هاني الجفري يؤكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة ملحة ويستدعي تشريعات تنظيمية

هاني الجفري يؤكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة ملحة ويستدعي تشريعات تنظيمية

أكد المستشار هاني الجفري في مداخلة له على فضائية الحدث أن الذكاء الاصطناعي، الذي بدأ كأداة مساعدة، أصبح اليوم شريكًا في اتخاذ القرار، مما يضع البشرية أمام مسؤولية غير مسبوقة.

وأشار الجفري إلى أن من أهم ما يمكن السماح للذكاء الاصطناعي القيام به هو تعزيز قدرات الإنسان بدلاً من استبداله، حيث يجب توجيهه لحل الأزمات الكبرى مثل الأمراض المستعصية والتغير المناخي وإدارة الكوارث.

وأوضح الجفري أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التحليل السريع والتشخيص الدقيق والتنبؤ بالأزمات ورفع كفاءة الصناعات والخدمات وتوفير الوقت والتكاليف وتحسين جودة الحياة يعد مجالاً مشروعًا يخدم الإنسانية، بشرط أن يبقى تحت رقابة بشرية واعية. وأكد أن هذه التكنولوجيا قد منحت الإنسان قدرة خارقة على التنبؤ بالمستقبل وتحليل الحاضر بسرعة فائقة.

وشدد على أن المكاسب الاقتصادية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي كبيرة، ولكن لا ينبغي أن تكون مبررًا لفقدان السيطرة عليه. ويجب أن يظل دور الإنسان في مركز العمليات بدلاً من إقصائه لصالح الآلة.

وحذر الجفري من السماح للذكاء الاصطناعي بتجاوز حدوده الأخلاقية، مشيرًا إلى أنه لا ينبغي منح الآلات الحق في اتخاذ قرارات تمس حياة البشر دون تدخل بشري مباشر، سواء كان ذلك في المحاكم أو غرف العمليات أو ميادين الحروب. فالآلة، حتى وإن كانت مزودة بخوارزميات متقدمة، تظل بلا ضمير ولا تمتلك حس العدالة أو قيمة الرحمة.

كما حذر من ترك الذكاء الاصطناعي دون تشريعات مناسبة، مؤكدًا على ضرورة فرض الشفافية والمحاسبة وحدود الصلاحيات. وأوضح أن الخطر لا يكمن فقط فيما يستطيع الذكاء الاصطناعي فعله بل فيما نمنحه الإذن للقيام به.

وطالب الجفري بتأسيس ميثاق عالمي يُلزم الدول والشركات بوضع ضوابط أخلاقية صارمة لاستخدام هذه التقنية، خصوصًا في المجالات التي تمس حقوق الإنسان وخصوصيته.

وتوقع المستشار هاني الجفري تطور الذكاء الاصطناعي إلى ما يعرف بـ”الذكاء الفائق”، وهو كيان قادر على الابتكار والتخطيط واتخاذ القرار بمعزل عن البشر. ورأى أن هذا التطور قد يكون خطيرًا وقد يتحول من أداة نافعة إلى تهديد وجودي إذا لم تُحدد له حدود معينة. وشدد على أهمية إبقاء الإنسان في مركز السلطة وعدم جعله تابعًا لما صنعه بنفسه.

وأكد الجفري أنه لن يتمكن الذكاء الاصطناعي من صناعة مستقبل آمن إلا إذا حُددت له بدقة ما يمكنه فعله وما يجب علينا منعه عنه. فالمشكلة ليست في الآلة بحد ذاتها بل تكمن في غياب القرار الإنساني الصارم الذي ينظم عملها.

قد يهمك أيضاً :-
قد يعجبك أيضا :-