
تواصل السعودية تأكيد حضورها كلاعب رئيسي في مشهد التقنية العالمي مدفوعةً برؤية طموحة ورغبة لا تعرف حدوداً في اعتلاء منصات الابتكار والتقدم التقني وأكد خبيران في الذكاء الاصطناعي والتقنية لـ«سلاش ويب» أن اختيار السعودية «دولة العام» في تقرير StartupBlink لمؤشر منظومات الشركات الناشئة لعام 2025م لم يكن وليد المصادفة بل حصيلة إستراتيجية وطنية متكاملة تجمع بين الاستثمار في البنية الرقمية والتمكين البشري والشراكات العالمية وقال خبير الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات الدكتور عبدالله المسمار إن المملكة أثبتت عاماً بعد عام أنها لاعب أساسي في رسم ملامح الاقتصاد الرقمي العالمي حيث حققت تقدماً لافتاً بلغ 27 مرتبة في المؤشر لتصعد إلى المركز 38 من أصل 100 دولة وأضاف إن نسبة النمو التي سجلتها السعودية بلغت 236.8% وهي الأعلى عالمياً ما يعكس نجاح إستراتيجيتها التي تركز على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
وأشار المسمار إلى أن العاصمة الرياض قادت التحول الكبير مسجلةً قفزة هائلة بنسبة 134.1% خلال عام واحد واحتلت مراكز متقدمة في قطاعات حيوية مثل النقل الذكي والتعليم الرقمي والتسويق كما سلط الضوء على مشروع Humain الوطني الذي أطلقته المملكة بالتعاون مع شركات رائدة بهدف بناء مراكز بيانات متطورة وتطوير نموذج لغوي عربي متعدد الوسائط وصقل مهارات وطنية قادرة على قيادة الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
من جانبه أكد الخبير التقني عبدالمحسن الجعيثن أن ما حققته السعودية يعكس تحولاً تاريخياً ليس فقط في تصنيفات المؤشرات العالمية بل في بناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام مشيراً إلى صعود المملكة 64 مرتبة لتصبح الرياض في المرتبة 72 عالمياً بين أفضل 100 مدينة وأضاف أن الرياض احتلت مراكز متقدمة في النقل وتكنولوجيا الأغذية والتعليم الرقمي ما يبرز تكامل التطور التقني مع الحياة اليومية.
ولفت الجعيثن إلى الطفرة النوعية التي تشهدها مدن أخرى مثل جدة والدمام والمدينة المنورة ومكة المكرمة والجبيل والهفوف التي سجلت جميعها دخولاً قوياً إلى التصنيف العالمي وأشاد بدعم الحكومة غير المسبوق للذكاء الاصطناعي بما في ذلك استثمار 1.5 مليار دولار في شركة الشرائح الذكية Groq وإطلاق مشروع Transcendence الوطني ما يعزز موقع المملكة كلاعب أساسي في اقتصاد المعرفة.
كما نوه إلى دور البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات ومبادرات Relocate وEmpowering Accelerators والشراكات مع شركات عالمية مثل Gener8tor التي تسهم في نقل الخبرات وتوطين التقنية فضلاً عن برامج وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لدعم ريادة الأعمال الرقمية.
وأشار الجعيثن إلى الدور البارز للمرأة السعودية في هذه النهضة التقنية مستشهداً بمبادرات مثل Blossom Accelerator التي تبرز التزام المملكة بالابتكار الشامل والتمكين المجتمعي لتصبح السعودية نموذجاً يحتذى به عالمياً في بناء اقتصاد رقمي متين وأكد الخبيران أن ما تشهده المملكة اليوم ليس نهاية الطريق بل بداية لعصر سعودي جديد يُرسم من الرياض ليشمل العالم حيث تتكامل طموحات الرؤية مع إرادة التغيير لتكتب السعودية قصة نجاح عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.