مرصد الأزهر: رقص مجندات جيش الاحتلال وسيلة للتغطية على انتهاكات الحرب

مرصد الأزهر: رقص مجندات جيش الاحتلال وسيلة للتغطية على انتهاكات الحرب

حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من تداول ونشر المقاطع المصوّرة التي تظهر مجندات جيش الاحتلال الإسرائيلي وهن يرقصن بالزي العسكري على أنغام موسيقية خفيفة. أكد المرصد أن هذه المشاهد ليست عفوية أو ترفيهية كما قد يتصور البعض، بل تأتي في سياق ممنهج ضمن أدوات الحرب النفسية والدعاية المنظمة التي يستخدمها الاحتلال لتزييف الوعي العام وتجميل صورته أمام المجتمع الدولي.

وأوضح المرصد في بيان صدر اليوم أن هذه الظاهرة تنطوي على أبعاد متعددة نفسية واجتماعية وسياسية وإعلامية وأمنية. تهدف هذه الأبعاد إلى تسويق صورة زائفة لجيش الاحتلال بوصفه جيشًا “منفتحًا” و”شبابيًا”، بعيدًا عن واقعه الحقيقي كقوة عسكرية تمارس الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين وترتكب جرائم حرب موثقة.

وأشار البيان إلى أن البعد النفسي لهذا السلوك يُفسَّر كمحاولة من المجندات للهروب من مشاعر الذنب المصاحبة للمشاركة في عمليات عسكرية دموية. يتم ذلك باستخدام آليات دفاع نفسي مثل الانفصال الذهني والانغماس في الترفيه السطحي. أما من الناحية الاجتماعية، فإن هذا النوع من المحتوى يُستخدم لقلب الحقائق وتزييف الواقع عبر إظهار الجنود كأشخاص عاديين يحبون الحياة والفن، في محاولة لتضليل الرأي العام، لا سيما في المجتمعات الغربية.

في سياق متصل، شدد المرصد على أن هذه المقاطع تُعد جزءًا من استراتيجية القوة الناعمة التي ينتهجها الكيان الصهيوني ضمن حملات العلاقات العامة الموجهة. تسعى هذه الحملات لتقديم الجيش كمؤسسة منضبطة وإنسانية، بينما يتم تشويه صورة الفصائل الفلسطينية المقاومة وتصويرها كتنظيمات متطرفة، وهو ما يعكس اختلالًا أخلاقيًا عميقًا في الخطاب الإعلامي الصهيوني.

كما أشار البيان إلى أن هذا المحتوى يُستخدم لتشتيت الانتباه الإعلامي وصرف الأنظار عن الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب يوميًا في قطاع غزة والضفة الغربية. يتم ذلك عبر إغراق المنصات الرقمية بمقاطع خفيفة تستهدف إثارة التعاطف أو جذب الانتباه، حيث وصف المرصد المشهد بأنه: “جيش يرقص بينما ينزف الآخرون”، وهو تعبير مؤلم عن انعدام الإنسانية وطمس الحقائق باستخدام أدوات خداع بصري.

وأضاف المرصد أن التقارير الصادرة عن جهات إسرائيلية أظهرت ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات التحرش والاعتداءات الجنسية داخل صفوف جيش الاحتلال. يعود ذلك إلى ما وصفه بـ”تسليع المجندات”، وتحويلهن إلى أدوات ترفيه داخل بيئة عسكرية غير منضبطة، مما أوجد مناخًا يسمح بتفشي السلوكيات غير الأخلاقية داخل المؤسسة العسكرية.

في ختام البيان، دعا مرصد الأزهر إلى ضرورة تعزيز الوعي الجماهيري بأساليب الحرب النفسية والتضليل التي يستخدمها الاحتلال والتصدي لها. يجب القيام بذلك من خلال حملات إعلامية مهنية موثقة وذكية تكشف الجرائم الحقيقية وتُفند هذه الصور المصطنعة. كما شدد على أهمية تفعيل التعاون مع المنظمات الحقوقية الدولية وبناء خطاب إعلامي مقاوم يستند إلى القيم الإنسانية ويتحدث بلغة قادرة على مخاطبة الوعي العربي والدولي بفاعلية.

أكد المرصد أن مثل هذه الحيل لن تُخفي حقيقة الاحتلال ولا تمنحه شرعية. فصاحب الحق لا يرقص فوق جراح الآخرين بل يعيش شامخًا على أرضه متمسكًا بعدالته ومدافعًا عن كرامته.

قد يهمك أيضاً :-
قد يعجبك أيضا :-