
تسعى إسرائيل إلى تنفيذ سياسة تمزيق شمل المنطقة العربية منذ إعلان قيام الدولة العبرية في عام 1948، حيث تتبنى أساليب خطيرة تحت ذريعة حماية نفسها، إذ انتقلت من تدمير غزة وتشريد سكانها إلى احتلال جنوب سورية وإثارة الفتنة بين المكونات السورية بدعوى حماية دروز سورية. وفي نفس السياق، يعاني لبنان يومياً من الغارات والقذائف الإسرائيلية، مما يجعله حديقة خلفية لإسرائيل. كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل جهوده لضرب المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، متوهمًا أن هذه الوحشية ستؤمن لإسرائيل سلامتها، بينما الحقيقة هي أنها تعمق الأحقاد ضدها وتزيد من صعوبة محاولات التصالح معها.
جدير بالذكر أن حكومة نتنياهو تتنكر لأي وقف للنار رغم توقيع وزرائها على الاتفاقيات. ويبدو أن نتنياهو قد سلم زمام الأمور بالكامل للمتطرفين مثل سموتريخ وبن غفير، اللذين أعادا إسرائيل إلى خرافات تاريخية تدعو للسيطرة على الأراضي الفلسطينية. هذه العقلية تجعل إمكانية التصالح مع العرب أمراً مستحيلاً وتزيد من مشاعر الكراهية تجاه إسرائيل وتعزز التطرف في صفوف العرب.
من ناحية أخرى، إذا كانت القوى الغربية ترغب في إنهاء النزاع بين العرب وإسرائيل، فإن الحل يكمن في الاعتراف بالدولة الفلسطينية جنباً إلى جنب مع إسرائيل وممارسة الضغط عليها لتعود إلى رشدها وتدرك أهمية إحلال السلام والتعايش. ومنذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، يسعى نتنياهو لتحقيق أهداف المتطرفين عبر قتل العرب واحتلال أراضيهم. لن يتحقق ازدهار أو استقرار في المنطقة ما لم يتم تحقيق السلام ووقف الإبادة والتدمير المستمر.
وفي هذا السياق، يرى بعض المحللين أن استمرار هذه السياسات العدوانية لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مما يستدعي تحركات عاجلة من المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الانتهاكات وتحقيق السلام الدائم.
أخبار ذات صلة.