في ليلة تاريخية شهدت هتاف 80 ألف مشجع في ملعب الأهلي كان الفراق بالنسبة لمحمود الخطيب رئيس النادي من أصعب اللحظات التي عاشها في حياته الرياضية فقد امتلأت المدرجات بالحب والتقدير لهذا القائد الذي أسهم في صناعة تاريخ النادي العريق وبحضور هذا العدد الهائل من الجماهير شعرت عواطف الخطيب تتصارع بين الفرح والحزن وهو يستعد لتوديع مرحلة مهمة من مسيرته حيث كانت تلك اللحظة تجسيدًا لرحلة مليئة بالإنجازات والتحديات التي واجهها على مر السنين مما جعله رمزًا حقيقيًا للأهلي وجماهيره الوفية التي لم تتردد في التعبير عن مشاعرها الجياشة تجاهه في تلك الليلة المليئة بالذكريات.
نجاحات محمود الخطيب في عالم كرة القدم
حقق محمود الخطيب إنجازات رائعة كرئيس للنادي الأهلي، وهو نفس النجاح الذي حققه عندما كان لاعبًا بارعًا في كرة القدم، وقد تكللت هذه المسيرة بالعديد من التحديات والأزمات التي واجهها منذ صغره، بدءًا من صعوبات الحمل، مرورًا بإصابات الطفولة، ووصولًا إلى صدمة فقدان والدته التي تركت أثرًا عميقًا في حياته، فخلال سبعين عامًا من البطولات والإسهامات القيمة، استطاع الخطيب أن يسحر الجماهير كأحد أبرز نجوم النادي الأهلي، سواء كلاعب، أو كعضو في مجلس الإدارة، أو كرئيس للنادي.
أصعب لحظات الفراق
تبدأ القصة المؤلمة في عام 1974، عندما كان محمود يعود إلى منزله بعد التدريبات، ليجد والدته في المطبخ، ترفض أن يحضر له الطعام غيرها، رغم معاناتها من مرض الكلى، وكانت تذهب إلى سريرها وهي تحمل في فمها منشفة لتخفف من شدة الألم، وعندما تكرر هذا الموقف، قرر الخطيب عدم تحمل رؤية والدته بهذه الحالة، فذهب إلى الطبيب الذي نصح بإجراء عملية جراحية، لكن والده كان متخوفًا من ذلك، مشيرًا إلى نصيحة سابقة من طبيب آخر، ومع إصرار الطبيب على أن الطب قد تقدم، وافق الوالد على إجراء العملية.
وبعد العملية، كان محمود بجانب والدته حتى استيقظت، ليصفها بأنها كانت أجمل مما رأى في حياته، وذهب للتمرين قبل مباراة الأهلي والترسانة بيومين، لكن خلال التدريبات، فوجئ بخبر وفاة والدته، مما جعله يعيش حالة من الصدمة والفقد، وذهب مع زملائه إلى المنزل ليودعها قبل دفنها.
عودة الأسطورة إلى المستطيل الأخضر
بعد فترة من الحزن، تحدث معه الجهاز الفني للنادي الأهلي بضرورة العودة إلى التدريبات، حيث أكد والده على أهمية ذلك، مشيرًا إلى دعم الجمهور له، وضرورة رد الجميل لهم باللعب، وهو ما ساعده على تخطي أحزانه.
تحدث الخطيب عن اللحظة التي لن تُنسى، عندما نزل إلى الملعب وسط هتافات 80 ألف متفرج تناديه "بيبو"، وهو ما كان له تأثير كبير عليه، حيث أدرك أن الجمهور هو من ساعده في مسيرته بعد الله، ورغم أن المباراة انتهت بالتعادل السلبي، إلا أنه شعر بفخر كبير عندما احتضنه والده بعد المباراة، مؤكدًا له أنه قام بشيء جيد، وأن الأعمار بيد الله.
خاتمة
تظل قصة محمود الخطيب رمزًا من رموز الإرادة والصمود، فبرغم الصعوبات التي واجهها، استطاع أن يعود إلى الساحة الرياضية ويحقق إنجازات تضاف إلى تاريخ النادي الأهلي، ليبقى في قلوب الجماهير كأحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم المصرية.
التعليقات