أنشودة “طلع البدر علينا” تزرع البسمة في وجوه الزوار

أنشودة “طلع البدر علينا” تزرع البسمة في وجوه الزوار

«طلع البدر علينا» تُعتبر من الأناشيد الإسلامية الأشهر في أصقاع الدنيا، حيث ترتبط بالسيرة المحمدية، وقد دوَّن التاريخ هذه الأنشودة منذ أكثر من 1400 عام، ومنذ ذلك الحين وحتى وقتنا الحاضر أصبحت رسالة ترحيب يرددها أهالي المدينة المنورة لضيوف الرحمن، إذ يستقبل الأهالي الحجاج بها عندما تحط أقدامهم على أرض المطار احتفاءً بقدومهم.

تختلف الروايات حول الذي أُنشدت فيه والمكان الذي قيلت فيه، فبعض الرواة يقولون إنها قيلت عند استقبال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عند قدومه إلى المدينة المنورة في هجرته من مكة المكرمة سنة 622م، بينما ذهب البعض الآخر إلى أنها قيلت في استقباله عليه الصلاة والسلام عند عودته من غزوة تبوك وليس عند هجرته كما رواها بعض الرواة.

أشار المؤرخ الدكتور تنيضب الفايدي إلى أن أنشودة «طلع البدر علينا» تُعد نشيداً إسلامياً محبباً للنفس، ويردده الأهالي للترحيب بالضيوف عند وصولهم إلى المدينة المنورة وتعطير مسامعهم بها ترحيباً بهم وتذكيراً بالنبي عليه الصلاة والسلام الذي تشتاق أفئدتهم لزيارته.

وعن الأنشودة وزمنها ومكانها قال الفايدي: «ما يقال بأن ثنيات الوداع جنوب قباء غير صحيح»، فالنشيد ظهر عند رجوع الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك وليس في هجرته، لأن أول ما ظهر كان في القرن الرابع الهجري، أما في القرون الثلاثة الأولى فلم يُذكر نشيد بل ذُكر الترحيب بالرسول عند نزوله على ناقته من قباء إلى موقع المسجد النبوي

وأضاف: «ثنيات الوداع معروفة في شمال المدينة المنورة وهي ملاصقة لجبل سلع الذي أصبح داخلها»، والثلاث ثنيات كانت معروفة وكان هناك مسجد يسمى مسجد الثنية، وجنوب قباء لا توجد ثنيات على الإطلاق

أما عضو النادي الأدبي الدكتور مروان المزيني فقال: «الأنشودة لوحة وجدانية مليئة بالأمكنة والخيالات الشعرية والعاطفة التي تتناغم مع الألفاظ في تراكيب انسيابية بسيطة سهلة الإيقاع لا يصعب حفظها أو إنشادها على الكبار والصغار»، وأصبحت موروثاً أدبياً على نطاق واسع

وأضاف: «طلع البدر علينا ذات الـ300 كلمة هي تلك الكلمات التي ترمز إلى مشاعر اللهفة والشوق للضيف المنتظر على شكل أنشودة بشكل جماعي»، فهي تحمل بين طياتها النشوة ولذة رؤية الضيف بعد اشتياق وذلك عن طريق استخدام القصائد المنشدة التي تحمل في أبياتها المعاني المعبرة والصور المنشودة عبر الأهازيج التي تعبر عما تصفه كلمات الأنشودة بألحان موروثة معروفة

كما أضاف المزيني: «ما يفعله الأهالي في المدينة المنورة لضيوف الرحمن عند وصولهم لهو دافع الشوق لهم فتجدهم يستقبلونهم في المطار بأجمل عبارات الترحيب احتفاءً بهم»