محمد صبري سليمان من يكون؟ من الجار الهادئ إلى المتهم في كولورادو

محمد صبري سليمان من يكون؟ من الجار الهادئ إلى المتهم في كولورادو
محمد صبري سليمان

تحولت صورة الرجل المصري الأربعيني محمد صبري سليمان من “الجار الهادئ” إلى “إرهابي خطير” في نظر السلطات الأمريكية، بعدما نفذ هجومًا ناريًا استهدف مظاهرة مؤيدة لإسرائيل في مدينة بولدر بولاية كولورادو، أسفر عن إصابة 12 شخصًا وأثار موجة قلق من تصاعد التوترات الدينية والسياسية داخل المجتمع الأمريكي.

هجوم مُعدّ بإحكام

وفق ما أكدته التحقيقات، فإن سليمان لم يكن يتحرك بدافع لحظة انفعال، بل خطط للهجوم بعناية فائقة على مدار عام كامل، منتظرًا “الوقت المناسب” بعد تخرج ابنته من المدرسة الثانوية، كما كشف بنفسه للمحققين. جمع زجاجات مولوتوف ومبيدات معبأة بالبنزين، وتعلم طرق التصنيع عبر الإنترنت، واشترى الزهور لتمويه نواياه في يوم الهجوم.

ووثقت الشرطة لحظة إطلاقه زجاجات حارقة باتجاه الحشد، مع هتافات مناهضة لإسرائيل وداعمة لفلسطين، مما أعاد الجدل حول تصاعد التوترات الإقليمية وانعكاساتها على الأرض الأمريكية.

بين الكراهية والدوافع السياسية

بحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن ما ارتكبه المتهم يُصنف كـ”جريمة كراهية ذات طابع إرهابي”، مدفوعة بخلفيات سياسية ودينية. الأهم من ذلك، أن المتهم نفسه أقرّ بأنه كان يعتزم “قتل جميع الصهاينة”، بل وعبّر عن استعداده لتكرار الهجوم.

تواجهه الآن 34 تهمة جنائية، أبرزها الشروع في القتل، وحيازة أسلحة حارقة، واستخدام العنف بدوافع أيديولوجية. وتصل العقوبة المحتملة إلى 624 عامًا من السجن.

حياة مزدوجة.. وملف هجرة مثير للجدل

محمد صبري سليمان دخل الأراضي الأمريكية بتأشيرة سياحية انتهت صلاحيتها في 2023، ما يجعله مقيمًا غير قانوني. ورغم عمله السابق في شركات توصيل وتجارة، لم يكن اسمه على أي قائمة مراقبة أمنية، ما يطرح تساؤلات حول فعالية أنظمة الهجرة والتتبع الأمني.

كان يعيش في كولورادو سبرينغز، مع زوجته وأطفاله الخمسة. وُصف من قبل جيرانه بأنه “هادئ”، رغم وجود بلاغات سابقة تتعلق بضجيج أو سلوك غير معتاد من داخل شقته.

ردود فعل غاضبة وتحقيقات متواصلة

في أعقاب الهجوم، أعربت العديد من المؤسسات اليهودية عن قلقها من تصاعد العنف، فيما أدان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الحادث بشدة، محمّلًا إدارة بايدن مسؤولية “التراخي في ضبط الحدود والمهاجرين”.

كما أشارت بعض التحليلات إلى أن توقيت الهجوم، المتزامن مع أحداث مشابهة في واشنطن، يعكس نمطًا متناميًا من “المقاومة الفردية” ذات البعد السياسي، في ظل توترات إقليمية لم تهدأ.

وجه مألوف.. بخلفية قاتمة

تبقى قصة محمد صبري سليمان واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل في الولايات المتحدة، ليس فقط بسبب بشاعة الهجوم، بل لما تكشفه من فجوة بين الصورة الظاهرية للأفراد والواقع المظلم الذي قد يختبئ خلفها. وبينما تترقب الأوساط القانونية محاكمته، لا تزال التساؤلات مفتوحة حول كيف وصل هذا الرجل إلى لحظة الانفجار.

قد يهمك أيضاً :-