
للحجّ قداسة في نفس المؤمن الطامح لأداء شعيرة الإسلام الظاهرة في أمن وسلام وطمأنينة، خصوصاً وهو يتحرر بلبسه للإحرام ويتدثّر بالبياض من أي شأن من شؤون الدنيا ومطامعها وغواياتها، مستشعراً قول الحق جلّ وعلا (الحجّ أشهر معلومات فمن فرض فيهنّ الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)، فالهاجس الأكبر هو حسن الأداء والتطلّع للقبول.
ثبت بالتجربة العملية للحج أن حكومة المملكة تبذل قصارى جهدها كل عام في سبيل التحديث والتطوير واستيعاب الأعداد النظامية كافة في الزمان والمكان المحددين، والتعامل بأخلاق الإسلام ومنطلقات أخوّة الدين الذي ألّف بين قلوب المسلمين.
يشعر كل مسؤول يشارك في خدمة الحجيج بأن الحاج ضيفه وليس ضيف الدولة فقط، فالرفق بالوفود والتلطف معهم والبِشر والترحاب هي صفات ملازمة لإنسان هذا الوطن الذي يحرص على أن يحمل ضيوف الرحمن معهم حين عودتهم لبلدانهم أجمل وأطيب الذكريات.
وبما أنّ الركن الخامس من أركان الإسلام يقوم على التوحيد الخالص لله رب العالمين، فمن الطبيعي أن يتخلّى الحجاج عن كل ما يعكّر صفو نقاء العقيدة وطهارة القلب وقداسة المشاعر وسمو الشعور.
وللإحرام الذي اكتسى به الحجاج أدب روحي يتمثل في الحياء والعفّة والصدق والأمانة، وأدب شرعي فلا تغطية رأس ولا مس طيب ولا قص ولا حلاقة شعر إلا عقب رمي جمرة العقبة، وأدب سلوكي باحترام حق كل حاج وأسبقيته دون مزاحمة ولا تدافع بل إيثار واستشعار.
ويظل احترام النظام من أسمى مقاصد الشريعة، فالدولة السعودية أعزها الله تنظر لجميع المسلمين المحرمين بالحج والعمرة والزائرين بعين التبجيل والاعتزاز بخدمتهم وتوفير الكوادر البشرية والعناصر الرقمية لتيسير خطوات حجهم وتجنيبهم العنت والمشقة، وما التزام الحجاج بالنظام إلا دليل تمسكهم بأدب الإحرام.