مختصون لـ سلاش ويب يؤكدون أن تسلُّط المشرفين يزيد من مخاطر الأمراض النفسية بين الموظفين

مختصون لـ سلاش ويب يؤكدون أن تسلُّط المشرفين يزيد من مخاطر الأمراض النفسية بين الموظفين

أعلن المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية عن فتح باب التسجيل للجهات الراغبة بالمشاركة في برنامج «سفراء الصحة النفسية في بيئة العمل» وكشف المركز عن 11 خطراً تؤثر على الصحة النفسية في بيئات العمل، من بينها التضارب بين متطلبات العمل والمنزل، إضافة لتسلط المشرفين، ونقص استخدام المهارات أو عدم امتلاك المهارات الكافية للعمل، وأعباء العمل المفرطة، ونقص الموظفين، بالإضافة إلى ساعات العمل الطويلة أو غير المرنة، وظروف العمل المادية غير الآمنة أو السيئة.

كما تطرق المركز إلى وجود ثقافة السلوكيات السلبية في جهة العمل والدعم المحدود من الزملاء والعنف أو المضايقة أو التنمر والتمييز والإقصاء وعدم وضوح الدور الوظيفي وانعدام الأمان الوظيفي وضعف الأجور وعدم كفاية الاستثمار في التطوير الوظيفي والتضارب بين متطلبات المنزل والعمل. وكشف استشاري الطب النفسي الدكتور أحمد الناشري لـ «سلاش ويب» أن الصحة النفسية تتأثر سلباً بضغوط الحياة المختلفة، بما فيها ضغوط العمل التي تشكل خطراً متدرجاً على الصحة النفسية للموظف وطبيعة حياته اليومية.

في حال استمرار الضغوط المهنية، فإنها عادة ما تصاحبها مشاعر مختلطة من الخوف والقلق والتوتر والشعور بضعف الاستقرار الوظيفي مما يهدد الاستقرار الأسري للموظف ومستقبله المهني وتلك النتائج السلبية لا تساعد على سلامة الصحة النفسية واستقرارها. وأضاف الناشري أن الأعراض النفسية الناتجة عن ضغوط بيئة العمل تجعل الموظف المتأثر يعاني مصاعب مختلفة على المستوى الشخصي والأسري والاقتصادي.

تظهر عليه بعض الأعراض النفسية المرهقة مثل القلق المتكرر والشعور بالهزيمة وفقدان الثقة وصعوبة التأقلم مع تقلبات الواقع المهني وعدم استقراره والاكتئاب والميل للعزلة والانطواء وغياب الأمن النفسي الذي يعتبر صمام الأمان للأمن الوظيفي. وفي السياق ذاته أوضح المختص في الموارد البشرية زياد السليس أن ضعف الصحة النفسية في بيئة العمل لا يُعد فقط تحدياً إنسانياً بل يترتب عليه أيضاً تبعات مالية وتشغيلية مباشرة.

إذ تؤدي الممارسات السلبية من بعض المشرفين والمديرين كالتسلط والتنمر وسوء التواصل إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات التظلمات والتقاضي العمالي وطلبات النقل وكلها تُثقل كاهل الجهات والأفراد إدارياً ومالياً وتُضعف الاستقرار الوظيفي كما تتأثر الإنتاجية وتزداد معدلات التغيب مما يعيق تحقيق الأهداف المؤسسية. حضّ السليس على تبني ثقافة داعمة للصحة النفسية وتدريب المشرفين والرؤساء المباشرين على مهارات التواصل وعلى التعامل المهني الاحترافي والإنساني الذي يُعد استثماراً ضرورياً لتعزيز بيئة عمل آمنة وتقليل النزاعات وتحسين الكفاءة العامة للمنظمة.