
فى إطار فعاليات المنتدى الفكري لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء لعام 2025، وفي ضوء المستجدات الاقتصادية الدولية والتطورات الجيوسياسية، نظم المركز اليوم الأربعاء 21 مايو الدورة الثانية من المنتدى لتحليل الاتجاهات العالمية الكبرى التي تعيد رسم ملامح الاقتصاد الدولي، تحت عنوان: “إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي.. بين الحمائية التجارية والانفتاح الاقتصادي” بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين والأكاديميين بمقر المركز بالعاصمة الإدارية الجديدة
تستهدف الدورة الثانية من المنتدى الوصول إلى طرح تحليلي مُعمّق لتفاعلات النظام العالمي وتحولاته البنيوية، ومن ثم بلورة مجموعة من التوصيات والسياسات الاستراتيجية التي تُمكّن متخذ القرار من صياغة استجابات مرنة واستباقية قادرة على التكيف مع ديناميكيات المشهد الاقتصادي الدولي وتعزيز استدامة نمو الاقتصاد المصري.
هذا وقد عُقدت الجلسة الأولى للمنتدى تحت عنوان “الحرب التجارية في ظل عالم متغير” أدارتها الدكتورة نهلة السباعي، رئيس الإدارة المركزية لدعم القرار بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، بمشاركة الدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس وعضو مجلس الشورى الأسبق، والدكتور علي مسعود، الملحق الثقافي ومدير مكتب البعثة التعليمية بواشنطن وعميد كلية السياسة والاقتصاد جامعة بني سويف سابقاً وأستاذ الاقتصاد والدكتور أحمد السيد، أستاذ الاقتصاد والتمويل كمتحدثين خلال هذه الجلسة.
في مستهل الورشة أشارت الدكتورة نهلة السباعي إلى ملامح النظام الاقتصادي العالمي الجديد “تصاعد الحمائية التجارية”، مستعرضة تاريخ وتطور السياسات الحمائية في الاقتصاد العالمي وتصاعد الحمائية الأمريكية تحت شعار “أمريكا أولاً” إلى جانب تناول آثار السياسات الحمائية والجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي وكذلك آثار الحرب التجارية على الأسواق الناشئة.
وسلطت “السباعي” الضوء على انعكاسات التوترات التجارية العالمية على الاقتصاد المصري مشيرة إلى أن مصر تُعد من الدول التي تمتلك مقومات للاستفادة من هذا التحول ولعل من أبرز الفرص الاستراتيجية أمام مصر استقطاب الاستثمارات الصينية التي تبحث عن مراكز إنتاج بديلة لتصدير السلع إلى الولايات المتحدة فبفضل موقعها الجغرافي واتفاقياتها التجارية الإقليمية يمكن لمصر أن تصبح منصة صناعية تصديرية للشركات الصينية لتفادي الرسوم الأمريكية واختتمت حديثها بإلقاء الضوء على تأثير التكامل الاقتصادي على التجارة العالمية.
من جانبها جاءت مشاركة الدكتورة يمن الحماقي عن الحرب التجارية وكيف تشكل تحولات جذرية في النظام الاقتصادي العالمي القائم مشيرة إلى أن النظام الاقتصادي العالمي يتكون من ثلاث مكونات متداخله ومتشابكة مع بعضها البعض وهم (النظام التجاري العالمي- النظام المالي العالمي- النظام النقدي العالمي) وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تسيطر عليهم إلا أن الصين بدأت في الظهور والتأثير على خريطة الاقتصاد العالمي مع الأزمة المالية العالمية التي استطاعت أن تستغلها وتحقق معدلات نمو مرتفعة وإيجابية.
من جهته تحدث الدكتور علي مسعود عن التكتلات الاقتصادية ومستقبل الاقتصاد العالمي وهل يتغير ميزان القوى الاقتصادية في ضوء إعادة تشكيل التحالفات الاقتصادية والمتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية الراهنة لافتًا إلى أن مرحلة الأزمة المالية العالمية في 2008 كانت شاهدة على نموذج فريد من تنسيق السياسات الدولية وهو ما ساعد حينها على تخفيف حدة الأزمة إلا أن هذا النهج شهد تراجعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة ما جعل من الصعب مواجهة التحديات العالمية بشكل جماعي ومنسق.
واستعرض “مسعود” أهم التكتلات الاقتصادية عالميًا ومزايا وسلبيات تلك التكتلات والحروب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين مشيرًا إلى أن كل دولة تسعى في المقام الأول إلى تعظيم منافعها الذاتية من خلال هذه التكتلات وأن الانضمام إلى أي تكتل اقتصادي دون امتلاك مقومات القوة لن يحقق أي فوارق حقيقية لافتاً إلى أن مصر ترتبط بشراكات اقتصادية مهمة مع قوى كبرى وتتبنى سياسة انفتاح على كافة القوى الدولية وقد وصلت إلى مستويات استراتيجية في علاقاتها الخارجية إلا أن التقارب العربي يبقى أمرًا بالغ الأهمية مع ضرورة استغلال انضمامها لتجمع البريكس وتوجهها بقوة نحو القارة الأفريقية والمنافسة داخل هذه الأسواق مؤكدًا أن القارة السمراء تمثل فرصة ذهبية لمصر غير أن تعزيز هذا الدور يتطلب تحقيق الاستقرار والسلام في القارة.
وخلال الجلسة تحدث الدكتور أحمد السيد عن التعريفات الجمركية الأمريكية وتأثير حالة عدم اليقين على الأسواق المالية العالمية مشيراً إلى أن أسواق المال أكثر تأثراً من أي قطاع آخر مستعرضاً كذلك تأثير اللا يقين على الأسواق الناشئة والعربية والسيناريوهات المحتملة للتعامل مع هذه الحالات.
وأضاف “أستاذ الاقتصاد والتمويل” أن مصر أمام فرصة كبيرة لاستغلال هذه التطورات العالمية خاصة مع تحسن مؤشرات الاقتصاد المصري خلال الفترة الأخيرة مستعرضاً عدداً من التوصيات المتعلقة بضرورة تبني استراتيجية قومية لتقوية وتطوير أداء البورصة بجانب الإسراع ببرنامج الطروحات لتعميق البورصة وجذب المزيد من الاستثمارات لها مع تعديل الإطار المؤسسي للبورصة المصرية للتحول إلى شركة وأخيراً تشجيع المؤسسات المالية المصرية على تخصيص جانب من استثماراتها في البورصة المصرية.
وفي السياق ذاته ناقشت الجلسة الثانية للمنتدى تداعيات الحرب التجارية على الأسواق الناشئة وفرص مصر للاستفادة منها أدارتها الدكتورة نهلة السباعي بمشاركة الدكتور مدحت نافع الخبير الاقتصادي وعضو اللجنة الاستشارية للاقتصاد الكلي لمجلس الوزراء المصري والدكتورة عالية المهدي أستاذ الاقتصاد والعميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة والدكتور نبيل نجم الدين خبير العلاقات الدولية كمتحدثين خلال هذه الجلسة.
وفي كلمته تحدث الدكتور مدحت نافع عن تداعيات الحرب التجارية مشيراً إلى أن الصين بدأت بالفعل في تعديل نموذجها التنموي التقليدي الذي اعتمد لسنوات طويلة على تحفيز النمو عبر التجارة الدولية موضحاً أن التحولات الراهنة تجعل الصين أقرب للدول المتقدمة في خصائصها الاقتصادية بعكس الصورة التي دأبت على تصديرها بأنها “دولة نامية” تسعى للالتحاق بركب التنمية مضيفاً أنه يجب قراءة كيف تتعامل الصين مع الأزمات قبل تحولها لأزمات فعلية والتي أظهرت قدرة عالية على الاستباق والمناورة بعكس الأنماط المتأخرة لدى العديد من الدول الأخرى لافتاً إلى مواجهة مباشرة بين الصين والولايات المتحدة تقوم على مناوشات اقتصادية وجيوسياسية تهدف لتحجيم خطر كل طرف للطرف الآخر.
وتابع “نافع” بأن حالة عدم اليقين تمثل تحديًا كبيرًا للاقتصادات النامية ومنها مصر وأن اقتصاد البلاد محاط بمتغيرات إقليمية وعالمية تشمل تضخم وحروب تجارية وغيرها مما يُفاقم حالة عدم اليقين مؤكداً أهمية وجود استراتيجية وطنية واضحة لمواجهة هذه المتغيرات ومعتبراً تخارج الدولة من بعض القطاعات إصلاحًا ضروريًا.
من جانبها تحدثت الدكتورة عالية المهدي عن كيفية استفادة مصر من التوترات التجارية مؤكدة أنها تمتلك فرصة لتعزيز علاقاتها مع دول العالم وخاصةً الصين وتجمع البريكس مشيرةً لموارد هائلة تؤهل البلاد لذلك مثل العدد السكاني الكبير وقوته الشرائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
- مدبولي يؤكد أن صندوق النقد الدولي لا يفرض شروطه على مصر
- تجربة اليابان في دمج الابتكار بقطاع الصناعة تتصدر استعراضات "معلومات الوزراء"
- تجربة اليابان في دمج الابتكار بقطاع الصناعة تتصدر استعراض "معلومات الوزراء"
- معلومات الوزراء تكشف عن بيع 17.3 مليون سيارة كهربائية عالميًا في عام 2024
- نائب مدير صندوق النقد يعبّر عن تفاؤله بتحقيق نتائج إيجابية للاقتصاد المصري