وزيرة التخطيط تُلقي كلمة مصر في القمة الاقتصادية والاجتماعية التنموية ببغداد

إن الروابط التاريخية والثقافية والدينية العميقة التي تجمعنا، والقيم التي تأسست عليها حضارتنا العربية من الإخاء والتعاضد، تفرض علينا تعزيز التضامن بين دولنا بهدف تحقيق الأمن والسلام والازدهار في منطقتنا، كما أن تعزيز العمل العربي المشترك يُعتبر من الأدوات الأساسية لحل الأزمات التي تواجه الدول الشقيقة.

ومن أبرز العوامل التي تعكس أهمية دفع التعاون بين الدول العربية هو أننا نتشارك جميعاً ذات الاهتمامات ونواجه نفس التحديات، رغم اختلاف الإمكانيات والقدرات، ولا شك أن التكامل بين دولنا سيعزز قدرتنا جميعاً على مواجهة الصدمات التي عانت منها كافة دول العالم خلال السنوات الأخيرة.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. إن اجتماعنا اليوم يحمل دلالة خاصة في ظل التحديات المتعددة على الساحتين الإقليمية والدولية، والتي أثرت بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي ومسارات النمو الاقتصادي العربي. فقد أدت الاضطرابات التي تشهدها المنطقة والتحديات الدولية المتنوعة إلى تأثيرات سلبية على سلاسل الإمداد العالمية، مما أسفر عن ارتفاع أسعار المنتجات والمواد الغذائية إلى مستويات قياسية، وهو ما أدى إلى تسارع الضغوط التضخمية بشكل يهدد أسس الأمن الغذائي والطاقة في العديد من دولنا العربية.

وفي هذا السياق، يتضح أن قدرة اقتصادات الدول العربية على مواجهة التحديات الناتجة عن التقلبات الاقتصادية الحالية والمستقبلية ستكون مرتبطة بشكل كبير بقدرتنا على توحيد وتعزيز الجهود من أجل تعزيز التضامن والتعاون والتكامل الاقتصادي العربي، والارتقاء بمعدلات التجارة البينية، وتعميق أواصر التنسيق الاقتصادي بين دول المنطقة بما يسهم في زيادة متانة ومرونة اقتصاداتنا في ظل بيئة اقتصادية وتجارية عالمية محفوفة بالمخاطر والتقلبات.

لذا فإننا نعلق آمالاً كبيرة على هذه الدورة للخروج بقرارات إيجابية تُعزز الإنجازات والمكاسب المحققة في إطار العمل الاجتماعي والاقتصادي العربي المشترك، وتسهم في تحقيق تطلعات شعوبنا العربية نحو الرخاء والازدهار.