميعها شركات تابعة للجيش.

ورجح عبد السميع وجود معلومات غير معلنة قد تكون متداولة بين بعض الأطراف تبرر هذه التحركات مؤكدًا أن الحكومة أبدت إصرارًا واضحًا على تنفيذ طرح بنك القاهرة رغم استمرار دراسة تحديد السعر العادل للسهم.

وأشار عبد السميع أيضًا إلى أنه “من غير المنطقي تنفيذ طرح كبير دون استعداد مسبق إذ يبدو أن المؤسسات تتحوط لهذا الحدث لضمان نجاحه خاصة وأن هذا الطرح يعد واحداً من الطروحات الاستراتيجية بالنسبة للدولة”.

وأكد عبد السميع على قوة أداء السوق خلال الربع الأول حيث حققت سبعة أسهم من المؤشر الثلاثيني قمم تاريخية منها هيرميس وأوراسكوم للتنمية وإعمار مصر وهو ما يعني تحقيق المؤسسات لأرباح كبيرة بالفعل وتقوم الآن بجني أرباح جزئية استعداداً للمرحلة المقبلة.